الرئيسية » تحرر الكلام » كتب جهاد ملكة: ما بعد الهستيريا الإسرائيلية من قرار شركة آيسكريم بن آند جيري

كتب جهاد ملكة: ما بعد الهستيريا الإسرائيلية من قرار شركة آيسكريم بن آند جيري

أتي بيان أحد أكبر شركات المثلجات العالمية الأمريكية “بن آند جيري” ، بوقف بيع كل منتجاتها في المستوطنات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، مفسرة ذلك بتناقضه مع قيم الشركة وأخلاقها، كإدانة سياسية واضحة للاحتلال ولسياساته الاستيطانية، الأمر الذي أحدث هستيريا وهزة سياسية لدى دولة الاحتلال بكل مكوناتها، ووصفته إسرائيل الرسمية بأنه “معاد لإسرائيل” و “معاد للسامية” وبأنه نوع جديد من الإرهاب، وأنه آيسكريم مناهض لإسرائيل حسب وصف نفتالي بينت رئيس وزرائها.

شركة آيسكريم بن آند جيري الأميركية

فيما غرد وزير خارجيتها يائير لابيد بأن “قرار بن آند جيري هو استسلام مشين لمعاداة السامية ؛ حركة المقاطعة والإقصاء والعقوبات ؛ كل شيء عن الخطاب المعادي لإسرائيل ومعاداة السامية سيء”. ودخل على الخط رئيس إسرائيل الجديد، إسحاق هرتسوغ، ووصف قرار الشركة بأنه: “شكل جديد من أشكال الإرهاب”.

وتوالت ردود الأفعال على قرار الشركة الأمريكية بن آند جيري، لدرجة أن إحدى الصحف الإسرائيلية وصفت الحدث بأنه “أعاد حضور القضية الفلسطينية الى العالمية أكثر بكثير من رئيس السلطة محمود عباس”.

إن تخبط الحكومة الإسرائيلية وجنونها من القرار جاء نظراً لأنها تدرك تماماً أن مثل هذه القرارات يعني تراجع القطاع الخاص الدولي عن دعم وجود إسرائيل التي تعتمد كلياً على الاقتصاد للبقاء.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدلل على مدى أهمية وقيمة هذا القرار للفلسطينيين ومدى خطورته على الاحتلال، خاصة بعد أن رفضت الإدارة الأمريكية التدخل في تغيير القرار، وهذا أيضا يُظهر حجم التغير حتى في توجهات اليهود الأمريكيين تجاه إسرائيل ومستوطناتها.

اقرأ أيضاً: كتب جهاد ملكة: الجنرال “بيني” يثأر من الملك “بيبي”

وأيضا ذا أهمية خاصة يدلل أن أمريكا اليوم ليست أمريكا أمس التي كانت صهيونية أكثر من الصهاينة، وأن سيطرة اللوبي الصهيوني على الاعلام الأمريكي لم يعد كما كان.

وإن قرار الشركة الأمريكية نقطة فصل سياسية هامة، يجب البناء عليها لترتيب مشهد مختلف عما كان سيطرة إعلامية – سياسية لدولة الاحتلال داخل أمريكا، لذلك يجب دعم قرارات الشركة الأمريكية، التي اتخذت قراراً صائباً وإن كان متأخراً، ودعوة كل الشركات الدولية في مختلف دول العالم لأن تحذو حذوها وأن تلتزم بالقرارات التجارية لبلدانها وكذلك القرارات الدولية، لأن قرار وقف تصدير منتجاتها يتماشى مع القرارات الدولية القاضية بعدم شرعية المستوطنات التي تعتمد على وجودها اقتصادياً بنسبة تصل لأكثر من 70 بالمئة، خاصة وأنه يوجد إجماعاً دولياً يرفض الاعتراف بالمستوطنات، ويعتبر أن المناطق الواقعة خارج حدود  ما قبل عام 1967 مثل المستوطنات لا يمكن اعتبارها جزءاً من إسرائيل.

ماذا مطلوب من السلطة الفلسطينية

المطلوب الان من السلطة الفلسطينية مزيدا من الجهد الدبلوماسي ورفد السفارات بالكفاءات القادرة على شرح الموقف الفلسطيني للعالم وحثهم على مقاطعة إسرائيل لان سلاح المقاطعة من اقوى الأسلحة وهو مؤذي للاحتلال وغير مكلف للفلسطينيين.

د. جهاد عبد الكريم ملكة

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.