المغرب يتحدى منظمة العفو الدولية أن تأتي بدليل واحد على اتهاماتها
شارك الموضوع:
وطن- استنكر المغرب ما وصفه بالحملة الإعلامية المريبة التي تروج لشائعات بشأن استخدام المغرب برامج تجسس، لاستهداف صحفيين ومعارضين والتجسس عليهم.
وتحدت السلطات المغربية منظمة العفو الدولية، وائتلاف (Forbidden stories)، وكذلك من يدعمهم والخاضعين لحمايتهم، أن يقدموا أدنى دليل مادي وملموس يدعم روايتهم.
جاء ذلك في بيان للحكومة المغربية، ذكر أنها ترفض جملة وتفصيلا هذه الادعاءات الزائفة، التي لا أساس لها من الصحة.
وأوضح بيان الحكومة الذي نقلته صحيفة “هسبريس” أن المغرب أضحى مجددا عرضة لهذا النوع من الهجمات، التي تفضح إرادة بعض الدوائر الإعلامية والمنظمات غير الحكومية لجعله تحت إمرتها ووصايتها”، مشيرا إلى أن “ما يثير حنقهم أن هذا ليس ممكنا”.
كما أكدت الحكومة المغربية أن “المملكة، التي حققت إنجازات كبيرة في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة، ستواصل المضي قدما في الطريق الذي رسمته لتعزيز نهضتها الاقتصادية وتنميتها الاجتماعية”.
وخلص البيان إلى أن “المغرب، القوي بحقوقه، والمقتنع بوجاهة موقفه، أختار أن يسلك المسعى القانوني والقضائي في المغرب وعلى الصعيد الدولي، للوقوف في وجه أي طرف يسعى لاستغلال هذه الادعاءات الزائفة”.
منظمة العفو الدولية
وكان تحقيق استقصائي نشر الأحد الماضي، واستند إلى بيانات حصلت عليها منظمة “Forbidden Stories of Paris” غير الربحية ومنظمة “العفو الدولية”، كشف أن نشطاء وصحفيين وسياسيين في العديد من دول العالم، بما فيها المغرب، استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج “بيغاسوس” للتجسس على الهواتف الخلوية طورته شركةNSO الإسرائيلية.
محمد السادس وإيمانويل ماكرون
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قالت في تقرير لها، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل المغربي محمد السادس، من المحتمل أن يكونا “على قائمة الأهداف المحتملة” لبرنامج “بيغاسوس” الاسرائيلي للتجسس.
وأعلنت النيابة العامة في باريس، الثلاثاء، فتح تحقيق حول ما كشفته تقارير إعلامية بشأن التجسس على صحافيين فرنسيين جرى اختراق هواتفهم عبر برنامج “بيغاسوس” الذي طوّرته شركة “ان اس او غروب” الإسرائيلية.
وتشير معلومات مجموعة الوسائل الإعلامية إلى تورّط المغرب في التجسّس على هذين الصحافيين، وهو ما تنفيه الرباط.
والثلاثاء، أفاد مدير منظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية لوران ريشار أن ارقام هواتف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واعضاء في حكومته هي على قائمة الاهداف المحتملة لبرنامج “بيغاسوس” الذي استخدمته بعض الدول للتجسس على شخصيات، مؤكدا بذلك معلومة اوردتها صحيفة لوموند.
وكشفت الصحيفة أنّ هذه الارقام التي يعود بعضها الى رئيس الوزراء ادوار فيليب و14 عضواً في الحكومة كانت “على قائمة الارقام التي اختارها جهاز امني تابع للدولة المغربية يستخدم برنامج بيغاسوس للتجسس بهدف القيام بقرصنة محتملة”.
وقال ريشار لقناة “اي سي آي” الاخبارية “وجدنا ارقام الهواتف هذه، لكننا لم نتمكن من إجراء تحقيق تقني بالطبع بالنسبة الى هاتف ايمانويل ماكرون”، ما يعني ان “هذا لا يؤكد لنا ما إذا كان الرئيس قد تعرض فعلا للتجسس”.
وحصلت “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية على قائمة بخمسين ألف رقم هاتف اختارها زبائن لشركة “ان اس او غروب” الاسرائيلية منذ 2016 بهدف القيام بعمليات تجسّس محتملة. وقد تقاسمتها المنظمتان مع مجموعة من 17 وسيلة إعلامية كشفت هذه القضية الاحد.
وقائع “بالغة الخطورة” .. محمد السادس وماكرون
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس قالت الرئاسة الفرنسية إنّه “إذا تبينت صحة هذه الوقائع فهي بالتأكيد بالغة الخطورة”.
من جهتها، كشفت وحدة التحقيق في اذاعة فرنسا وهي من ضمن مجموعة الوسائل الاعلامية التي كشفت الفضيحة، أنه من المحتمل أن يكون ملك المغرب محمد السادس ومقربون منه “على قائمة الأهداف المحتملة” لبرنامج “بيغاسوس”.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، وهي بدورها ضمن المجموعة، تضم القائمة رقمي هاتفي الرئيسين العراقي برهم صالح والجنوب إفريقي سيريل رامابوزا.
كذلك أوردت الصحيفة الأميركية أنّ القائمة تضم رؤساء الوزراء الحاليين الباكستاني عمران خان والمصري مصطفى مدبولي والمغربي سعد الدين العثماني وسبعة رؤساء وزراء سابقين بينهم اللبناني سعد الحريري والأوغندي روهاكانا روغوندا والبلجيكي شارل ميشال.
وكشفت مجموعة الوسائل الإعلامية أنّ الرئيس المكسيكي الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وقع حين كان زعيما للمعارضة ضحية تجسس بواسطة البرنامج من قبل حكومة الرئيس المكسيكي السابق إنريكي بينيا نييتو (2012-2018).
والثلاثاء أعلن لوبيز أوبرادور أنّ “التجسّس يجب ان يكون بخدمة مكافحة الجريمة، وحماية المواطنين، وليس مراقبة معارضين وقادة سياسيين وزعماء أحزاب ورؤساء شركات كبرى وكنائس”.
وكشف تحقيق نشرته الأحد مجموعة الوسائل الإعلامية أنّ الاستخبارات المغربية تجسست على مؤسس “ميديابار” إدوي بلينيل والصحافية في الموقع ليناييغ بيردو، وهما من بين 180 صحافيا حول العالم تعرضت هواتفهم للاختراق من أجهزة مخابرات مختلفة عبر برنامج “بيغاسوس”.
ورفع الموقع الإثنين شكوى بناء على تلك المعلومات. كذلك قرّرت صحيفة “لو كانار أنشينيه” رفع شكوى.
وبعدما تقدّمت بشكاوى دولياً، تقدّمت منظمة “مراسلون بلا حدود” بشكوى في باريس. وتتولّى المنظمة خصوصا الدفاع عن الصحافيين الفرنسيين-المغربيين المعارضين عمر بروكسي والمعطي منجب اللذين استهدفا بالتجسس بواسطة “بيغاسوس”.
وقال موقع “ميديابار” في مقال نشره الإثنين إن الهدف من التجسس محاولة “إسكات الصحافيين المستقلين في المغرب من خلال معرفة أسلوب تحقيقاتنا”.