وطن- أشعل قرار المصرف المركزي في لبنان، توقفه عن دعم استيراد الوقود، موجة غضب واسعة قطع خلالها المحتجون طرقات عدة رفضاً لهذا القرار.
وذكرت وكالة الانباء اللبنانية الرسمية، أن محتجين قطعوا طريق تل نحاس – كفركلا (جنوب لبنان) احتجاجاً على إعلان مصرف لبنان رفع الدعم عن المحروقات”، وفي شمال البلاد، تجمع محتجون أمام قصر المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في منطقة الميناء بمدينة طرابلس، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
فيما ذكرت الوكالة أن المحتجين قطعوا الطريق الرئيسي في المنطقة وأشعلوا شجرة في باحة قصر ميقاتي، كما رددوا هتافات مناهضة للسلطة، وسط حضور كثيف لعناصر الجيش اللبناني.
رفع الدعم
وأطلق مغردون لبنانيون هاشتاج تصدر الترند في لبنان، انتقد قرار المصرف المركزي رفع الدعم عن الوقود.
وقالت الإعلامية اللبنانية ليال الاختيار معلقة على قرار المصرف المركزي ( مش مهم اذا #رفع_الدعم وصار اكثر من ثلاث ملايين لبناني تحت خط الفقر، المهم وزارة الداخلية كرمال الانتخابات ووزارة المالية كرمال التوقيع الثالث ووزارة الطاقة كرمال النهب ووزارة الشؤون كرمال الرشوى الانتخابية ووزارة الدفاع كرمال التأكيد على مقاومة لبنان وغيرها وغيرها ).
مش مهم اذا #رفع_الدعم وصار اكثر من ثلاث ملايين لبناني تحت خط الفقر
المهم وزارة الداخلية كرمال الانتخابات
ووزارة المالية كرمال التوقيع الثالث
ووزارة الطاقة كرمال النهب
ووزارة الشؤون كرمال الرشوى الانتخابية
ووزارة الدفاع كرمال التأكيد على مقاومة لبنان
وغيرها وغيرها#لبنان_ينهار— Layal Alekhtiar – ليال الاختيار (@layal_alekhtiar) August 11, 2021
ترقيع بترقيع. إذا ما تمّ #رفع_الدعم سنشتري بالسعر العالي وإذا لم يُرفع سيُستخدم الاحتياطي الإلزامي أي أموال المودعين للدعم.
ما يجري الآن هو حصاد ُ سنوات ِ فسادِكم.— Yazbek Wehbe (@YazbekWehbe) August 12, 2021
وقالت المغردة سحر حسين غدار إن يوم رفع الدعم ليس يوماً عادياً في تاريخ البلد..الحاكم بأمره أعلن موت الجمهورية رسمياً.”.
يوم رفع الدعم ليس يوماً عادياً في تاريخ البلد..
الحاكم بأمره أعلن موت الجمهورية رسمياً.#رفع_الدعم— Sahar Ghaddar (@sahar_ghaddar) August 11, 2021
لدى omt داتا بكافة السيارات المُسدّدة رسوم الميكانيك، بإمكان الحكومة بعد #رفع_الدعم منح قسائم شراء بنزين 10 تنكات لكل سيارة عمومية و 5 للسيارات السياحية غير الفارهة..!
أما المازوت فيجب حصر دعمه بالمستشفيات والأفران، ولتدعم الكهرباء وليس المولدات..!
الحلّ موجود.. القرار مفقود..!— سالم زهران (@salemzahran05) August 11, 2021
وتوالت رود الفعل الغاضبة من تصرف المركزي اللبناني..
مش المشكل انو البلد عليه حبة المية مليار دولار دين!!
المشكل انو عنجد وين راحت كل هالمصاري!!
لا معامل كهربا لا مصانع ولا ملاجيء لزوم الصمود والتصدي!!.
ولك حتى مشىروع نقل مشترك للعالم تروح وتجي عاشغالا ما عاملين!!
العمى!!!
شو كنتو تاكلو المصاري اكل!!!#رفع_الدعم— Firas Hatoum (@ferashatoum) August 12, 2021
الإستهتار بعيش الناس ليس أمراً طبيعياً! أعتقد أن غرفاً سوداء تدير تسلسل الإنهيار لإيصال الأمور للإنفجار الإجتماعي الكبير وما يستدعيه من تدخل لقوات دولية وأجندات مدروسة! لا حلول في الأفق حتى مع تشكيل الحكومة سوى أخذ قرارات حاسمة ومفصلية تجتث أصل البلاء في #رفع_الدعم وتجويع الناس!
— زينب عواضة (@Zeinab__Awada) August 11, 2021
احتجاجات دعم الوقود لبنان
الغضب الشعبي على الأرض تزامن مع حملة تنديد واستنكار على مواقع التواصل، حيث عبر نشطاء عن صدمتهم بقرار وقف دعم استيراد المحروقات، معتبرين أنه يشكل صفعة معيشية كبيرة للشعب اللبناني.
وقالت الصحفية المتخصصة بالشأن الاقتصادي، محاسن مرسل، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، إن “السلطة تحرق شعبها بالفقر والجوع والعوز، كي يتلهى بالبحث عن أدنى مقومات الحياة ويتوقف عن المطالبة بالتغيير (السلطة)”.
أما الصحفية إيمان إبراهيم فاعتبرت أن “خبر رفع الدعم عن المحروقات يشبه خبر الموت”، مضيفة أن “الحد الأدنى للأجور في لبنان يشتري صفيحتي بنزين”.
بدوره، أشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس إلى أن “تحديد أسعار بيع المحروقات يصدر بموجب جدول من وزارة الطاقة والمياه التي لم تعلن أي موقف بعد لغاية الآن”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه.
وكان مصرف لبنان يدعم استيراد تلك المواد من خلال تأمين الدولار للمستوردين وفق سعر صرف يبلغ 3900 ليرة لبنانية، في وقت تخطى فيه سعر صرف الدولار في السوق الموازية 20 ألف ليرة لبنانية في الأيام الماضية.
إلا أن تراجع احتياطي العملات الأجنبية لدى المركزي على وقع أزمة اقتصادية طاحنة منذ أواخر 2019، تسبب في عدم توفر النقد المخصص لهذه الغاية، ما انعكس منذ أشهر شحاً في الوقود وسلع أساسية أخرى كالأدوية وغيرها.
قرار المصرف المركزي
ومساء الأربعاء، أعلن المصرف المركزي توقفه كلياً عن دعم استيراد الوقود (بنزين ومازوت)، وقال في بيان إنه اعتباراً من الخميس سيقوم بتأمين الأموال اللازمة لاستيراد المحروقات وفق سعر الدولار في السوق.
وبحسب دراسة أعدتها شركة لبنانية خاصة، فإن وقف الدعم سينعكس ارتفاعاً كبيراً في أسعار الوقود، حيث سيرتفع سعر صفيحة البنزين من نحو 75 ألف ليرة إلى 336 ألف ليرة، في وقت يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور في لبنان 675 ألف ليرة.
أما سعر صفيحة المازوت (ديزل) فسيرتفع من 57 ألف ليرة إلى نحو 279 ألف ليرة لبنانية، وفق الدراسة ذاتها التي أعدتها “الدولية للمعلومات”.
والأربعاء، أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، أن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أبلغ المجلس الأعلى للدفاع، بأن المصرف “لم يعد قادراً على دعم شراء المحروقات”.
ويقول مراقبون إن رفع الدعم عن الوقود سينعكس ارتفاعاً بأسعار سلع وخدمات أخرى تعتمد على تلك المادة في الإنتاج، المصانع والأفران والمولدات الكهربائية الخاصة التي تستخدم لسد النقص بالتيار الكهربائي.
ويزيد هذا القرار من معاناة اللبنانيين الذين يرزحون منذ نحو عامين تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ بلادهم الحديث، ما تسبب بارتفاع معدلات الفقر، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم سكان البلاد.