“فتش عن الإمارات”.. اعتداءات على مقار الحكومة في تونس والنهضة توجه الاتهام لعصابات إجرامية
شارك الموضوع:
وطن- شهدت العاصمة التونسية وعدة مدن اخرى في تونس اليوم، الأحد، تظاهر مئات المحتجين، الذين طالبوا الحكومة بالتنحي وحل البرلمان، فيما اعتدى المتظاهرون على مقرات الحكومة، ووصفتهم حركة النهضة بأنهم “عصابات إجرامية” واتهمتهم بالاعتداء على مقراتها وأنهم يهدفون للإطاحة بالمسار الديمقراطي.
هذا واستخدمت الشرطة التونسية رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين قرب مقر البرلمان بالعاصمة، وذلك بعدما ألقوا الحجارة، ورددوا هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي وحل البرلمان.
https://twitter.com/TurkeyAffairs/status/1419270377658884102
محتجون في تونس
من جانبها نقلت وكالة “رويترز” عن شهود عيان أن مئات أيضا خرجوا في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل وصفاقس وتوزر.
ففي سوسة، حاول متظاهرون اقتحام المقر المحلي لحزب حركة النهضة، أكبر أحزاب البرلمان، وأظهر فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي محتجون يضرمون النار في مقر النهضة في توزر جنوبي البلاد.
حركة النهضة تتهم عصابات إجرامية مدعومة من الخارج
هذا واتهمت حركة “النهضة” التونسية، في بيان لها “عصابات إجرامية مدعومة من خارج البلاد ومن داخلها” بالاعتداء على مقرات لها، مؤكدة أن “تلك الاعتداءات لن تزيدها إلا تمسكاً بالمسار الديمقراطي وقيم الجمهورية والشراكة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وأن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنيها عن خدمة التونسيين والانحياز إلى مصالحهم”.
كما أكد البيان أن هدف “هذه العصابات الإجرامية” يتمثل في “إشاعة مظاهر الفوضى والتخريب، خدمة لأجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي، وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد، وما الحملة الإعلامية المسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرِّضة على العنف إلا دليلاً قاطعاً على ذلك”.
وأضافت “النهضة”، صاحبة أكبر كتلة برلمانية (53 نائباً من 217): “عمدت اليوم مجموعات فوضوية ساءها الفشل في إقناع الرأي العام بخياراتها الشعبوية وغير الديمقراطية إلى الاعتداء على بعض مقرات الحركة بالبلاد، وترهيب المتواجدين داخلها، وتهديدهم في حياتهم”.
“إدانة الاعتداءات”
في حين وجَّهت الحركة الشكر للأجهزة الأمنية التي قالت إنها “تصدت لهذه التجاوزات، وسارعت إلى حماية الممتلكات الخاصة والعامة من الاعتداءات والتخريب”.
داعية كل الأطراف السياسية والمنظمات وأنصار الديمقراطية ودولة القانون إلى “إدانة هذه الاعتداءات، والتشديد على المتابعة القضائية لكل المتورطين”.
في الوقت نفسه، عبّرت “النهضة” عن تحيتها وتقديرها لكل من وصفتهم بـ”مناضلي الحركة وأنصارها” على “ضبط النفس، واعتماد الطرق القانونية في التصدي لهذه الاعتداءات والتهديدات”.
مختتمة بالقول: “المجد والخلود لكل شهداء تونس البررة الذين قضوا من أجل استقلالها وسيادتها وأمنها وجمهوريتها الأولى والثانية”.
فتش عن الإمارات
هذا وألمح محللون إلى دور الإمارات في هذه الفوضى، مستندين إلى الأحداث التي وقعت مؤخرا من قبل النائبة عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري، المدعومة من الإمارات.
وتسعى عبير موسى بتوجيه إماراتي لضرب المسار الديمقراطي في الدولة، عبر تأجيج الرأي العام ضد الحكومة وتهييج الجماهير للمطالبة بإسقاط الحكومة والرئيس، مستغلة في ذلك أوضاع البلاد الصعبة جراء جائحة كورونا.
هذا ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضاً ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.
وجدير بالذكر أنه في أكثر من مناسبة اتهمت شخصيات تونسية دولاً عربية، لا سيما خليجية، بقيادة ثورة مضادة لإجهاض عملية الانتقال الديمقراطي في تونس، خوفاً على مصير الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.
ولم تتبن أية جهات حزبية هذا التحرك الاحتجاجي باستثناء المجلس الأعلى للشباب (مجموعة على فيسبوك) الذي أصدر بيانا تناقله ناشطون في الأيام الماضية، دعا خلاله إلى تغيير المنظومة السياسية ضمن فترة انتقالية لا تتجاوز 6 أشهر.
جائحة كورونا
وضربت جائحة كورونا تونس في الوقت الذي تكافح فيه لإنقاذ الاقتصاد الذي يعاني منذ ثورة 2011، وفي ظل أزمة سياسية بين المؤسسات الدستورية.
وقال نور الدين السالمي (28 عاما) -وهو محتج عاطل عن العمل- “نفد صبرنا.. لا توجد حلول للعاطلين.. لا يمكنهم السيطرة على الوباء، لا يمكنهم إعطاؤنا لقاحات”.
إقالة الوزير
وأقال المشيشي الأسبوع الماضي وزير الصحة فوزي بومهدي بعد مشاهد فوضوية في مراكز التطعيم خلال عطلة عيد الأضحى، عندما اصطفت حشود كبيرة من الشباب لأخذ اللقاح بسبب نقص الإمدادات.
وأعلن الرئيس قيس سعيد أن الجيش سيتولى التعامل مع الجائحة، قائلا إن خطط التصدي لها باءت بالفشل.
الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية
وجاءت احتجاجات اليوم بمناسبة الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية في 25 يوليو/تموز من كل عام.
Now in bardo, a good number of ppl is starting to gather despite police blockade of all entrances to the area surrounding @ARPtn pic.twitter.com/wEeWXvet4Y
— Ghaya Ben Mbarek غاية بن مبارك (@Ghaya_BM) July 25, 2021
شهدت تونس مؤخراً، موجة احتجاجات شعبية بدأت في حي سيدي حسين الشعبي، بسبب “تعنيف” قوات الأمن شاباً تونسياً، لتتوسع إلى حي الانطلاقة وحي التضامن بالضواحي الغربية للعاصمة.
بالإضافة للأزمة السياسية، تواجه تونس موجة وبائية غير مسبوقة عقب تفشي فيروس كورونا، تتسم بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات، مع تحذيرات من انهيار وشيك للمنظومة الصحية؛ ما استدعى استقبال مساعدات طبية عاجلة من دول عديدة، خلال الأيام الماضية.
قيس سعيد يدعو لتوحيد الصفوف
وفي كلمة خلال احتفالية بمقر البرلمان، دعا رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، الأحد، أبناء بلاده إلى توحيد الصفوف والابتعاد عن التجاذبات والتفرقة وإثارة الضغائن والأحقاد، ومواجهة عدو تونس “فيروس كورونا” صفاً واحداً.
وتمر تونس بأزمة سياسية إثر الخلافات بين رئيس البلاد قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام مشيشي، بسبب تعديل وزاري أعلنه الأخير في 16 يناير/كانون الثاني الماضي.
ورغم مصادقة البرلمان على التعديل، فإن سعيد يرفض دعوة الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه، معتبراً أن التعديل شابته “خروقات”، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة