وطن- أظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام أردنية، مواطناً أردنياً يلتقي الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مياه البحر الأحمر في خليج العقبة.
ووفق مقطع الفيديو، الذي رصدته “وطن”، فإن المواطن الأردني طلب من الملك عبد الله المساعدة من أجل الزواج، حيث حظي الفيديو بانتشار واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.
مواطن يطلب مقابلة الملك من البحر في العقبة#عمون pic.twitter.com/BZTc2oIo21
— وكالة عمون الاخبارية (@ammonnews) July 5, 2021
الملك عبدالله الثاني على متن قارب
ويُظهر الفيديو الملك عبدالله وهو على متن قارب، وقد سمح للشاب بالتحدث إليه، ليطلب الشاب من الملك تحقيق أمنيته، وهو الزواج، وقال الشاب: “نفسي أتجوز والله العظيم، أمنيتي أتجوز”.
الملك من جانبه أخبر الشاب بأنه سيتم تسجيل رقمه والتواصل معه، ويظهر الشاب وهو يقبل يد الملك في نهاية الحديث الودي بينهما.
ولم يُشِر الإعلام الأردني لتاريخ التقاط الفيديو، حيث إن الملك عبدالله يُجري حالياً زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدأها يوم الخميس الفائت، حيث من المقرر أن يشارك في الملتقى الاقتصادي في مدينة صن فالي.
تفاعل واسع مع الفيديو المتداول
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع الفيديو مشيدين بموقف الملك عبد الله من التعامل مع الشاب الأردني.
جلالته حبيب الملايين حفظه الله ورعاه وأعز ملكه
— عبدالرحيم الصمادي (@JRPiSwoZeaKG3JX) July 5, 2021
وكانت وسائل إعلام أردنية قد نشرت وبثت، مرات عدة، لقاءات تجمع الملك عبدالله بمواطنين أردنيين، وسبق أن ظهر الملك في شوارع عَمّان بشكل مفاجئ أمام العامة، كما ظهر في إحدى المرات وهو يتناول الإفطار مع عناصر من الشرطة.
أزمة الأردن
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه في خضم خلاف عام غير مسبوق داخل الأسرة الملكية الهاشمية، أحاط الأردن ذلك بستارٍ من السرية والتكتم.
واستدركت: “لكن التوترات الاجتماعية التي كشفتها دراما القصر التي ظهرت إلى السطح في أبريل/نيسان، لاسيما اليأس الاقتصادي لقبائل المملكة ذات النفوذ، يمكن رؤيتها في كل مكان”.
وأضافت: “إذ أدَّت سنوات من الأزمة الاقتصادية إلى تآكل رابطة المحسوبية مقابل الولاء التاريخي بين الملك والقبائل الأردنية، وهي حجر الأساس لحكم الأسرة الهاشمية الذي دام عقوداً”.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه ربما كان ذلك عاملاً أساسياً في المؤامرة التي يُزعَم أنَّ الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، الأمير حمزة، دبَّرها لمحاولة تولي العرش، الذي كان سابقاً في صف الخلافة عليه. وأُسكت الأمير، ويُحاكَم شركاؤه المزعومون خلف أبواب مغلقة.
لكن حتى بعض المُطَّلعين على شؤون الحكومة يخشون من أنَّ الغضب الذي يستعر تحت السطح قد ينفجر في أي لحظة، وهو تحذير لا بد أن يثير قلق الحلفاء الغربيين للمملكة، كما تقول واشنطن بوست.
ويقول صايل المجالي، رئيس مجلس إدارة محافظة الكرك، للصحيفة: “أخشى مما ينتظرنا بسبب الوضع المعيشي المأساوي، وأنَّ الناس لن يتحملوه بعد الآن، وسينفجرون”.
وفي أحدث الإحصاءات، بلغ معدل البطالة بالبلاد نحو 40%. يقول المجالي، وهو عميد متقاعد من الجيش وأحد أبرز وجهاء القبائل في محافظة الكرك، جنوبي الأردن: “أخشى فقدان السيطرة على الأمور الأمنية إذا لم تُحلّ هذه المشكلات”.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن “الأمل نادر” في المناطق الريفية بالأردن والبلدات الصغيرة، موطن القبائل البدوية شرقي نهر الأردن.
في مدينة الكرك، إحدى مدن الجنوب المهملة، كانت المتاجر والشوارع في وسط المدينة مهجورة إلى حد كبير خلال زيارة الصحيفة لها. وعامل الجذب الرئيسي في الكرك قلعة يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين، لكن جائحة فيروس كورونا المستجد أوقفت السياحة.
“ليس لديَّ أي شيء”
وحتى قبل الوباء، لم تكن هناك وظائف كافية لقوى عاملة شابة سريعة النمو. وأصبحت حياة كثير من الشباب الأردني مُعلَّقة لأنهم لا يستطيعون اتباع المسار التقليدي للعمل والزواج والأطفال.
جمع مصطفى الشمايلة، من سكان الكرك، شهادات أكاديمية على مدى العقد الماضي، على أمل العثور على وظيفة. لكنه يبلغ من العمر الآن 30 عاماً، ولا يزال عاطلاً عن العمل ويعيش مع والديه، على الرغم من حصوله على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة من الدرجة الأولى بالهند.
وقال الشمايلة، الذي يسلِّم الطعام على دراجة نارية مقابل مصروف جيبه لتخفيف العبء عن والده البالغ من العمر 70 عاماً: “لا أستطيع أن أعيش الحياة. إذا كنت أريد الزواج الآن، فكيف؟! ليس لديَّ أي شيء”. ويواصل مصطفى البحثَ عن عمل في مجاله على الرغم من أنَّ الوظائف النادرة تزداد فرص الحصول عليها من خلال العلاقات الشخصية، أو “الواسطة” التي يقول إنه لا يملكها.