وطن- شددت صحيفة “أوبزرفر” في تقرير لها اليوم، الأحد، على أنه لا حل لوضع الانهيار الشامل في لبنان سوى خطة إنقاذ دولية ضخمة ستعني تمزيق منظومة دامت 30 عاما منذ نهاية الحرب الأهلية.
واستعرضت الصحيفة في تقريرها خلاصة تطور المشهد اللبناني في الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، مشيرة إلى أن الانفجار زلزل المدينة وحوّل مناطق كثيرة منها إلى ركام.
الانهيار الشامل في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت
ورغم ذلك فإن نتائج التحقيقات بشأنه لا تزال غير واضحة، وبات المتورطون فيه بموقع بعيد عن المساءلة أكثر من أي وقت مضى، فيما لا يزال الوضع الاقتصادي والمعيشي متجها نحو الأسوأ.
ووفق التقرير فقد أظهر الانفجار “الاختلال الوظيفي الكامل لدولة فشلت في جميع الأهداف والغايات”.
ولا تزال الطبقة السياسية فيها غير قادرة على تشكيل حكومة، وتتخاصم حول منح الوزارات كجوائز لتعزيز مدى إقطاعيتها، بحسب “أوبزرفر”.
والأسوأ من ذلك بالنسبة للبنانيين، كما أوردت الصحيفة، إهمال زعماء لبنان لملف المساعدات الدولية التي تم التعهد بها لإنقاذ لبنان من الدمار، والتي يترتب على الحصول عليها بعض الشروط الواضحة.
حيث يفضلون الامتيازات الضيقة التي تدفقت إليهم من نظام مشلول على خطة إنقاذ عالمية من الممكن أن تنقذ البلاد.
وتراجعت قيمة الليرة اللبنانية على مدى العام الماضي بمقدار 15 ضعفا؛ ما جعل الحصول على الأغذية الأساسية أمرا صعب المنال للكثيرين.
وأصبحت الأدوية الحيوية مفقودة حتى أن طفلة بسن الرابعة توفيت، الجمعة، بسبب نفاد مخزون المصل الذي كان من المفترض أن ينقذها من لدغة عقرب، بحسب التقرير.
كما شهد لبنان على مدى العام الفائت انهيارا باحتياطات البنك المركزي، يهدد بوقف الإعانات التي كانت تهدف لحماية الطبقة الوسطى في البلاد.
وأشارت “أوبزرفر” إلى أن اللبنانيين انضموا إلى جيرانهم السوريين وغيرهم من شعوب المنطقة بالنزول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، على متن قوارب تُهجّرهم بعيدا عن ظروفهم الصعبة.
إلى ذلك نوهت الصحيفة إلى أن الكثيرين بدؤوا استيعاب أن لبنان قام على أسس خاطئة من الحكم العثماني إلى الانتداب الفرنسي والوصاية السورية مرورا بالحرب الأهلية والنظام الريعي الذي تبع ذلك في عام 1991، وأن العقود الثلاثة الماضية وضعت أسس نهاية اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد، يوم الجمعة الماضي، أنه توصل لإطار قانوني لفرض عقوبات على قادة لبنانيين مسؤولين عن التعطيل السياسي في البلاد.
وذلك في مسعى من بروكسل لتسريع تشكيل حكومة في لبنان، ووضع إصلاحات بنيوية على سكة التنفيذ لإخراج هذا البلد من مأزقه.
إعلامي لبناني يحذر من الأيام المقبلة
من جانبه كشف الإعلامي اللبناني ربيع الهبر ناشر موقع “ليبانون فايلز”، صباح اليوم الأحد، أن الوضع العام في لبنان ذاهب إلى المزيد من التعقيد، محذرا من التصعيد الأمني في الأيام المقبلة.
وكتب على حسابه الخاص على منصة “تويتر” تغريدة جاء فيها: “الأوضاع لا توحي بالخير تشكيل الحكومة في مأزق، إلى المربع الأول در الكهرباء في مأزق”.
الأوضاع لا توحي بالخير
تشكيل الحكومة في مأزق، الى المربع الاول در
الكهرباء في مأزق
في ذكرى 4 آب المشؤوم لا شيء قضائياً تحقق
الليرة الى تراجع، الدولار أقوى، نقديا نحن في مأزق
نفطياً الى الى تراجع والأزمة الى تصعيد أكثرالله يستر لبنان pic.twitter.com/sODyqlE4W4
— Rabih Haber (@RabihHaber) August 1, 2021
وأضاف الهبر قائلا: “في ذكرى 4 آب المشؤوم لا شيء قضائياً تحقق الليرة إلى تراجع، الدولار أقوى، نقديا نحن في مأزق نفطياً إلى تراجع والأزمة إلى تصعيد أكثر.. الله يستر لبنان”.
وكان نجيب ميقاتي قد بدأ مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية مع الرئيس ميشال عون، حيث وصل ظهر اليوم إلى قصر بعبدا للقاء عون.
يشار إلى أن ميقاتي كان قد أعرب أمس عن أمله في تشكيل حكومة في “المستقبل القريب”.
مؤكدا أن معظم مقترحاته كانت محل قبول عند الرئيس عون، قائلا: “إن شاء الله نستطيع أن نصل إلى حكومة في القريب”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد استدعى نجيب ميقاتي الاثنين 26 يوليو الجاري، لتكليفه رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة بعد فوزه بأغلبية أصوات نواب البرلمان، حسب ما نشرته الرئاسة اللبنانية على حسابها الرسمي بموقع تويتر.