مجتهد يكشف: محمد بن سلمان يجهز أبراج منى لاستضافة المتعاونين الأفغان

وطن- كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، عن تنفيذ ولي العهد محمد بن سلمان أوامر الإدارة الأمريكية باستضافة (10000) أفغاني من المتعاونين من أمريكا في أفغانستان.

وقال مجتهد في تغريدة رصدتها “وطن”، إن العشرة آلاف أفغاني من المتعاونين سيصلون الرياض على دفعتين، مشيراً إلى أنه يجري حالياً تجهيز مباني خاصة من بينها أبراج منى لاستضافتهم.

وأضاف أن محمد بن سلمان طلب من الأمريكان عدم ذكر اسم المملكة بين الدول المستضيفة ووافق الأمريكان على طلبه.

https://twitter.com/mujtahidd/status/1432283053968306181

السعودية وطالبان

وكانت الرياض قد جمدت علاقاتها مع طالبان في 1998 لرفضها تسليم زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، الذي لمع نجمه في محاربة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي وجردته السعودية من الجنسية بسبب هجمات في المملكة وأنشطة استهدفت العائلة المالكة.حسب ما ذكرت وكالة رويترز للانباء.

وكانت دولة الإمارات، أعلنت الجمعة، موافقتها على استضافة 5 آلاف من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة، ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت، قبل سفرهم إلى دول أخرى.

وسيغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابل خلال الأيام المقبلة، على متن طائرات أميركية، وفق ما ذكرت وكالة وام.

وبعد أن فرضت حركة طالبان سيطرتها شبه الكاملة على أفغانستان – وربما قبل ذلك بفترة ليست بالقصيرة – كان من الواضح أن قطر تلعب دوراً كبيراً في الملف الأفغاني، خاصة مع استضافتها للمباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة، لكن في الوقت نفسه كان هناك ما وصفه البعض بـ “التحفظ السعودي” تجاه الانخراط في هذا الملف الشائك والمعقد.

قطر والملف الأفغاني.. دور مزدوج؟

ويرى محللون أن الدور القطري لم يكن مجرد وساطة بين طالبان والحكومة الأفغانية أو بين طالبان والغرب وحسب، وإنما كان هناك نوع من الدعم للحركة التي بسطت سيطرتها مؤخرا على البلاد. حسب تقرير نشرته DW  عربية.

في هذا السياق يقول الدكتور خالد الجابر، أستاذ برنامج دراسات الخليج بجامعة قطر، إن بلاده كان لها دور كبير خلال الفترة التي سبقت سيطرة طالبان على أفغانستان، ويبدو أن هذا الدور سيستمر لفترة ليست بالقصيرة. يأتي ذلك في الوقت الذي يبدو فيه أن هناك تحفظاً سعودياً على زيادة مساحة الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياض في الملف الأفغاني، على الرغم من الدور السعودي القديم في هذا الملف منذ الغزو الروسي في الثمانينات وما قدمته السعودية من دعم كبير على كافة المستويات “للمجاهدين الأفغان” سواء سياسياً أو عسكرياً أو مالياً.

ويشير الخبير السياسي القطري إلى أن قطر خلال الفترة الماضية تمكنت من بناء علاقات وثيقة مع حركة طالبان التي يبدو أنها تثق في الدور القطري بشكل كبير، واستغلت الدوحة تلك العلاقات الوثيقة من أجل التوسط بين طالبان والولايات المتحدة للوصول لاتفاق يضمن الانسحاب الأمريكي، “بالتالي فإن الورقة القطرية في غاية الأهمية، حيث تريد قطر البناء على هذه الشراكة مع حركة طالبان من أجل أن يكون لها القدرة على التأثير في مجريات الأمور في أفغانستان، خاصة وأن طالبان بحاجة ماسة أيضاً للدور القطري لأسباب منها قدرة قطر على التوسط في الخلافات وعلاقة قطر القوية بالولايات المتحدة بما يضمن على الأقل إيجاد قواعد جديدة للعبة متفق عليها”.

ويرى خبراء ومحللون أن قطر تريد الاستمرار في لعب دور الوسيط، يقودها في ذلك اعتقادها بإمكانية تدخلها إن استجدت المشاكل في أفغانستان وتقديم أرضية أخرى للحوار لنزع فتيل أي أزمات مستقبلية.

ويرى الخبير الألماني الدكتور غيدو شتاينبيرغ خبير الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، أن قطر تقدم نفسها كوسيط منذ عقدين وحتى اليوم، وأن “الإمارة الخليجية لا تظهر أي تخوف على الإطلاق من التواصل مع الجهات الفاعلة في هذا الملف، مضيفاً أن “قطر عرضت نفسها كوسيط لطالبان على وجه التحديد في المحافل الدولية وأن سبب ذلك هو العلاقات التي أسستها الدوحة مع قيادات الحركة الأفغانية في وقت مبكر نسبيًا”، بحسب ما قال شتاينبيرغ لـ DW عربية

“الرياض تعمل بصمت”

على الجانب الآخر، يرى البعض أن هناك تحفظاً سعودياً في المسألة الأفغانية على الرغم من الدور السعودي التاريخي في أفغانستان.

ويعتقد متابعون للشأن الأفغاني أن هذا “التحفظ” السعودي مرده إلى التوجهات السعودية الجديدة فيما يتعلق بالتعامل مع أي حركة إسلامية تمارس العمل السياسي، فيما يرى آخرون أن السعودية لا تريد التورط في ملف يبدو ظاهرياً أن قطر تستحوذ على الكثير من أوراق اللعب فيه.

في هذا الإطار، يرى العميد حسن ظافر الشهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، أن “السعودية ترى أفغانستان دولة صديقة وشقيقة وأنه من الضروري أن تعود الحياة إلى طبيعتها هناك، بعد أن عانت البلاد على مدى ثلاثة عقود، تشرد فيها الشعب وتوقفت التنمية وانعدم الاستقرار ما جعلها مكانا يستقطب خفافيش الظلام من الإرهابيين”.

ولا يرى الخبير السياسي السعودي أن لدى بلاده هذا التحفظ تجاه الانخراط في الملف الأفغاني، مشيراً إلى أن السعودية تهتم كثيراً بما يجري في أفغانستان، “كما أن السعودية ترتبط بعلاقات وثيقة للغاية بكل الأطراف الفاعلة في هذا الملف سواء باكستان أو تركمانستان أو أوزبكستان أو روسيا، وبالتالي فإن السعودية منخرطة بالفعل في العمل مع الدول المؤثرة، إضافة إلى علاقاتها ببعض القيادات مثل الرئيس السابق أو حامد كرزاي”.

وأشار الشهري إلى أن السعودية استقبلت قبل فترة علماء الدين الأفغان من كل الطوائف الأفغانية في مكة، مؤكداً على أن سياسة المملكة الخارجية لا تعتمد على الضوضاء والإعلام لكنها تعمل وبصمت وأن كل ما سبق ينفي فكرة “التحفظ السعودي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى