وطن- كشفت مصادر مطلعة عن استغلال مسؤولين كبار في الإمارات، لعمليات التبادل التجاري الجديدة مع إسرائيل جراء التطبيع، وتحقيق منافع شخصية من هذا التبادل حيث تسيطر شركات تابعة لمسئولين كبار في النظام الإماراتي لاسيما بأبوظبي ودبي على ثلثي عائدات هذا التبادل.
مسؤولو الإمارات والتربح من التطبيع
وتعود فوائد العلاقات الاقتصادية واسعة النطاق التي تم إقامتها مع إسرائيل خلال العام الأول من إشهار التطبيع، لشركات ومصالح تجارية مرتبطة بمسئولي أبوظبي ودبي.
ووفق المصادر التي صرحت لـ”إمارات ليكس” فإن طابع المنفعة الشخصية يهيمن على وتيرة التبادل التجاري الحاصل بين الإمارات وإسرائيل ويتسابق حكام أبوظبي ودبي على الاستفادة منه.
ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والإمارات، بلغ بعد عام على إشهار التطبيع، حوالي نصف مليار دولار، وفق بيانات للمكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إنه بعد مضي عام على التطبيع، تجاوز حجم المبادلات التجارية بين البلدين 570 مليون دولار.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020 والأشهر الستة الأولى من عام 2021، صدرت إسرائيل حوالي 197 مليون دولار من السلع والخدمات إلى الإمارات، واستوردت منها حوالي 372 مليون دولار.
ويتوقع “مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي” أن تصل قيمة المبادلات التجارية بينهما إلى مليار دولار لعام 2021 كاملا، وأن تتجاوز ثلاثة مليارات دولار في غضون ثلاث سنوات.
ويقول المجلس على موقعه إن هناك 500 شركة إسرائيلية تقيم صفقات تجارية مع الإمارات.
وكانت الإمارات أول دولة خليجية توقع اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، قبل أن تحذو حذوها البحرين وذلك برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
تبادل تجاري واسع النطاق بين الإمارات وإسرائيل
ووقعت الإمارات وإسرائيل عشرات الاتفاقيات تشمل الإعفاء الجمركي وتسيير رحلات جوية مباشرة وتبادل تجاري واسع النطاق.
وكشفت الإحصائية عن حجم قيمة التجارة بين البلدين والتي بلغت 6.217 ألف طن.
وزعت بنحو 325 مليون درهم واردات بكمية 718 طنا، و607 مليون درهم صادرات بكمية 5.4 ألف طن، و98.7 مليون درهم “عبور” بكمية 52.4 طن.
وقال دوريان باراك، المستثمر والمؤسس المشارك لمجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي، في تصريحات لـ”جيروزاليم بوست” إن الإمارات “منصة فريدة للوصول إلى العالم بأسره”.
وأضاف أن الإسرائيليين دائما يبحثون عن طرق للقيام بأعمال تجارية في جنوب آسيا وشرق أفريقيا والهند وبنغلاديش”. في حين أنها “أسواق بها مليارا شخص ولا يمكن العمل معهم من تل أبيب”.
وذكر ان الإمارات هي “المكان الذي يتجمع فيه الجميع للقيام بأعمال تجارية، وتم قبول إسرائيل أخيرا في هذا النادي”.
مسألة وقت فقط
وتابع باراك: “هناك العديد من مستثمري الأسهم المهمين في الإمارات، وهي مسألة وقت فقط قبل أن نرى المزيد من الشركات الإماراتية تستحوذ على حصص كبيرة في الشركات الإسرائيلية”.
وقالت فلور حسن- ناحوم، عضو المجلس ونائبة رئيس بلدية القدس، إن العام الأول للتطبيع مع الإمارات كان “ناجحا جدا” على الرغم من مواجهة العديد من التحديات، وأبرزها جائحة كورونا.
وأوضحت أن الجائحة أعاقت السياحة ورغم ذلك “لا يزال لدينا حوالي 230 ألف إسرائيلي يزورون الإمارات” وأضافت: “تخيل ما كان يمكن فعله إذا لم تكن هناك جائحة”.
رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار
وكان موقع “كلكالست” الاقتصادي، كشف عن أكبر 5 متبرعين بمشروع خيري اسرائيلي ضخم انطلق منذ 18 عاما، وقدموا له مساهمات مالية في السنوات الماضية، ليبرز من بينهم رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لبرج خليفة الشهير، حيث قدم مساعدات لوحده بقيمة تقارب 170 مليون دولار.
وذكر موقع “I24” الإسرائيلي، الجمعة، أن الكشف عن أسماء المتبرعين الكبار جاء خلال مؤتمر عن الأمن الغذائي عُقد في تل أبيب الأسبوع الماضي.
رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار
بحسب ما كشف عنه المؤتمر، فإن رجل الأعمال الإماراتي انضم إلى المشروع الذي يخدم عائلات إسرائيلية في فلسطين منذ عام 2018، أي قبل توقيع اتفاقيات التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
يشار إلى أن محمد العبار رجل الأعمال الإماراتي، ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية التي تملك برج خليفة.
وقام بتأسيس المشروع رجل الاعمال اسرائيلي موطي بن موشيه عام 2003 وبدأه مع 2500 عائلة، والذي نجح بتجنيد عدد من المتبرعين بينهم رجل الاعمال الاماراتي لمساعدة العائلات المحتاجة.
رجال الاعمال الخمسة استثمروا ببطاقات وطرود غذائية لاسرائيليين من كافة القطاعات الاجتماعية بقيمة 550 مليون شاقل على مدار 18 عاما، بن موشيه ورجل اعمال آخر انضم للمشروع عام 2006 اسثتمروا اكثر بالمشروع من الباقين لأنهم شاركوا به بفترة مبكرة، لكن جميعهم يستثمرون بشكل متواصل بمبالغ كبيرة.
استثمارات إماراتية في تل أبيب
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو عن استثمار الإمارات 10 مليارات دولار بمشاريع عدة في إسرائيل.
حيث أعلنت الإمارات عن إنشاء صندوق بقيمة 10 مليارات دولار “يستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية في إسرائيل” بحسب بيان لوكالة الأنباء الإماراتية.
وبحسب بيان “وام”، سيركز الصندوق على مبادرات التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسيتم تمويل الصندوق من مخصصات من الحكومة ومن مؤسسات القطاع الخاص.
وطبَّعت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي برعاية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي وصفه نتنياهو بـ”الإنجاز التاريخي” لإسرائيل، حيث كانت الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994. وتبع الإمارات في عقد اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، البحرين والمغرب، والسودان.