وطن- قدمت مجموعة من الصحفيات الفلسطينيات شهادات صادمة أثارت غضبا واسعا، عن تعرضهن لاعتداءات جسدية من قبل رجال أمن تابعين للسلطة، لترهيبهم ومنعهم من تغطية الاحتجاجات المنددة باغتيال الناشط نزار بنات.
وجاءت هذه الروايات خلال مؤتمر صحفي اليوم، الأربعاء، حيث شددت الصحفيات على أن ذلك حدث رغم حملهن بطاقات عمل صحفي رسمية.
الصحفية نجلاء زيتون بعد اعتداء عناصر من الأجهزة الأمنية عليها خلال تغطيتها تظاهرة رام الله ومصادرة هاتفها.#نزار_بنات pic.twitter.com/aDMzgWQwmR
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) June 24, 2021
الاعتداء على الصحفيات الفلسطينيات
أحد هذ الشهادات كانت للصحفية، بتول كوسا، والتي قالت في حديثها لموقع “الحرة“، إنها لم تتفاجأ بالاعتداء الذي تعرضت له، نظرا لحصول اعتداءات سابقة على صحفيات في مسيرة السبت.
وأشارت إلى أن ارتداءها الدرع الذي يظهر هويتها الصحفية لم يحل دون تعرضها للاعتداء.
#إسرائيل #فلسطين: تم الاعتداء على ١٢ صحفي على الأقل من قبل أفراد الشرطة الفلسطينية في الضفة في نهاية الأسبوع الماضي، أثناء تغطيتهم للمظاهرات التي خرجت بعد وفاة الناشط نزار بنات. تدين مراسلون بلا حدود لجوء السلطة الفلسطينية للعنف لإسكات الصحفيين و إخفاء حقيقة تعاملها مع المتظاهرين pic.twitter.com/23Frt9GY63
— مراسلون بلا حدود (@RSF_ar) June 28, 2021
هذا وأوضحت كوسا أن هاتفها خُطف منها أثناء تصويرها لحادث اعتداء على شاب، وتمكنت من استرجاعه أثناء مناوشات وقعت بين شاب قدم لنجدتها والشخص الذي سرق هاتفها.
استهداف جسدي
وروت الصحفيات الفلسطينيات كيف كن عرضة لاستهداف جسدي أثناء محاولة أفراد الأمن مصادرة هواتفهن النقالة لمنعهن من تصوير الانتهاكات.
ومن جانبها كشفت الصحفية نجلاء زيتون، أنها تعرضت للضرب بعصا على يد شخص بلباس مدني رغم إشهارها بطاقتها الصحفية.
وأوضحت الصحفية، وهي تعمل في رام الله، أن أشخاصا بلباس مدني سرقوا هاتفها وسلموه بدورهم لشخص بالزي العسكري، مضيفة أنها تعرضت لتهديدات بالاعتداء بكلمات وصفتها بـ”البذيئة”.
كما كشفت الصحفية بتول في حديثها للحرة إنها رفقة زملائها وزميلاتها اتصلوا بالشرطة الفلسطينية لحمايتهم لكن الشرطة لم تحضر.
من جانبها طالبت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان يوم، الأحد، بوقف تغطية أخبار الرئاسة والحكومة الفلسطينية حتى تحقيق مطالب الصحافيين، وإقالة مدير الشرطة بسبب عدم توفير الحماية للصحافيين.
وأثارت الاعتداءات غضبا في صفوف المنظمات الحقوقية والنسوية.
حيث كشفت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جيلينا بورتر، أن الولايات المتحدة منزعجة جداً من التقارير حول قيام أفراد من قوات الأمن الفلسطينية بتوقيف واستخدام القوة ضد متظاهرين وصحافيين في عطلة نهاية الأسبوع خلال مظاهرات عامة تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات.
ودعت المسؤولة الأميركية القوات الأمنية إلى التصرف بطريقة مهنية والسلطات إلى احترام حرية التعبير وعمل الصحافيين وحق الفلسطينيين بالتظاهر سلمياً.
وقالت ما نصه “علمنا أن السلطة الفلسطينية أعلنت إنشاء لجنة تحقيق في مقتل الناشط الفلسطيني، وكما قلنا سابقاً إنه من المهم أن تجري السلطة تحقيقاً موسعاً وشفافاً وضمان المحاسبة في هذه القضية”.
وكان الناشط الفلسطيني نزار بنات البالغ 43 عاما وأحد أشدّ منتقدي السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد توفي بعد ساعات من توقيفه الخميس على أيدي عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفق ما أفادت عائلته التي اتهمت السلطات باغتياله.
وشهدت الضفة احتجاجات واسعة وتظاهرات منددة باغتيال بنات ومطالبة برحيل محمود عباس وسلطته.