أكد الدكتور وصفي أبو زيد، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن أعضاء الأمانة قرروا بالإجماع فصل مفتي مصر السابق، علي جمعة.
وأوضح أبو زيد، في تصريح تلفزيوني، رصدته “وطن”، أن ذلك بسبب تعمد علي جمعة مهاجمة العالم الأندلسي أبي إسحاق الشاطبي.
وأشار إلى أن آخر انعقاد لمجلس الأمناء نهاية أيار/ مايو الماضي، تقرر فيه بالإجماع فصل جمعة.
فصل عبدالله بن بيه وفاروق حمادة
وبين أنه تقرر أيضاً فصل رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عبدالله بن بيه، والمستشار الديني في ديوان ولي عهد أبو ظبي، فاروق حمادة.
وتابع بأن هذا الأمر ضايق علي جمعة، ما دفعه إلى مهاجمة إمام المقاصد الشاطبي، ليعرج على أحمد الريسوني، إمام المقاصد في هذا العصر.
وأكد أبو زيد أن علي جمعة وصله كتاب رسمي من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بفصله.
وألمح أبو زيد إلى أن أحد أسباب فصل علي جمعة هو فتاويه المثيرة للجدل، مثل “أن من يحمل الحشيش في جيبه أثناء الصلاة فصلاته صحيحة، ومن يشرب الحشيش بعد الإفطار فصيامه صحيح”.
اقرأ أيضاً: علماء المغرب يفضحون علي جمعة ويكشفون سبب هجومه على الإمام الشاطبي والتقليل من شأنه
بالإضافة إلى آراء غريبة مثل أن ملكة بريطانيا من نسل الأشراف، وأن قطر منسوبة إلى قطري بن الفجاءة، وغيرها من الآراء.
تصريحات علي جمعة
وكان علي جمعة تهجم على الشاطبي، قائلا إنه مجرد “صحفي” مثل أي صحفي حاليا، وليس له أي رسوخ في العلم.
وتابع بأن فقه المقاصد الخاص بالريسوني لم يتم تدريسه سابقا إلا في “هذا الزمن الأغبر الذي خرج فيه الريسوني وغير الريسوني”.
العلماء المغاربة يرون على علي جمعة
وفي وقت سابق، رد علماء مغاربة على الهجوم الذي شنه الدكتور علي جمعة، على الإمام الشاطبي، معتبراً إياه صحفيا وليس عالما دينيا.
وكتب عدد من العلماء المغاربة مقالات تنتصر للإمام الشاطبي وتؤكد فضله على الأمة.
وشن المحقق المغربي الدكتور الحسين آيت سعيد هجوما لاذعا على من هاجم الإمام الشاطبي، معتبرا ذلك جزءا من مخطط متكامل هدفه نزع هيبة العلماء من صدور الأمة حتى لايبقي لهم في قلوبهم تقديرا ولا احتراما.
وقال آيت سعيد في مقال له نشره موقع حركة التوحيد والإصلاح المغربية: “في الأيام النكدة هذه كثر الطعن في العلماء والتنقيص من أقدارهم والغمز واللمز لأشخاصهم وتبخيس أعمالهم، ويقع هذا من أدعياء العلم والمعرفة ومن سدنة الباطل ونصرائه ممن حشروا في سلك العلماء وليسوا منهم”.
وأضاف: “لم يسلم من ألسنة هؤلاء الشاطبي على جلالة قدره ولا ابن تيمية على علو كعبه واتساع دائرة علمه وفقهه وفهمه ولا العز بن عبد السلام الذي هو سلطان العلماء، وإمام الأئمة ولا العلماء المعاصرون ولا الأحياء ولا الأموات… واللائحة تطول”.
وتساءل آيت سعيد عن سبب هذا الهجوم العنيف الذي لا هوادة فيه على هؤلاء الأعلام بالخصوص وليس على مغمورين ولا على علماء من ملل أخرى، وقال: “السبب بالنسبة للمتتبع العارف لا يخفى؛ ذلك أن هؤلاء المتطاولين يخدمون أجندة خاصة لجهات وظفتهم لهذا الغرض ودفعت لهم الأجر مسبوقا، وقد كانوا يخدمون قبل في الخفاء ويظهرون بزي العلماء واليوم خرجوا من الخفاء إلى العلن بإذن من أسيادهم الذين يدفعون لهم دريهمات معدودة”.
وأضاف: “قصدهم أمور ثلاثة: أولها إشغال المسلمين بمن مات من علمائهم وأفضي إلى ربه وبمن بقي حيا منهم، وثانيها نزع هيبة العلماء من صدور الأمة حتى لا يبقي لهم في قلوبهم تقديرا ولا احتراما فيسهل عليهم أن يوهموهم أنه لا قدوة لكم ولا أسوة وغرضهم أن هؤلاء الذين تأتمون بهم هذه مثالبهم، وثالثها وهي نتيجة الثانية إسقاط الثقة بالعلماء المعاصرين بالخصوص المخلصين لدينهم وأمتهم الذي لا يزالون في ميدان الدعوة إلى الإسلام ورفع رايته وتوسيع دائرته وتحكيم شريعته”، وفق تعبيره.
من هو الإمام الشاطبي؟
والاسم الكامل للإمام الشاطبي هو أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، من علماء الأندلس، (ولد بغرناطة).
تتلمذ على يد عدد من العلماء من أبرزهم أبو عبد الله محمد بن فخار البيري، أبو جعفر أحمد الشقوري: الفقيه النحوي الفرضي، وأبو سعيد فرج بن قاسم بن أحمد بن لب التغلبي مفتي غرناطة وخطيب جامعها والمدرس بمدرستها النصرية، وأبو عبد الله محمد بن علي البلنسي الأوسي مؤلف تفسير كتاب (في مبهمات القرآن)، أبو عبد الله محمد بن أبي الحجاج يوسف بن عبد الله بن محمد اليحصبي المعروف باللوشي، وأبو عبد الله الشريف التلمساني: الإمام المحقق أعلم أهل وقته، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري (الجد) المعروف بالمقري الكبير، وآخرين.
وقد تتلمذ على يد الإمام الشاطبي الكثير من العلماء الأجلاء الذين شُهد لهم بالفضل في العلم وقد تنوعت علومهم وإبداعاتهم في جوانب شتى من العلم وقد ذكر منهم التنبكتي ثلاثة وهم: أبو يحيى بن عاصم، العلامة الشهيد في ساحة المعركة يوصف بأنه (صاحب الإمام الشاطبي ووارث طريقته)، أخوه القاضي الفقيه أبو بكر بن عاصم صاحب المنظومة الفقهية الشهيرة (تحفة الحكام)، والشيخ الفقيه أبو عبد الله البياني، إضافة إلى أبو جعفر القصار، وأبو عبد الله المجاري.
وقد حظي الإمام الشاطبي، وهو مالكي المذهب، بمكانة علمية رفيعة، وترك مؤلفات كثيرة في مختلف علوم العربية والشرعية، كالنحو والصرف والاشتقاق والأدب والشعر وعلوم الحديث وفقهه والفقه وأصوله التصوف والبدع إلى غير ذلك من علوم.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد