الرئيسية » الهدهد » مكافأة مالية لمن يأتي بمعلومة: محمد بن سلمان يجند السعوديين كمخبرين سريين

مكافأة مالية لمن يأتي بمعلومة: محمد بن سلمان يجند السعوديين كمخبرين سريين

وطن- كشفت وثائق جرى تداولها، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عمد إلى إطلاق خططاً لتجنيد السعوديين كمخبرين سريين على بعضهم البعض.

وبحسب الوثائق التي نشرها الاكاديمي السعودي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي، فإن بن سلمان رصد مكافآت مالية لـ”المواطن المخبر” من المدنيين حال إرشادهم عن حالات تعدى على أراضي بمحافظة العلا شمال غرب المملكة.

واتهم الغامدي في تغريدته التي رصدتها “وطن”، السلطات السعودية بدفع المواطنين للعمل كمخبرين ضد بعضهم البعض.

محمد بن سلمان والمخبرين السريين

وتظهر وثيقة منسوبة لهيئة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء أن الخطوة بمسمى “مشروع ضوابط المكافآت والحوافز للعاملين بالقوات الخاصة للأمن والحماية”.

كما نصت المادة الثانية منه: “تمنح مكافأة تشجيعية للعاملين في القوات الخاصة للأمن والحماية من العسكريين والمدنيين”.

وأشارت إلى أن ذلك “نتيجة ضبطهم المخالفات التي ترتكب داخل نطاق حدود الأراضي المكلفة القوة المعنية بحمايتها”.

وبحسب المادة: “يقتصر منح المكافآت على ضبط المخالفات المتعلقة بالإحداث أو التعدي أو إقامة أي منشأة أو بناء دون جودة موافقة أو ترخيص أو تصريح”.

وذكر أن محمد بن سلمان يريد حماية مساحات شاسعة من شاطئ البحر الأحمر ومشروع نيوم، ورصد مكافآت وحوافز لمن يخبر عن مواطن بنى بأرضه.

وسلط موقع مجلة “نيويوركر” الأمريكية الضوء على استخدام السعودية ودول أخرى لمنصات التواصل لتعزيز سطوتها على المعارضين.

وقالت المجلة إن في عصر الاستبداد الرقمي تحاول الأنظمة الاستبدادية كبكين والرياض استخدام فيسبوك وتويتر ومنصات تواصل أخرى.

وذكرت أن استخدام الرياض لها يكون كأدوات لتعزيز سطوتهم والسيطرة على الخطاب عبر الإنترنت لدى المعارضين.

وأشارت المجلة الشهيرة إلى أن هذه الأنظمة الاستبدادية تستخدم برامج التجسس لمتابعة واعتقال الصحفيين والمعارضين.

محاربة رجال الدين

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نشرت تقريراً تحدثت فيه عن سعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتقليص سلطة المؤسسة الدينية بالقوة.

وكتبت الصحيفة في تقريرها أن الحكومة السعودية منعت في مايو/أيَّار الماضي، استخدام مكبِّرات الصوت في الصلوات والخطب في المساجد، وأمرت بخفض صوت الأذان، التي يتردَّد صداه في جميع أنحاء المملكة في الخمس صلوات يومياً، بمقدار الثلثين.

وعندما كتب رجل دين غير معروف إلى حدٍّ كبير مقالاً على الإنترنت ينتقد فيه قرار وزارة الشؤون الإسلامية، أُلقِيَ القبض عليه، وفقاً لمنظمتين سعوديَّتين لحقوق الإنسان، وأُسكِتَ حسابه على منصة تويتر الذي كان نشطاً في السابق.

تطور جديد على سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

وبعد ذلك، في الشهر الماضي يوليو/تموز، أعلن رئيس الاتحاد الذي يمثِّل الشركات السعودية أنه سيسمح للمتاجر والمطاعم وغيرها من المؤسَّسات بفتح أبوابها خلال وقت الصلاة، وهو تطوُّرٌ رئيسي آخر في بلدٍ كانت فيه الشركات تغلق أبوابها خمس مرات في اليوم على مدار عقودٍ من الزمن. وجاء في مقالٍ في صحيفة عرب نيوز أن “أيام الإزعاج تلك قد ولَّت”.

وقالت Washington Post إن هذه التغييرات تمثل أحدث الخطوات التي اتَّخَذَتها السعودية في ظلِّ حكم وليّ عهدها المؤثِّر، محمد بن سلمان، لتقليص سلطة المؤسسة الدينية.

وفي حين أن العديد من السعوديين على منصات التواصل قد يهلِّلون لهذه الخطوات باعتبارها دليلاً إضافياً على أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحرِّر المملكة، تعكس التطوُّرات أيضاً جهوده المستمرة لتوطيد سلطته وتقليم أجنحة أيِّ شخصٍ قد يتحداه.

تآكل نفوذ رجال الدين في السعودية

ولطالما لعب رجال الدين دوراً مهماً في المملكة السعودية، حيث أصدروا فتاوى وتصريحاتٍ تحكم حياة ملايين السعوديين. وامتدَّت قوة رجال الدين أيضاً إلى ما وراء حدود البلاد، حيث يتطلَّع العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى المملكة لتلقي التوجيه والأحكام الدينية.

لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انفصل مراراً عن رجال الدين المحافظين. وخضعت الكتب المدرسية التي تتناول الدين الإسلامي للمراجعة، وكُبِحَت السلطات هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر“.

ومُنِحَت النساء الحق في قيادة السيارات وحضور الفعاليات الرياضية، ولم تعد المطاعم تفصل الزبائن حسب الجنس.

يتضح تآكل نفوذ رجال الدين بشكلٍ خاص في وزارات العدل والشؤون الإسلامية والتعليم، حيث لعبت المؤسسة الدينية دوراً كبيراً على مدار فترةٍ طويلةٍ للغاية.

وكان رجال الدين وغيرهم من السعوديين المحافظين يقاومون كلَّ ذلك. وبعد أن أمرت الحكومة بخفض صوت الأذان، انتشر وسم #صوت_الصلاة_مطلب_شعبي على منصة تويتر.

اعتقال عمر عبدالله السعدون

وكتب عمر عبد الله السعدون، رجل الدين الذي ورد أنه اعتُقِلَ فيما بعد، في مقاله عن مطالب السعوديين بعدول الحكومة عن قرارها، وحذَّرَ من مخاطر هذا القرار. وقال، على سبيل المثال، إن المصلين قد يكسرون الآن قيود كوفيد-19 بسبب الازدحام في المساجد لسماع الخطب التي لم تعد مسموعةً في الخارج كما كان ذي قبل.

وكتب سعدون أن “البيوت لن تسمع تلاوة القرآن والخطب، والأكثر من ذلك هو أن منع مكبرات الصوت أضعف دافع بعض الناس للذهاب إلى صلاة الجماعة”. وأنهى مقاله بمناشدة وزير الشؤون الإسلامية التراجع عن القرار.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.