وطن- هنأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم، الأربعاء، الشعب الأفغاني “بالانتصار العظيم وإخراج المحتلين بجميع صنوفهم من أفغانستان”، وذلك عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وتأتي هذه التهنئة من أكبر هيئة دينية بالوطن العربي، عقب تهنئة مماثلة تقدم بها مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، للشعب الأفغاني والذي كان أول رمز ديني ومسؤول بارز يهنئ الأفغان بطرد المحتل الأمريكي.
وفي هذا السياق قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي، إنّ الاتحاد مستبشر بالخير ومتفائل بالخطوات التي اتخذتها حركة طالبان من الصّفح والعفو وعدم إراقة الدماء وبدء مرحلة جديدة في أفغانستان.
نهنئ الشعب الأفغاني العظيم بانتصاراته على المحتلين
ونستبشر خيراً بمواقف حركة #طالبان في تعاملها مع شعبها ومرونتها السياسية
وحرصها على تشكيل حكومة عادلة تشمل المكونات المجتمعية الأفغانية— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) August 17, 2021
علماء المسلمين تنهئ طالبان
جاء ذلك في بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تعليقاً على الأحداث التي تشهدها أفغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد في 15 أغسطس.
وهنأ القرة داغي حركة طالبان والشعب الأفغاني “بإخراج المحتلين بجميع صنوفهم” من أفغانستان.
وقال: “فهذا نصر عظيم من الله تعالى ودليل على صبر الحركة وجهودها المتواصلة وحنكتها السياسية وقدرتها على المناورة حتى تحقق هذا الخير”.
وأضاف أنّ “انتصار الحركة في اتفاقيتها مع أمريكا بإخراج المحتلين فتح، وما تحقق الآن هو النصر الذي سيتوّج بإذن الله بتوحيد أفغانستان على حكومة واحدة متحدة عادلة تسع الجميع”.
كما شكر القره داغي دولة قطر التي هيّأت لطالبان أجواء المفاوضات حتى تحققت الاتفاقية وتركت الحرية الكاملة لسير المفاوضات ليتخذ الطرفان قرارهما الذي يعبّر عنهما.
وفي رد على سؤال أنه يوجد “تخوف حول ما تفعله حركة طالبان بسبب ماضيها”، قال القرة داغي: “لا شك أن للحركة بعض أخطاء سابقة في التعامل مع مكونات الشعب الأفغاني وحركاته وتعامله مع المرأة وفكره السياسي إلخ.. ولكن الذي يظهر أن الحركة قد تغيرت بسبب التجارب والتعرف على ما يجري في العالم”.
وتابع قائلاً: “ونحن نتفاءل بأن الحركة ستُقيم نظاماً سياسياً شورياً مرِناً، ونظاماً اجتماعياً يستوعب الجميع، وتعاملاً مع المرأة وفق فقه الميزان”.
وأكد أن الاتحاد يبذل كل جهوده “لخدمة الشعب الأفغاني في اختياره حكومة عادلة قوية رحيمة حضارية، فديننا دين الرحمة والعدل والوسطية”.
الاتحاد الأوربي: طالبان فازت بالحرب وعلينا التحاور معها
هذا وقال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، إنه على الاتحاد إجراء محادثات مع طالبان في أفغانستان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المفوض الأوربي عقب الاجتماع الاستثنائي عبر تقنية الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوربي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وتابع بوريل قائلا لقد ربحت الحركة الحرب وعلينا التحاور معهم.
وأكد أن الاتحاد لن يتعاون مع الحكومة الأفغانية الجديدة، إلا إذا قدمت تسوية سلمية وشاملة واحترمت الحقوق الأساسية لجميع الأفغان بما في ذلك النساء والشباب والأشخاص المنتمين إلى الأقليات.
وأوضح بوريل أن الأولوية الأكثر إلحاحا بالنسبة للكتلة هي ضمان المغادرة الآمنة لمواطني الاتحاد الأوربي والأفغان الذين عملوا مع التكتل أو الدول الأعضاء به على مدار العشرين عاما الماضية.
كما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوربي على ضرورة منع الاتحاد حركات الهجرة على نطاق واسع، وتقديم الدعم لدول العبور والدول المجاورة.
وسيعقد وزراء داخلية الاتحاد الأوربي اجتماعا استثنائيا، اليوم الأربعاء، لمناقشة نهج الكتلة تجاه أزمة الهجرة المحتملة.
كندا لن تعترف بحكومة طالبان
من جانبه أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس الثلاثاء، أن بلاده لا تعتزم الاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “ترودو” على هامش مؤتمر صحفي في مقاطعة أونتاريو خصص لحملة الانتخابات التشريعية.
وقال رئيس الوزراء في تصريحاته حين كانوا في الحكم (في إشارة لطالبان) قبل عشرين عاما لم تعترف كندا بحكومتهم. لقد أسقطوا بالقوة حكومة منتخبة وحلوا محلها وهم يشكلون مجموعة إرهابية بحسب القانون الكندي.
ومنذ مايو الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري.
وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.