وطن- تعرضت فتاة أردنية إلى التعنيف من قبل عائلتها، ولكن بطريقة مختلفة، حيث قام والدها بحقنها بهرمونات ذكرية إلى أن أصيبت بالسرطان.
نزيف حاد كشف الحقيقة
وُلدت العابرة جنسياً (نور) أو (جعفر) بأعضاء تناسلية ذكرية، وفي عمر الـ13 أصيبت بنزيف حاد نقلت على إثره إلى المستشفى كما تقول في مقابلة أجرتها معها قناة DW الألمانية.
وبعد إجراء الفحوصات تبين أن جعفر، (22 عاماً) هو فتاة وليس ذكر، ويمتلك رحماً ومبايض، ويعاني من تشوهات جنسية داخلية.
رفضت عائلة نور واقعها الجديد، وأول عبارة قالها والدها لها (جبتيلي العار)، وبدأ بتعنيفها وتعريضها لكميات كبيرة من الهرمونات الذكرية، التي أدت لاحقاً لإصابتها بمرض سرطان القولون.
(يثبتني إخوتي رغماً عني)
وقالت: (كان يجعل إخوتي يقومون بتثبيتي ويقوم بحقني بالهرمونات الذكرية، كان يريدني أن أبقى شاباً).
استخرجت نور إفادة من دار الإفتاء بأنها أنثى، وأوقف الطبيب الهرمونات الذكرية عنها، وبدأ بحقنها بهرمومات أنثوية ليستجيب جسدها سريعاً.
لكن عائلة نور استمرت برفضها وتعنيفها إلى أن وصل الأمر إلى طردها من منزل العائلة، لتصبح نور وحيدة بلا مأوى، وأصبحت تهيم على وجهها بحثاً عن الأمان، إلى أن التقت بشخص حاول إقناعها بأنه سيساعدها.
اعتداء جنسي
تقول نور: (ذهبت مع هذا الشخص السبب إلى منزله، لكن الذي اعتقده منقذاً تحول في دقائق معدوده لخطر حقيقي يهدد حياتي، بعدما اعتدى علي جنسياً تحت تهديد السلاح).
وألقت الجنايات الكبرى في اليوم التالي القبض على الرجل الذي اعتدى على نور جنسياً، لكنها أصبحت بحاجة إلى علاج نفسي بعد الحادثة.
وأكدت نور في حديثها أنها لا تزال تواجه رفضاً من المجتمع سواء ظهرت بشكل شاب أو فتاة، على الرغم من حصولها على تقارير طبية وشرعية تؤكد أنه وُلدت بتشوهات جنسية داخلية.
عملية تصحيح الجنس
وقامت بعض المنظمات الحقوقية في الأردن بمساعدة نور في توفير مسكن وطعام، خاصة أنها تواجه نوعاً آخر من الرفض الاجتماعي، ففي كل مرة تحاول فيها أن تتقدم لأي عمل أو وظيفة، يتم رفضها.
تضيف نور: (هذه المساعدات غير كافية، لأنني بحاجة لعمليات تصحيح الجنس، وهي غير متوفرة في الأردن وتكلف مبالغ باهظة لا أستطع توفيرها في الظروف التي أعيشها).
وتتساءلت نور: (ماذا يجب أن أفعله لأرضي المجتمع، حاولت كثيراً ومحاولاتي انتهت بإصابتي بالسرطان لأبقى وحيدة في مجتمع لا يرحم).
واختتمت: (بدي أعيش عندي كرامة، أنا ما خلقت نفسي بهذا الحال).
وأنهت نور العلاج الهرموني وتبقى العملية الجراحية فقط لتصحيح الأعضاء والجنس بشكل كامل.
ماذا يعني عابر جنسيا؟
وتختلف الهوية الجنسية المحددة اجتماعيا للشخص العابر جنسياً عن نوع الجنس الموثق في شهادة ميلاده الأصلية، فحين نولد، يتم تسجيل الجنس كذكر أو أنثى، بناء على خصائص فسيولوجية.
لكن البعض يولد البعض باختلافات كروموسومية أو فسيولوجية أخرى قد تجعل تحديد الجنس مسألة معقدة، ويشار إليهم باعتبارهم ثنائيي الجنس.
ويستند الجندر أو جنس هؤلاء إلى السلوك والتوقعات والمظهر الخارجي الذي يُنظر إليه عادة على أنه يتوافق مع جنس الشخص، كما تستند إلى الإدراك الذاتي للعابر جنسياً وكيف يرى ويصف نفسه للعالم.
ويعيش الكثير من العابرين جنسياً وفقاً لهويتاهم الجندرية، ويرتدون ملابس ويقدمون أنفسهم للعالم بطريقة تتماشى مع هويتهم تلك ويختارون لأنفسهم أسماء.
ويقرر البعض منهم إلى اللجوء إلى إدخال تغييرات جسمانية بحيث تتماشى أجسامهم مع هويتهم الجندرية، ويشمل ذلك تعاطي أدوية هرمونية والخضوع لعلاج طبي لتغيير طبقة الصوت، وتسمى هذه التغييرات الاجتماعية والفسيولوجية والقانونية بالعبور الجنسي.
مجتمع الميم في الأردن
الجدير بالذكر أنه في عام 2014، سمحت محكمة النقض في الأردن، وهي أعلى محكمة في الأردن، لامرأة متحولة جنسيا بتغيير اسمها القانوني وجنسها إلى أنثى بعد أن قدمت تقارير طبية من أستراليا.
وصرح رئيس دائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردنية حينها أن حالتين إلى ثلاث حالات من تغيير الجنس تصل إلى الدائرة سنويًا، وكلها تستند إلى تقارير طبية وأوامر من المحكمة.
وفي أبريل 2018، أقر البرلمان الأردني قانون المسؤولية الطبية المتقدمة الذي يحدد (تغيير الجنس) و(إعادة التنازل عن الجنس)، مما يجعل الأول غير قانوني ويعاقب عليه مع غرامة وسجن أي طبيب يقوم بما وصفته لجنة الصحة في البرلمان بأنه (تغيير الجنس) الذي يغير جنس شخص لديه الكروموسومات والأعضاء التناسلية والخصائص الثانوية لجنس واحد.