سجين برازيلي سابق رافق أحمد منصور في الزنزانة يكشف كيف سرب رسالته

وطن – كشف السجين البرازيلي السابق في سجون الإمارات، كاليو كاسترو، القصة الكاملة لحصوله على رسائل كتبها المعتقل الإماراتي وناشط حقوق الإنسان أحمد منصور من داخل سجنه، وصف فيها منصور ظروف اعتقاله القاسية.

وروى كاسترو الذي ظهر صوتا وصورة في حديث لـموقع “عربي21″، تفاصيل ليلة اعتقال أحمد منصور، وطبيعة المعاملة التعسفية التي يتعرض لها في سجنه الانفرادي الذي يقبع فيه منذ اعتقاله ربيع العام 2015.

أحمد منصور يعيش وضعا صادما ومحزنا

وقال كاسترو إنه تعرف على أحمد منصور في سجن أبو ظبي المركزي، حيث “يعيش وضعا صادما ومحزنا ومؤلما، وأنه بسبب ذلك شاخ وبدا أكبر من عمره بسنوات”، حسب قوله.

وأضاف كاسترو: “لقد وضعوني في الزنزانة رقم 4 وكان أحمد منصور في الزنزانة رقم واحد والزنزانتان الثانية والثالثة كانتا فارغتين.. كنا نصرخ من السقف للحديث مع بعضنا وكان التواصل بيننا صعبا جدا.. كنت أضرب الباب لأنني أريد القيام باتصالاتي الهاتفية وكنت أريد الاتصال بعائلتي ولم يسمحوا لي بذلك.. عندها كان أول تواصل مع أحمد منصور”.

وبعد فترة، انتقل كاسترو للزنزانة المجاورة لأحمد منصور، وجاوره لعدة أشهر، واستطاع ناشط الحقوق الإماراتي خلال هذه الفترة أن يحمّله رسالة تكشف للعالم أسباب اعتقاله وظروف حياته القاسية في السجون الإماراتية.

وحول طبيعة حياة أحمد منصور في السجن، قال كاسترو إنه يتمشى فقط في زنزانته الصغيرة جدا، ولا يسمح له بالقراءة، ولا تصله الكتب التي يطلبها في السجن، كما تم مصادرة نظارته الطبية، ولم يوفر فراش مناسب له، ما يضطره للنوم على الأرض.

رسالة خاصة

وكشف كاسترو أن منصور طلب منه نقل رسالة مكتوبة بخط يديه للخارج، يذكر فيها تفاصيل اعتقاله وظروف سجنه، وأنه وافق على ذلك بعد تفكير بسبب حجم المخاطرة إذا تم كشفه قبل مغادرة الإمارات.

وأضاف كاسترو أنه أخفى الرسالة بحذائه أربعة أيام، قبل أن يصل بلاده البرازيل بعد إتمامه فترة سجنه التي امتدت لتسعة شهور.

وأشار كاسترو إلى أنه حمل الرسالة وخاطر بها، وظل محتفظا بها لمدة عشرة أشهر قبل أن يتخذ قرارا بإيصال الرسالة إلى “هيومن رايتس ووتش” ويختار “عربي21” للحديث إلى العالم بشأنها.

اقرأ ايضاً: مرشح الإمارات لرئاسة الإنتربول اللواء أحمد ناصر الريسي في ورطة لتعذيبه الناشط أحمد منصور

وأكد أنه يعرف أن إقدامه على هذه الخطوة والحديث صوتا وصورة سيكون له ثمنه، ولكن “هذا الثمن يستحق من أجل إيصال صوت منصور وبقية السجناء من الأفارقة والأجانب في سجون الإمارات”، حسب قوله.

وأشار كاسترو إلى أنه يدرك الآن بعد نحو 10 أشهر من عودته إلى بلاده من السجون الإماراتية، ومن احتفاظه بالرسالة خشية على أحمد منصور، أدرك أن إبلاغ الرأي العام بالحقيقة ربما يكون أكثر نفعا لإنقاذ منصور ومن معه من سجناء منسيين في سجون الإمارات.

وكان كاسترو خص “عربي21” برسائل مسربة من داخل أحد أكثر السجون تحصيناً في العالم، وهو أحد السجون التي يقبع فيها المعتقلون السياسيون في أبوظبي بدولة الامارات، فيما تكشف الرسائل عن حجم المعاناة والتعذيب والتنكيل الذي يتعرض له السجناء هناك.

ويكشف منصور في الرسائل أنه لا زال يقبع في سجن انفرادي منذ اعتقاله في آذار/ مارس من العام 2017 تحت مراقبة أمنية شديدة، وفي ظل إجراءات منافية لكل قوانين حقوق الانسان في العالم.

وأوقفت السلطات الإماراتية أحمد منصور (51 عاما)، في 15 آذار (مارس) 2017، وصدر ضده حكم نهائي بالسجن 10 سنوات، إثر اتهامه بـ”الإساءة لهيبة ومكانة ورموز الإمارات”، جراء دعوة سلمية أطلقها للإصلاح السياسي في بلاده.

منظمات تحذر من الانتقام من منصور

من جهتها، حذرت منظمتان حقوقيتان من إمكانية تعرض أحمد منصور للانتقام بعد نشر رسائله المسربة، وحملتا السلطات الإماراتية المسؤولية عن سلامته وصحته، وطالبتا بتحسين ظروف الاعتقال.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” و”مركز الخليج لحقوق الإنسان” في بيان مشترك، إن مدافعاً إماراتياً بارزاً عن حقوق الإنسان قد يكون معرَّضاً إلى إجراءات انتقامية بحسب رسالةً خاصة كتبها بتفصيل ما يلاقيه من صنوف إساءة المعاملة أثناء الاحتجاز ووقائع محاكمته الجائرة.

وأضاف البيان أن على سلطات الإمارات العربية المتحدة أن تقوم فورا بوضع حد لعزلة منصور وأن تسمح لأفراد أسرته وللمراقبين المستقلين بالتواصل معه والتحقق من سلامته.

وقال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”، مايكل بيج: “إنَّ السلطات الإماراتية لم تدخر وسعاً لإسكات أحمد منصور، بما في ذلك القيام بعزله في محبسه لسنوات، غير أنَّ إصراره على إلقاء الضوء على انتهاكات الحكومة قد تخطَّى كل عقبة”.

الإمارات تنفي

ونفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الذي حذر من الانتقام من أحمد منصور بعد نشر رسائله المسربة، معتبرة أن ما ورد عن ظروف اعتقال منصور هو “مزاعم غير صحيحة بشكل قاطع، وتثبت بشكل متكرر أنها كاذبة”، وفق البيان الإماراتي.

اقرأ ايضاً:

بعد بيان الحكومة “الهزلي”.. مطالبات للإمارات بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بزيارة أحمد منصور لكشف الحقيقة

وقال مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الإماراتية سعيد راشد الحبسي، في بيان، إن “هذه المزاعم تكرر مصادر لم يتم التحقق منها (..)، والإمارات تتمسك بالالتزام بحقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في تشريعات الدولة، وتواصل التعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في هذا الصدد”.

ولفت الحبسي إلى أن “منصور يتلقى خلال فترة عقوبته، الرعاية الطبية والفحوصات اللازمة، ويتمتع بصحة جيدة”، مضيفا أن “جميع الإجراءات التي اتخذها القضاء الإماراتي بحق منصور، جاءت ضمن الإطار القانوني”.

Exit mobile version