نهيان بن مبارك ترأس وفد الإمارات لتهنئة إبراهيم رئيسي برئاسة إيران
شارك الموضوع:
وطن- في خطوة أثارت جدلا واسعا بعثت الإمارات بوفد رسمي يترأسه وزير التسامح نهيان بن مبارك، إلى إيران لتقديم تهنئة رسمية للرئيس إبراهيم رئيسي على فوزه بمنصب الرئاسة.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” فقد ترأس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وفد دولة الإمارات إلى العاصمة الإيرانية طهران لتقديم التهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بمناسبة تقلّده منصبه رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتابع بيان الوكالة أن الشيخ نهيان بن مبارك نقل، تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الرئيس رئيسي أعربوا فيها عن خالص تهانيهم له بهذه المناسبة.
ويشار إلى أنه كان من ضمن شروط المصالحة مع قطر عندما فرضت عليها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين مقاطعة جائرة، قطع علاقتها مع إيران ما يثير الجدل حاليا حول سياسة الإمارات المتناقضة.
عداء الإمارات لإيران إعلامي فقط
وينظر حكام الإمارات ـ وفق محللين ـ إلى إيران بأنها ضمانة استراتيجية لأمنهم القومي، ولا يمكن إغفال دور إيران المحوري في أمن الخليج، برغم كل محاولات دول الخليج، ومنها الإمارات، تعزيز ترسانتهم العسكرية.
كل التهليل الخليجي بالعداء لإيران لا تأخذ به الإمارات إلا من باب الإعلام وحسب، أو بقدر ما يحد من تمدد النفوذ الإيراني في الإقليم، وغالبا ما لا تسير فى ركب العداء لإيران كما تشتهى لها حليفتها الاستراتيجية السعودية، وعندما تمت مهاجمة السفارة السعودية في طهران في يناير 2016، قامت الإمارات بتخفيض مستوى العلاقات.
لكنها أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران، برغم قرار السعودية والبحرين ودول عديدة بقطع العلاقات مع طهران.
ففي الوقت الذى تتبنى فيه السعودية موقفا عدائيا صريحا (تراجعت نبرته في الآونة الأخيرة) ضد إيران، تحافظ أبو ظبى التي كانت تعد في خندق واحد مع الرياض على علاقاتها مع طهران.
اجتماعات أمنية علنية مع الإيرانيين
وحتى في موضوع اليمن ثمة استراتيجية إماراتية مختلفة تُرجمت بتقليص الوجود العسكري الإماراتي في الساحة اليمنية الجنوبية بشكل ملحوظ تجنبا لاستهداف الحوثيين ولعدم استفزاز الإيرانيين.
وقد اقتضى ذلك عقد اجتماعات أمنية علنية مع الإيرانيين، حيث التقى قائدا حرس حدود الإمارات وإيران (محمد على مصلح الأحبابى وقاسم رضائى) لأجل «تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتأمين منطقة الخليج الفارسى وبحر عمان»، وهناك من خفف من أهمية اللقاء واعتبره مجرد «عمل تنسيقى لتنظيم عملية الصيد».
لكن الحقيقة أن تدهور الأوضاع على وقع الهجمات على ناقلات النفط فى مياه الخليج وتهديد الحوثيين بضرب الإمارات، كانت السبب الرئيسي لانعقاد هذا الاجتماع الأمني في 30 يوليو 2019، وقبله بأسبوعين عقد وفد أمنى إماراتي آخر لقاءات مع مسئولين إيرانيين في طهران.
الإمارات بوابة خلفية لإيران
ومنذ سنوات طويلة، اعتمدت إيران دولة الإمارات بوابة خلفية للقفز فوق العقوبات الأمريكية، حتى أن حجم الاستثمارات الإيرانية وصل في إحدى المراحل إلى حدود الـ300 مليار دولار، أي المرتبة الثانية بعد الاستثمارات الأمريكية، وهو رقم تراجع بعد العام 2018 مع خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، الأمر الذى سهّل لإيران فتح نوافذ خلفية مع دول أخرى أبرزها سلطنة عمان، من دون التفريط بالبوابة الإماراتية.
حتى أن التجارة الثنائية القائمة بين البلدين ليست بالأمر البسيط، إذ تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية من حيث التبادل التجاري مع طهران، وتعاود الازدهار بعد تراجعها عام 2018 إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، والتزام إيران بسياسة الضغط الأقصى، مع الاحتفاظ ببعض الاستثناءات التي أبقت على جزء يسير من تبادل تجارى لا يمكن الاستغناء عنه، خصوصا بالنسبة إلى طهران، إذ تعد الإمارات شريان الحياة الرئيسي لإيران في ظل العقوبات الأمريكية.
أضف إلى تلك الحركة التجارية النشطة أن شركات طيران البلدين تُسير نحو 200 رحلة أسبوعيا تُقل نحو 100 ألف سائحة وسائح إيراني، فضلا عن أكثر من نصف مليون إيراني وإيرانية يقطنون في الجارة الجنوبية، وهم من أكبر الجاليات المقيمة في الإمارات عددا، وبينهم آلاف الطلبة الذين يحصّلون دراساتهم في جامعات أبو ظبى ودبى.
مصالح مشتركة
كما لم تتخلف أبو ظبى عن نجدة جارتها وتقديم العون لها خلال جائحة كورونا، حيث أرسلت نحو 40 طنا من الإمدادات والمعدات الطبية لدعمها في مواجهة الفيروس وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بدءا من منتصف مارس 2020.
تبدو المصالح المشتركة بين البلدين أكبر من أن تحدّها أو تقلصها حرب من هنا أو أزمة من هناك، فإيران صارت أكثر واقعية. لم تعد علاقة أي دولة مع «إسرائيل» تشكل مانعا لعلاقة إيران معها، سواء كانت هذه الدولة عربية أم أجنبية.
فإيران لم تنتقل من إيران الثورة إلى إيران الدولة وحسب، إنما أمست دولة براجماتية من الطراز الأول لا تحول أمامها أي موانع عندما يتعلق الأمر بحماية وصيانة مصالحها القومية.
طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى
وفى المقابل، تبدو الرغبة الإماراتية جامحة في استمرار العلاقة مع إيران، مهما تعددت الخلافات والأزمات، إلى درجة أن ساسة الإمارات يغمضون أعينهم عن الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) المتنازع عليها بين أبو ظبى وطهران.
والسبب أن أبو ظبى لا تريد للجزر أن تشكل حجر عثرة فى سبيل تطوير العلاقات بين البلدين، وهذه السياسة انتهجها الأمير المؤسس الشيخ زايد وسار عليها أولاده من بعده، أى ترك حل قضية الجزر للزمن.
والمفارقة أنه في عز التحضير الإماراتي الإسرائيلي لما تسمى «اتفاقات إبراهام»، كانت الإمارات تعقد اجتماعات أمنية مع إيران بهدف ترتيب الأوضاع الأمنية بين البلدين، أو بالأحرى، ترتيب وضعها الأمني الداخلي الذى بدا مشوشا بعيد إعلان الحوثيين استهداف مُسيراتهم لمطارى أبو ظبى ودبى الدوليين ومفاعل «براك» النووي في مدينة أبو ظبى عام 2018، برغم نفى السلطات الإماراتية لتلك الأحداث، إضافة إلى استهداف ناقلات قبالة سواحلها عام 2019.
وكان لافتا للانتباه أن الإمارات رفضت اتهام إيران بالوقوف خلف تلك الهجمات، وهو الموقف نفسه الذى اتخذته إثر الهجوم الذى وقع في وقت لاحق واستهدف سفينتين في خليج عُمان، والهدف هو محاولة خفض حدة التوتر بين البلدين، مخالفة بذلك المواقف التي ذهبت إليها السعودية والولايات المتحدة بتحميلهما إيران علنا المسئولية عن الحوادث في مياه الخليج.
شو ابو نهيان موديك على ايران
للعلم ايران ما فيها انجليزيات شقر مع عيون زرق
الله يسامحك
والله مليح اللي ايران سمحوا لك تفوت ارضيهم
واللي فيك مبخون