وطن- نشرت صحيفة “ميرور” البريطانية، تقريراً عن الرهائن البريطانيين الذين احتجزهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واستخدموا كدروع بشرية خلال حرب الخليج التي أعقبت غزو الكويت عام 1990.
ووصفت الصحيفة البريطانية الصور الدعائية التي التقطت في تلك المناسبة بأنها مشاهد مزعجة، مشيرة إلى أن بغداد أرادت أن تقول للعالم حينها ألا يقلق لأن الرهائن “كانوا يقيمون في فنادق فاخرة ويحتسون الأشربة بجانب المسبح.
لكن هؤلاء الرهائن ما زالوا يعانون من صدمة أسرهم لمدة أربعة أشهر”.
وأشار التقرير إلى أن صدام حسين كان لديه في ذلك الوقت 661 رهينة من بينهم 260 بريطانيا.
طفل بريطاني يركل قدم صدام حسين
ورويت حكاية عن طفل بريطاني يدعى ستيوارت لوكوود، يبلغ من العمر خمس سنوات، وكان والده يعمل في صناعة النفط في البلاد، وكان استدعي إلى جانب صدام وربت الأخير على رأسه.
ونقل عن ستيوارت في وقت لاحق قوله: “من خلال مترجمه بدأ يطرح على أسئلة غبية مثل، (هل تناولت الحليب مع وجبة الإفطار؟) “ثم حاول أن يجلسني في حجره”.
وفي تلك المناسبة، قيل إن طفلا صغيرا آخر من الرهائن الغربيين الذين استقبلهم الرئيس العراقي الراحل “ركل ساق الدكتاتور”، ما جعل صدام يتساءل عن والديه، إلا أنه “لم يجب أحد”، وفق هذه الرواية التي نشرتها بي بي سي
وكان مواطن بريطاني، كان ضمن مجموعة أشخاص احتجزوا في العراق إبان حكم صدام حسين قد دعا إلى فتح تحقيق عام جديد في هذه القضية.
وكان باري مانرز، وهو من مقاطعة كينت البريطانية، مسافرا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية في رحلة إلى ماليزيا، وقد هبطت في مطار الكويت للتزود بالوقود في عام 1990، عندما غزت القوات العراقية الكويت في اليوم نفسه.
ما قصة الطائرة التي احتجزت القوات العراقية ركابها
ويطالب مانرز بفتح تحقيق عام في أسباب السماح للطائرة بالهبوط في الكويت. فقد تعرض المسافرون الذين كانوا على متنها لإساءة معاملة وعنف وحتى عمليات إعدام كاذبة، أثناء فترة احتجازهم التي استمرت لخمسة أشهر.
ويقول مانرز: “قيل لي في مرتين أنهم سيطلقون عليّ الرصاص؛ إذ جاء حراس في حالة غضب شديد وركلوني قليلا، ثم وضعوا مسدسا على رأسي وسحبوا الزناد على بعد بوصات قليلة من رأسي”.
ويضيف أنه والأخرين الذين كانوا على متن الرحلة بي أيه 149 ما زالوا يعيشون تحت تأثير الصدمة ويحملون في داخلهم ندبا عاطفية ونفسية من التجربة التي عاشوها، ويستحقون أن يُقدم لهم تفسير لأسباب ما حدث.
ويشدد مانرز “إنه أمر غير مقبول: أن تهبط طائرة ركاب مدنية في منطقة حرب، وثمة حاجة إلى تحقيق مستفيض في ذلك”.
ما الذي حدث للرحلة بي أيه 149؟
غادرت لندن في الأول من أغسطس/آب 1990 متوجهة إلى الهند وماليزيا.
احتجزت القوات العراقية ركاب وطاقم الطائرة عندما كانت تتزود بالوقود في الكويت.
ونقلوا إلى مواقع استراتيجية في الكويت والعراق في محاولة لمنع تعرضها للقصف
استخدم مئات من البريطانيين الذين كانوا هناك بطريقة مشابهة.
منحوا الحرية للمغادرة بعد خمس أشهر لكن العديد منهم ظل يعاني من آثار الصدمة إثر التجربة التي عاشوها هناك.
بعد إنزال الركاب والطاقم من الطائرة، جرى تدميرها على المدرج.
وقال رهينة آخر، أشار إلى أنه يعرف شخصا ما تعرض للاغتصاب خلال هذه المحنة: “إن الأشياء التي حدثت هناك أثرت علينا جميعا بطرق مختلفة طوال حيواتنا”.
وأضاف: “نستحق أن نعرف بالضبط: ماذا حدث ولماذا؟”.
وكان الركاب قد طالبوا أولا بتحقيق عام في 2006، زاعمين حينها أن الطائرة كانت تحمل أفرادا من القوات الخاصة إلى الكويت.
وقد كرر هذا الزعم أمام البرلمان في العام نفسه النائب عن حزب الديمقراطيين الأحرار، نورمان بيكر، بيد أن رئيس الوزراء البريطاني إبّان حرب الخليج الأولى، جون ميجر، نفى مثل هذه المزاعم.