يوثق لحظة هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني وبكاء حرسه الخاص

وطن- وثق مقطع فيديو متداول بشكل كبير على مواقع التواصل لحظة هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومغادرته البلاد إلى طاجكستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول وفرض سيطرتها مجددا على البلاد.

ووفق المقطع المتداول الذي رصدته (وطن) فقد ظهر أشرف غني على عجلة من أمره وهو يتجه نحو سلم طائرة خاصة ويرتدي الكمامة، ويلوح للحاضرين بالوداع.

https://twitter.com/islamalghamry66/status/1426917757111705613

وظهر بالمقطع حراس أشرف غني الشخصيين، وعدد من مرافقيه إلى أرض المطار وهم يبكون.

وكان زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، رجح أن هناك احتمالا بأن الرئيس الأفغاني أشرف غني، قد غادر البلاد على متن إحدى الطائرات التي تجلي الأمريكيين.

https://twitter.com/amansouraja/status/1426933362950819842

واستبعد كابلوف، أن يكون غني قد توجه إلى روسيا.

الرئيس الأفغاني أشرف غني

وأضاف: “هذا مستبعد، من غير المرجح توجهه إلى روسيا”، وذكر أن ذلك يتطلب وجود تأشيرة روسية.

وتابع الدبلوماسي الروسي القول: ” يقوم الأمريكيون بإجلاء عناصر بعثتهم الدبلوماسية وغيرهم. ومن المحتمل أنه غادر على متن إحدى هذه الطائرات”.

انهيار أفغانستان جزء من هزيمة بطيئة وممتدة لأميركا

هذا ووصف مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية انهيار أفغانستان السريع بأنه جزء من هزيمة بطيئة وممتدة للولايات المتحدة الأميركية.

وجاء في المقال الذي كتبه محلل الصحيفة للشؤون الخارجية إيشان ثارور أن الانهيار يبدو “مفاجئا جدا”، ففي غضون أشهر قليلة من صيف قائظ اجتاحت حركة طالبان معظم أرجاء أفغانستان حيث استولت على المركز الإقليمية واحدا تلو الآخر في شمال البلاد وغربها مع تلاشي القوات الحكومية.

والآن، بعد أن بدت العاصمة كابل في مرمى مقاتلي طالبان، يمكن القول إن الحركة نفسها في وضع أكثر قوة منذ عام 2001 قبل أن يزيحها الغزو الأميركي من سدّة الحكم.

ومع تقدم طالبان السريع، بدا الجيش الأفغاني -الذي استغرق بناؤه سنوات من التدريب والدعم المالي الكبير المقدم من الولايات المتحدة- مترنحا ومحبطا، على حد تعبير إيشان ثارور.

استسلموا أو فرّوا

وأشار الكاتب إلى أن جنود الحكومة الأفغانية استسلموا أو فرّوا من مواقعهم، وفي بعض الحالات شوهد مقاتلو الحركة وهم ينطلقون بأعتدة عسكرية من بينها أسلحة وسيارات أميركية.

وطبقا للمقال، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى جاهدة لحشد أطراف إقليمية متباينة المشارب، من جيران أفغانستان إلى الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، لإظهار جبهة دبلوماسية موحدة في غمرة المحادثات الجارية في دولة قطر مع حركة طالبان.

وقد تزامن نجاح هجوم طالبان مع انسحاب آخر ما تبقى من مفارز القوات الأميركية وقوات حلف الناتو من البلاد.

وكان البيت الأبيض قد حدد في بادئ الأمر موعدا للانسحاب يتزامن مع الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر 2001، “التي دبرها متشددون من تنظيم القاعدة وفرت لهم حكومة طالبان في أفغانستان آنذاك ملاذا آمنا”.

آمال أميركية بتسوية سياسية

ومع صعود حركة طالبان مرة أخرى، سخر بايدن في يوليو/تموز الماضي من احتمال “اجتياح طالبان كل شيء”، معلقا آماله على تسوية سياسية سلمية بين الأطراف المتناحرة في أفغانستان.

على أن النقاد الأكثر تشددا رأوا أن على الولايات المتحدة الحفاظ على قدرة ردع ضد حركة طالبان “المنتعشة”.

ورد معارضوهم على ذلك بأن عدم الاستقرار الدائم في البلاد حتى بعد عقدين من الاحتلال الأميركي كان حجة كافية لضرورة وضع حد للمهمة.

وقال بايدن للصحفيين أخيرا “لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدى 20 عاما، إذ دربنا أكثر من 300 ألف جندي أفغاني وجهزناهم بمعدات حديثة، وعلى القادة الأفغان أن يتكاتفوا”.

ويزعم إيشان ثارور في مقاله أنه ربما لم يكن بإمكان الأعداد الصغيرة نسبيا من القوات الأجنبية المتبقية في البلاد إحباط تقدم طالبان الحالي من دون اعتبار للانسحاب المعلن.

وبرأي بايدن، فإن المأزق الأفغاني كان مصدر تململ متفاقم، لكن في نظر عدد لا حصر له من المواطنين الأفغان، فإن الوضع في البلاد بات ميؤوسا منه بدرجة أكبر.

ويستشهد ثارور في مقاله بما كشفته وثائق حكومية أميركية كان قد حصل عليها الصحفي الاستقصائي بواشنطن بوست، كريغ ويتلوك، وهي وثائق تناولت الإخفاقات التي صاحبت الجهود الأميركية لصناعة الحرب وبناء الدولة في أفغانستان.

وأدركت الإدارات الأميركية المتعاقبة أنه لن يكون من السهل القضاء على طالبان، وأن الدولة الأفغانية “ضعيفة وينخر فيها الفساد”، حسب وصف مقال واشنطن بوست الذي يرى كاتبه أن تدبّر الأمور من دون إستراتيجية متماسكة كان لا يزال أفضل من الإقرار بالهزيمة.

وينقل إيشان ثارور عن كريغ ويتلوك أن الوثائق التي حصل عليها، ولم ير كثير منها طريقه إلى النشر، أظهرت كيف أن إدارات الرؤساء الأميركيين السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب أخفت الحقيقة طوال عقدين من الزمن.

وقال ويتلوك إن الرؤساء الثلاثة “كانوا رويدا رويدا يخسرون حربا حظيت ذات مرة بدعم كبير من قبل الأميركيين، بل إن القادة السياسيين والعسكريين آثروا إخفاء أخطائهم وترك الحرب تحيد عن المسار”.

وبعد أقل من 5 سنوات عقب الغزو، كان مسؤولون في إدارة بوش يعقدون مقارنات بين حربي أفغانستان وفيتنام، إذ بدا حينذاك أن طالبان ما زالت تشكل تهديدا.

وجاءت نقطة التحول في نهاية عام 2005، عندما استيقظ الناس في مطلع 2006 على حقيقة أن ثمة تمردا اندلع قد يجعل الولايات المتحدة تخفق في مسعاها، وفقا لمسؤول سابق في الإدارة الأميركية قال إن “كل شيء كان يسير في الاتجاه الخاطئ بنهاية 2005”.

ويقول ثارور في مقاله إن زميله ويتلوك كتب ذات مرة أن “إدارة بوش أخفت التحذيرات الداخلية ورسمت صورة خادعة عن الحرب”.

إدارة أوباما صنعت وهما

وبعد 10 سنوات تقريبا -أي في أواخر 2014- حاول أوباما الإشادة بالمهمة العسكرية الأميركية في نهايتها بعد سنوات من مكافحة التمرد بأفغانستان، معلنا في بيان أن “أطول حرب في التاريخ الأميركي تقترب من نهايتها بطريقة مسؤولة”.

غير أن مسؤولين أميركيين أدركوا أن لا نهاية تلوح في الأفق وأن إدارة أوباما -حسب ويتلوك- “صنعت وهما”، إذ أبلغت الأميركيين أن القوات الأميركية باقية هناك فقط لتضطلع بمهام “غير قتالية”.

وختم إيشان ثارور مقاله في واشنطن بوست بالقول إن بيد بايدن التغلب على التحديات الماثلة في هذه اللحظة من تاريخ أفغانستان المضطرب، وهي مأساة ظلت بضع سنوات تتشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى