غادة عويس تفضح المسؤولين في لبنان بتغريدة نارية

وطن- شنت الإعلامية اللبنانية والمذيعة البارزة بقناة الجزيرة غادة عويس، هجوما عنيفا على المسؤولين في لبنان بعد انهيار الأوضاع هناك على كافة الأصعدة.

واتهمت غادة عويس في تغريدة لها بتويتر المسؤولين في لبنان دون تسمية أحد منهم، بسرقة مقدرات الشعب والفساد ما تسبب في انهيار الدولة.

وكتبت ساخرة وفق ما رصدت (وطن):”عندي فضول أعرف هل المسؤول بلبنان يتعلّم السرقة مع الوقت او هي موهبة لديه من البداية؟”.

تفاعل واسع مع تغريدة غادة عويس

وتفاعل العديد من النشطاء مع تغريدة غادة عويس ووافقوها الرأي، حيث كتب صالح السيد:”ليس في لبنان فقط بل في منطقتنا العربية بالكامل. استاذة غادة اعتقد هي موهبة مكتسبة بالفطرة بالاضافة الى التعلم واكتساب الخبرة مع الوقت والممارسة.”

وقالت ناشطة:”لدى كل الحرامية في بلادنا العربية موهبة واستعداد من البداية فيتم التقاطهم وتدريبهم على أعلى مستوى.”

فيما اعتبر حساب باسم “المتوكل بالله” ردا على تغريدة غادة عويس، أنه يجب قطع رأس الأفعى “جرو الضاحية كي يتنفس لبنان.”، مشيرا إلى أنه بغير ذلك “لن تعيشوا وستضيعون مزيدا من الوقت والاجيال.”

فيما رد عليها زميلها جلال شهدا ساخرا:”موهبة وتتمدد.”

ويشار إلى أن اللبنانيون يرزحون منذ نحو عامين تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ بلادهم الحديث، ما تسبب بارتفاع معدلات الفقر، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم سكان البلاد.

تحذير أممي جديد من انهيار لبنان

هذا وكشفت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي أن الوضع في لبنان بدأ بالانهيار، لافتة إلى أن الأمم المتحدة تركز على تجنب الانهيار التام للخدمات الأساسية، على الرغم من أن الحل الوحيد المستدام يجب أن يكون من خلال تطبيق إصلاحات.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية، قالت رشدي: “أنا لا أتحدث عن سيناريو نظري قد ينهار فيه الوضع في غضون بضعة أشهر إذا لم يتم فعل شيء. لا، نحن نتحدث عن بداية خطيرة لانهيار خطير والناس اليوم يدفعون ثمناً باهظاً للغاية”.

ومع هذا، اعتبرت رشدي أنّ “الحل الوحيد لإنقاذ لُبنان وإنقاذ اللبنانيين هو تطبيق إصلاحات”.

وكانت رشدي دقت ناقوس الخطر بشأن أزمة الأدوية في لبنان، وقد ذكرت بشكل خاص مرضى السرطان الذين لا يحصلون على العقاقير اللازمة لهم.

قالت رشدي في تغريدة عبر حسابها على “تويتر“: “عدم تقديم الأدوية لعلاج مرضى السرطان إنما هو بمثابة حكم الإعدام بحقّهم. وبالتالي، أحث جميع الجهات المعنية على التعامل مع هذه الأزمة على أنها حالة طارئة تستدعي خطوات سريعة وحاسمة لإنقاذ الأرواح. العاملون في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم في هذا المضمار ولكننا بحاجة حل مستدام”.

وحتى الآن، فإنّ الطبقة السياسية في لُبنان فشلت منذ أكثر من سنة في تشكيل حكومة تطلق عجلة الإصلاحات، وذلك بسبب غياب أي توافق سياسي.

وفي ظل هذا المشهد، تزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءاً في لُبنان، حتى أن الليرة تخسر قيمتها تباعاً في حين أن أزمة المحروقات تتفاقم بشكل كبير.

 اقتصاد لبنان قد لا يعود إلى ما كان عليه قبل عقدين

وأوائل أغسطس الجاري، تطرقت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها، إلى تداعيات الوضع الاقتصادي “المنهار” في لبنان، الذي فاقمه انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاقتصاد اللبناني “ربما لن يعود إلى ما كان عليه من قبل”، حيث عمقت كارثة انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا قبلها الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ صيف 2019.

أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر

وبات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار، فيما ارتفعت أسعار المواد الأساسية بأكثر من 700 في المئة.

وأشارت الصحيفة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أصبح متكررا لدرجة أن المطاعم تخصص ساعاتها وفقا لجدول الكهرباء من المولدات الخاصة، وتندلع المشاجرات في المحلات حيث يندفع المتسوقون لشراء الخبز والسكر وزيت الطهي قبل نفادها أو ارتفاع أسعارها.

وغادرت الكوادر الطبية إلى خارج البلاد، فيما تضرب البلاد موجة جديدة من الإصابات بكوفيد-19، وارتفعت حوادث السرقة والقتل.

وبين حالات القتل التي تعكس الوضع المتردي، حالة عامل محطة وقود يدعى غيث المصري قضى بمشاجرة مع زبون بعد أن رفض طلبه بتجاوز حد الحصص المخصصة.

 انهيار اقتصادي يحدث مرة واحدة في القرن

وفي مستشفيات لبنان، نفدت بعض أدوية التخدير وجراحة القلب ويبحث الموظفون عن الوقود والماء، حسب رئيس نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، الذي قال لـ”وول ستريت جورنال”: “بدلا من الاهتمام بالأشياء المهمة، نعتني بأشياء تافهة مثل إيجاد الديزل للمولدات والكهرباء والمياه، والتي يتعين علينا بعد ذلك تعقيمها”.

ويقول التقرير إن لبنان الذي كان في العقود الأخيرة “يسوده الهدوء النسبي في منطقة مضطربة يعيش الآن في ظل انهيار اقتصادي يحدث مرة واحدة في القرن”.

ويشير إلى أن البنك الدولي قال في مايو الماضي، إن الأزمة الاقتصادية في البلاد يمكن أن “تصنف ضمن الأزمات الثلاث الأولى في العالم خلال الـ 150 عاما الماضية”.

ويصنف البنك الدولي أزمة لبنان على أنها أسوأ من أزمة اليونان، التي اندلعت في عام 2008، وتسببت في تشريد عشرات الآلاف من الأشخاص ودخول سنوات من الاضطرابات الاجتماعية، وأكثر حدة من أزمة عام 2001 في الأرجنتين، والتي أسفرت أيضا عن اضطرابات واسعة النطاق.

ويقول البنك الدولي إن لبنان قد يأتي بعد تشيلي، التي احتاجت إلى 16 عاما للتعافي من انهيارها عام 1926، وإسبانيا خلال حربها الأهلية في الثلاثينيات والتي استغرق تعافيها 26 عاما، وقدر البنك أن لبنان قد يستغرق ما بين 12 و19 عاما للتعافي.

 سوء الإدارة الحكومية والفساد

وفي حين أن العديد من الأزمات الاقتصادية تنبع من الحروب والكوارث الطبيعية، أو الوباء في الآونة الأخيرة، فإن انهيار لبنان “يكشف عن قدرة الحكومة التي لا حدود لها على إلحاق الضرر بنفسها”.

وعانى لبنان على مدى سنوات من سوء الإدارة الحكومية والفساد الذي تسبب في أزمة مالية في عام 2019، ما أدى إلى “تخلف البلد عن سداد سنداته لأول مرة منذ استقلاله عن الانتداب الفرنسي عام 1943”.

وما يحدث في لبنان اليوم “لم يحدث حتى أثناء الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، ومع استيعاب ملايين اللاجئين من الدول المجاورة، والصراعات المتكررة مع إسرائيل، والاغتيالات السياسية”.

مايك أزار، خبير تمويل الديون الذي قدم المشورة للوكالات الحكومية الأميركية قال للصحيفة الأميركية: “في مرحلة ما، تصبح الأزمة سيئة للغاية حتى أن اللبنات الأساسية للانتعاش ينتهي بها الأمر بالاختفاء.. لن تعود أبدا إلى نوع الاقتصاد الذي كان لديك من قبل”.

وجاءت فرصة لبنان لوقف سقوطه، العام الماضي، عندما وضعت الحكومة خطة إصلاحات اقتصادية، لكن السياسيين رفضوها، وهو ما أدى إلى استقالة الخبراء المشاركين في صياغتها، ومن بينهم آلان بيفاني، الذي عمل لمدة 20 عاما في وزارة المالية اللبنانية.

وقال بيفاني للصحيفة: “إذا كنت لا تريد إدخال إصلاحات، ولا تريد السماح للاقتصاد بالانتعاش، فماذا سنفعل؟”.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث