مواجهة مع إيران تلوح بالأفق.. “ناشونال إنتريست” تحذر من حرب كارثية بمنطقة الخليج
قال الكاتب والأكاديمي الأمريكي “سيث فرانتزمان”، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال انتريست” إن إسرائيل استغلت لحظة الهجوم الدموي بطائرة مسيرة يعتقد أن إيران تقف ورائها على سفينة “ميرسر ستريت” قبالة سواحل عمان في نهاية يوليو الماضي لجذب الاهتمام الدولي.
ولفتت إلى أن كل من وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس” ووزير الخارجية “يائير لابيد”، مارسا الضغط بشكل شامل، حيث تحدثا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن هذا الحادث.
وأطلع “لابيد” سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على الأمر، وحدد هوية الرجل الذي تحمله إسرائيل مسؤولية الهجوم، قائلا إنه “سعيد أرا جان وهو رئيس قيادة الطائرات بدون طيار التابعة للحرس الثوري الإيراني. هذا هو الرجل المسؤول بشكل شخصي عن الهجمات الإرهابية في خليج عمان”.
ويبدو أن الهجوم شارك فيه العديد من الطائرات المسيرة الانتحارية التي ضربت جسر سفينة تحمل اسم “ميرسر ستريت”.
هذا وأشار “سيث فرانتزمان” إلى أن السفينة التي تعرضت للهجوم لم تكن سفينة إسرائيلية كما أن شركة مقرها في لندن هي التي تدير السفينة.
ومع ذلك يبدو أن إيران تستهدف السفن التجارية التي تعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل من خلال الشبكة المعتادة من الشركات المتداخلة التي تميل إلى إدارة الشحن وامتلاكه والتحكم فيه.
ويرجع ذلك لأن السفن عادة ما تفتقر إلى الدفاعات الجوية وتعد أهدافا سهلة.
وتمتلك إسرائيل طائرات متقدمة من الجيل الخامس كما أن لديها أحدث الأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار.
إلا أن حماية السفن في البحر يتطلب قيام دول الخليج والقوات البحرية الأخرى بالمزيد من الجهد.
واستضاف وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لإطلاعهم على الوضع في مقر وزارة الخارجية.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن “الإحاطة هي جزء من الجهود الوطنية التي تقوم بها دولة إسرائيل لدعوة المجتمع الدولي لإدانة ووقف الإرهاب والعنف الإيرانيين في المنطقة”.
وقال “جانتس”: “أمير علي حاج زاده، قائد القوة الجوية بالحرس الثوري الإيراني مسؤول عن عشرات الهجمات الإرهابية في المنطقة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ… لأول مرة على الإطلاق، سأكشف هوية الرجل المسؤول بشكل مباشر عن إطلاق الطائرات بدون طيار الانتحارية- اسمه سعيد أرا جاني وهو رئيس قيادة الطائرات بدون طيار في الحرس الثوري الايراني”.
وتابع “جانتس”: “قيادة الطائرات بدون طيار نفذت الهجوم على ميرسر ستريت. سعيد أرا جاني يخطط ويقدم التدريب والمعدات لتنفيذ هجمات إرهابية في المنطقة. لقد انتهكت ايران كل التوجيهات التي تنص عليها خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني) وهي على بعد 10 أسابيع فقط من الحصول على مواد لازمة لصنع أسلحة نووية لتتمكن من تصنيع سلاح نووي”.
البرنامج النووي الإيراني
وقال “فرانتزمان”، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل وأستاذ مساعد سابق للدراسات الأمريكية في جامعة القدس، إن هذا الأمر أثار الدهشة، لأنه على الرغم من أن إسرائيل تحمل إيران وحدها مسؤولية الهجوم على السفينة، فإن التوترات الأوسع في المنطقة وبين الولايات المتحدة وإيران كانت تتركز على البرنامج النووي الايراني.
ومنذ أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” من الاتفاق النووي الإيراني، قامت إيران بزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم.
وقامت إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم سعيا منها للضغط على الولايات المتحدة وغيرها للعودة إلى إطار عمل الاتفاق.
وقد أصبح لإيران رئيس جديد يتولى السلطة هو “إبراهيم رئيسيط ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران سوف تقضي مزيدا من الوقت في إجراء محادثات في فيينا لتسوية الخلافات المرتبطة بالاتفاق النووي.
وبدأت إيران تحول اتجاهها إلى الشرق، حيث تنظر إلى النزاع في أفغانستان وتسعى لإقامة علاقات أوثق مع الصين لتعزيز دورها في نظام عالمي جديد تفترض أنه سيكون عالم ما بعد هيمنة الولايات المتحدة.
إسرائيل تشعر بالقلق
وتشعر إسرائيل بالقلق ليس فقط من البرنامج النووي، ولكن من الخطر الإيراني الأوسع الذي يأتي من التمركز الايراني في سورية ، وتدفق الأسلحة الايرانية إلى حزب الله، وأيضا الطائرات المسيرة المتمركزة في اليمن والعراق، فضلا عن الصواريخ الباليستية الايرانية.
وقال “جانتس”: “الشعب الايراني ليس عدونا. النظام الايراني يهددنا ويتسبب في سباق تسلح إقليمي”.
من ناحية أخرى، تحدث “لابيد” عن الممارسات الايرانية الأخيرة مؤكدا أن هذا ليس صراعا بين جيوش في سوريا “هذه ليست عملية سرية ضد منشأة عسكرية… إنه هجوم على طرق التجارة العالمية. هذا هجوم على حرية الحركة. هذه جريمة دولية”.
وقال “فرانتزمان” إنه من غير الواضح ما الذي ستقوم به إسرائيل بعد ذلك. لقد انتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا ايران بسبب الهجوم. ومن المتوقع أن ترد إسرائيل على الهجوم إلا أن لديها مجموعة من الخيارات. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن كيفية رد فعل ايران.
ردا على ضربة جوية إسرائيلية في سوريا
فقد قالت وسائل الإعلام الايرانية إن الهجوم على السفينة جاء ردا على ضربة جوية إسرائيلية في سوريا، وهذا يعني أن كل جانب يعتقد أنه يرد على الآخر.
إلا أن الفرق هو أن الهجوم الذي شنته ايران بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل شخصين كانا على متن السفينة، وهما بريطاني وآخر روماني. لقد كانا اثنين من البحارة المدنيين، وليسا مقاتلين.
واختتم “فرانتزمان” تقريره بالقول إن إسرائيل كانت تعزز علاقاتها الدولية مؤخرا.
وقد شاركت مقاتلاتها من طراز “اف35” في تدريبات مشتركة متعددة مع الولايات المتحدة وغيرها، كما استضافت إسرائيل مؤخرا تدريبات مشتركة للطائرات بدون طيار مع ست دول.
وتعتبر الطائرات المسيرة الإسرائيلية من أحدث طرازات هذه الطائرات وتشكل حوالي 80% من وقت طيران طائرات القوات الجوية.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد