وطن- أعلن المفكر الكويتي الشهير، الدكتور عبدالله النفيسي، عن قرار يفكر في اتخاذه جدياً هذه الأيام وهو اعتزال “العمل العام”، والمقصود منه كما قال “التوعية العامة”.
وقال عبدالله النفيسي في تغريدة رصدتها “وطن”، ( أفكّر جدّياً هذه الأيام باعتزال ( العمل العام) يكفي ما مضى من نصف قرن . آخر تغريدة كانت بتاريخ 26/7 من هذا العام . نسأل الله العفو ).
أفكّر جدّياً هذه الأيام باعتزال ( العمل العام) وقد كان المقصود منه ( التوعية العامَّة). يكفي ما مضى من نصف قرن . آخر تغريدة كانت بتاريخ 26/7 من هذا العام . نسأل الله العفو .
— د. عبدالله النفيسي (@DrAlnefisi) September 1, 2021
عبدالله النفيسي يفكر في الاعتزال
واثار قرار المفكر النفيسي تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، كونه من المفكرين الذين قدموا الكثير للشعوب العربية في التوعية والنصيحة على مدار السنوات الماضية.
وأصابت الكثير من التوقعات التي قدمها المفكر الكويتي عبدالله النفيسي الصواب، من حديثه حول حكام الإمارات إلى التطبيع الإسرائيلي مروراً بالأوضاع التي تشهدها الدول العربية حالياً.
وعلق المغرد شكري أحمد آل فتاح على قرار النفيسي قائلاً له :” قد فرض الله عليك واجب عدم كتم العلم والتولي يوم الزحف ونحن في وقت نحتاج علمك وخبرتك في فهم الواقع المحيط بنا بعيد عن تلميع حزب او تنظيم دكتورنا الحبيب تجاربك ليست حكر عليك بل هي حق لكل شخص ولك دوله ولكل أمة ما فكرت فيه هو تولي يوم الزحف فلا تكن جبان وبخيل “.
قد فرض الله عليك واجب عدم كتم العلم والتولي يوم الزحف ونحن في وقت نحتاج علمك وخبرتك في فهم الواقع المحيط بنا بعيد عن تلميع حزب او تنظيم دكتورنا الحبيب تجاربك ليست حكر عليك بل هي حق لكل شخص ولك دوله ولكل أمة ما فكرت فيه هو تولي يوم الزحف فلا تكن جبان وبخيل
— شكري احمد آل فتاح (@shukrifattaha) September 1, 2021
فيما قال محسن الهاجري :” أمثالك دكتور لا يعتزلون لأنهم أصحاب رسالة إصلاح، ومازالت الأمة بأمسّ الحاجة لأمثالكم من المصلحين إلى قيام الساعة “.
وأضاف :” اسأل الله العظيم أن يجعل (الخمسون عاماً) نبراساً لأعوام أخرى في سبيل الله حتى يأتيك اليقين وأنت ثابت وناصر للحق ومجاهد في سبيل الله”فاصبر حتى تلقى النبي على الحوض”.
أمثالك دكتور لا يعتزلون لأنهم أصحاب رسالة إصلاح، ومازالت الأمة بأمسّ الحاجة لأمثالكم من المصلحين إلى قيام الساعة.
اسأل الله العظيم أن يجعل (الخمسون عاماً) نبراساً لأعوام أخرى في سبيل الله حتى يأتيك اليقين وأنت ثابت وناصر للحق ومجاهد في سبيل الله
"فاصبر حتى تلقى النبي على الحوض"— محسن فهد الهاجري (@Mohsen_AlHajri) September 1, 2021
بينما طالب جميل الحيثي، الدكتور النفيسي بالعدول عن قراره.
دكتور عبدالله رجاءا تعيد النظر في القرار لازال هناك من يحتاج صوتك ورأيك وكلامك
— Gamil Alhaithy | جميل الحيثي (@Gamilalhaithy) September 1, 2021
سهل لله عليك يادكتور .. قد نفعت والناس شهود لله في الارض ..
واتمنى ان يكون محض تفكير .. فقط.. فالاحداث المتواتره مازالت تجعلنا بحاجة .. الى طرحك المتواضع— فيصل العتيبي (@otibi___9) September 1, 2021
ووجه عبدالستار الجيلاني رسالة للدكتور النفيسي قائلاً له :” مثلك لا يحق له أن يتقاعد لأن واجبك يا دكتور عظيم ، وهو : توعية شباب الأمة الذين هم غرقى الفوضى الفكرية والسياسية ، يتخبطون خبط عشواء ، لا يعرفون الحقيقة إلا بعد فوات الأوان ، وأنت من تعلم طلابك : العلم والتعلم حتى المقبرة ، بارك الله في عمرك وأمدك بالمزيد من فضله “.
مثلك لا يحق له أن يتقاعد
لأن واجبك يا دكتور عظيم ، وهو : توعية شباب الأمة الذين هم غرقى الفوضى الفكرية والسياسية ، يتخبطون خبط عشواء ، لا يعرفون الحقيقة إلا بعد فوات الأوان ، وأنت من تعلم طلابك : العلم والتعلم حتى المقبرة ، بارك الله في عمرك وأمدك بالمزيد من فضله •••— عبد الستار الجيلاني (@AlAbdalsatar) September 1, 2021
من هو عبد الله النفيسي؟
النفيسي هو سياسي كويتي بارز، عمل أستاذاً في العلوم السياسية في جامعتي الكويت والإمارات.
وانتخب نائباً بمجلس الأمة عام 1985، وكان مستشاراً سياسياً لرئيس مجلس الأمة بين عامي 1992 و1996.
النفيسي والصندوق الأسود الذي أثار ضجة واسعة
وكان المفكر والنائب الكويتي السابق عبد الله النفيسي أثار جدلا تجاوز حدود بلاده نظرا لصراحة الرجل في طرح أفكاره واستعادته العديد من ذكرياته ومواقفه الصدامية، عبر سلسلة لقاءات بُثت على موقع يوتيوب ربط مراقبون بينها وبين استدعائه للتحقيق، وحتى محاولة اغتياله من جهة مجهولة.
وعلى مدى نحو أربعة أشهر، بثت قناة “القبس الإلكتروني” 32 حلقة حوارية من برنامج “الصندوق الأسود” مع النفيسي (75 عاما) الذي فتح عشرات الملفات الحساسة من صندوقه الأسود المليء بالأسرار والخفايا والأفكار الجريئة.
ومنذ بث الحلقات الأولى، أشعل النفيسي جدلا حادا كعادته على مواقع التواصل ووسائل الإعلام، مما اضطر مضيفه الإعلامي عمار تقي لاستضافته في أربع حلقات إضافية بعد انتهاء السلسلة، لغاية الرد على التساؤلات والانتقادات الكثيرة التي طالت البرنامج والضيف، بالتوازي مع مئات التعليقات والتغريدات التي أثنت عليه.
ذكريات غنية
وابتدأ النفيسي سرد ذكرياته بالعودة إلى أصول عائلته النجدية قبل نزوحها إلى الكويت أواخر القرن التاسع عشر، ثم ابتعاثه برفقة شقيقه من قبل والدهما في بداية الخمسينيات إلى كلية “فيكتوريا” في القاهرة، والتي كانت من أهم المدارس الداخلية الأوروبية في المنطقة، حيث أتم على يد الكادر التعليمي البريطاني تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي.
ومن المحطات اللافتة التي ذكرها المفكر الكويتي، أنه قرر قطع دراسته للطب في بريطانيا بمجرد اطلاعه على أفكار الملحدين، وعاد إلى بلاده للتفرغ لتعلم أصول دينه، معتبرا أن هذا التأسيس العقائدي كان ضروريا قبل مواصلة تعليمه في أي مجال آخر.
وقد كان هذا الانقطاع سببا في تغيير وجهته لاحقا صوب العلوم السياسية التي نال فيها درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج بداية السبعينيات، بعد تخصصه في الفكر السياسي الشيعي ودوره بالمنطقة.
وكشف النفيسي في هذه السيرة الذاتية المصورة عن الجانب الثوري في شخصيته، فعندما فوجئ بمعلمه البروفيسور جلال صادق العظم وهو ينشر أفكاره الإلحادية عبر منبر الجامعة الأميركية في بيروت، سعى النفيسي -وهو طالب عشريني- لإثارة حالة من الرفض الشعبي والديني لأفكار العظم، ثم قاد مظاهرات طلابية تطالب بإسقاطه، مما اضطر إدارة الجامعة أخيرا إلى فصله عن العمل.
وعندما عاد النفيسي إلى بلاده ليترأس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، قاد إضرابا برفقة زملائه لصالح استقلال المؤسسة التعليمية عن السلطة، ثم نشر كتابا بعنوان “الكويت.. الرأي الآخر” يحتج فيه على حل مجلس الأمة (البرلمان)، لينال عقوبته بالفصل من عمله الأكاديمي ومصادرة جواز سفره.
إثارة الجدل
كما تحدث النفيسي خلال البرنامج عن صداماته السياسية والفكرية تحت قبة البرلمان عندما صار نائبا في منتصف الثمانينيات، وكذلك على شاشة التلفزيون الرسمي عندما كان يقدم برنامجا حواريا بعنوان “المائدة المستديرة”، وحتى في المجالس المسماة بالديوانيات التي اقتيد من إحداها على يد قوات الأمن إلى مركز الشرطة.
وكشف عن عشرات المواقف التي مر بها خلال لقاءاته بشخصيات صنعت الواقع السياسي في المنطقة، مثل زعيم حركة طالبان الراحل الملا عمر، وكبار الشخصيات الشيعية في إيران والعراق ولبنان، والعديد من الرؤساء والمسؤولين والمفكرين.
ومن بين الآراء التي أثارت الجدل في هذه السلسلة، كرر النفيسي انتقاده للسلطة في بلاده وفي بقية دول المنطقة، معتبرا أنها محكومة “بتنظيم صحراوي” وتفتقر إلى الحنكة السياسية، وقال “إذا لم ينته هذا الموقف فسيدخل التاريخ في عملياته الجراحية”.
واستعاد أيضا ذكرياته عن الغزو العراقي للكويت مطلع التسعينيات، متحدثا عن إصراره آنذاك على محاسبة السلطة على مواقفها، وعلى ضرورة إصلاح الوضع الداخلي بعد تحرير الكويت لاستعادة الثقة بين المواطن والسلطة.