مصدر دبلوماسي لـ”وطن” اتصال أمريكي منع اعتقال راشد الغنوشي ليلة الانقلاب

وطن- كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، لصحيفة “وطن” أن فيتو أمريكي منع الرئيس التونسي قيس سعيد، من تنفيذ مخططه باعتقال رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ليلة انقلاب 25 يوليو 2021.

وأضاف المصدر لـ”وطن” كان هنالك أوامر مباشرة من قيس سعيد شخصيا لاعتقال الغنوشي ليلة الأحد، حيث انتشرت السيارات الأمنية والفرق الخاصة أمام مقر حركة النهضة وسط العاصمة في تلك الليلة، بنيّة اعتقال الغنوشي بعد تفريق المحتجّين الذين كانوا ينوون حرق المقرّ وسرقة محتوياته، ولكن اتصالا عاجلا ورد على قصر قرطاج من الخارجية الأمريكية، ألغى تنفيذ الخطة.

راشد الغنوشي كان على رأس قائمة الاعتقالات

وأكد المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الغنوشي كان على رأس قائمة الاعتقالات ليلة الأحد 25 يوليو، بهدف إفشال أي محاولة تهدف للتصدي للانقلاب دوليا أو عبر الشارع، بالنظر لما يتمتّع به الرجل من شبكة علاقات دولية واسعة، إلى جانب قدرته على إقناع عشرات الآلاف من أنصاره للخروج إلى الشوارع للاعتصام إلى حين عودة البرلمان.

مصدر وطن رفض تقديم أية توضيحات أو معلومات أخرى، لكنه شدد في المقابل، على أن هذا الفيتو الأمريكي منع البلاد من حمام دم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتابع عن كثب ما يحدث في تونس، ولا تزال المساعي الدبلوماسية حثيثة لحلّ الأزمة متواصلة، تجنّبا لخروج الأوضاع عن السيطرة.

ودخلت تونس أزمة سياسية بعد إقدام الرئيس سعيد على إقالة رئيس الحكومة وتجميد أعمال البرلمان لمدة 30 يوما مما دفع أحزابا رئيسية باتهامه بتنفيذ انقلاب.

ولم يقم قيس سعيد حتى الآن بتنفيذ خطوات يقول منتقدون إنها مطلوبة لطمأنة التونسيين بما يشمل تعيين رئيس وزراء مؤقت وتقديم خارطة طريق لإنهاء إجراءات الطوارئ.

ونقلت الرئاسة عن سعيد، وهو أستاذ سابق للقانون، قوله “أعلم جيدا النصوص الدستورية واحترامها ودرستها وليس بعد هذه المدة كلها سأتحول إلي ديكتاتور كما قال البعض”.

ووجه قيس سعيد “رسالة إلى كلّ التونسيين والعالم أجمع بأنّ تونس، بالرغم من الأزمة التي تعيشها، فإنّها تعمل في إطار ضمان الحقوق والحريات”.

وأكد رئيس الجمهورية أنّ “لا خوف على حرية التعبير، ولا خوف على حرية التنظم، وليس في هذا السن سأبدأ مرحلة جديدة تقوم على الديكتاتورية. أنا أكره الديكتاتورية وأمقتها”.

وشدّد سعيد على أن أجهزة الأمن لم تعتقل أحداً من دون وجه حق، وقال “لم نعتقل أحداً إلا إذا كانت عليه قضايا”.

وتزايد القلق على الحقوق والحريات في تونس، التي تشهد نظاما ديمقراطيا منذ انتفاضة 2011، بعد اعتقال البرلماني والمدون الشهير ياسين العياري والإعلان عن فتح تحقيق في مزاعم أعمال عنف من جانب أشخاص يحتجون على ما قام به سعيد أثناء مظاهرة.

راشد الغنوشي يتهم الإمارات بالوقوف وراء الانقلاب

وكان الغنوشي اتهم الإمارات بالوقوف وراء الانقلاب الذي قام به الرئيس قيس سعيد.

وقال لصحيفة التايمز البريطانية إن الإمارات مصممة على “إنهاء” الربيع العربي الذي بدأ في تونس عام 2011 وأطاح بديكتاتورها زين العابدين بن علي. وقال إن الإمارات اعتبرت الإسلامية الديمقراطية تهديدا لسلطتها و”أخذت على عاتقها أن فكرة الربيع العربي التي بدأت في تونس يجب أن تموت في تونس”.

وكانت الإمارات من أقوى الداعمين لانقلاب عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013.

واعتقل منذ ذلك الوقت آلاف من الإخوان المسلمين، بعضهم يواجه حكم الإعدام، وتوفي مرسي نفسه في قاعة المحكمة وهو يدافع عن نفسه.

وقال الغنوشي إن سيطرة عسكرية على السلطة كما في مصر ليست ممكنة “تونس ليست مصر” و”هناك علاقات مختلفة بين الجيش والحكومة، وحمى الجيش الحرية وصناديق الاقتراع منذ الثورة”.

وحذر الغنوشي من إمكانية خروج المحتجين إلى الشارع لو لم يعد الرئيس البرلمان للعمل.

واعتبر الغنوشي وقادة الأحزاب السياسية الأخرى تحركات سعيد انقلابا وشجبوها. وحاولوا لفت النظر للتشابه بين حركة سعيد وانقلاب السيسي والذي حرضت عليه منصات التواصل الاجتماعي التي نسقتها دول الخليج.

وأشار الغنوشي لاهتمام الإعلام الإماراتي لما يجري في تونس “الإمارات بعيدة عنها ولا يوجد تضارب مصالح، فلماذا هذا الاهتمام؟”.

وقال إن الإمارات تخشى من التسوية السلمية في ليبيا حيث دعمت أمير الحرب خليفة حفتر، المعادي للإسلاميين، و”هم خائفون من التحولات الديمقراطية وإمكانية انتشارها في بقية المنطقة العربية”

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث