التصرف الصحيح للتعامل مع نوبات الغضب لدى طفلك.. هكذا يمكنك السيطرة عليه وتهدئته
شارك الموضوع:
وطن – عادة ما يعجز الآباء، عن التصرف أثناء مواجهة نوبات غضب الأبناء، ما يزيد الأمر تعقيداً، لذلك ينبغي عليك أن تتعلم كيفية إدارة الغضب، لتستطيع أن تسيطر على مثل هذه الحالات العصبية، عند الضرورة.
ويعد الشعور بالغضب، أحد أصعب المشاعر التي ينبغي السيطرة عليها في الوقت المناسب، سواء كنت أنت الغاضب أو المحيطين بك.وفق ما تقول مجلة “لا مينتي إيس مارافايوسا” الإسبانية.
كيف يتصرف اللآباء
وفي الحقيقة، نرى أن العديد من الآباء، لا يعرفون كيف يتصرفون عندما يكون الطفل غاضبا، ناهيك أنه عادة ما يتصرفون بعصبية وبمزيد من الغضب، وهذا ما يجعل الطفل إما أن يلجأ إلى أحد الطرفين، أو سيكون خائفا من أي فعل يقدم عليه في المستقبل. حسب ترجمة صحيفة “وطن”.
ماذا تفعل إذا اختنق طفل أمامك؟
وأوضحت المجلة أن الآباء لا يستطيعون التصرف بطريقة مناسبة، عندما يكون الطفل عصبيا. كما ينبغي ألا يكون الهدف الأساسي هو تهدئة الشعور أو قمعه في ذات الوقت، بل من الأفضل استخدام كل السبل لحسن إدارة تلك المشاعر، حتى لا يؤذي الطفل الآخرين أو يؤذي نفسه.
وعلى الرغم من أن السيطرة على نوبات الطفل، تكون دائما أكثر تعقيدا مع الأطفال الأصغر سنًا، إلا أنه كلما بدأت هذه التنشئة العاطفية مبكرًا، كان النمو النفسي للطفل سليما أكثر، وبهذه الطريقة ستكون نوبات الغضب والعصبية أقل.
إذن كيف تتصرف عندما يكون الطفل غاضبًا؟
إن معالجة غضب طفل يبلغ من العمر عامين، يختلف تماما عن نوبة غضب طفل يبلغ من العمر سبعة أو 14 عاما. من الناحية النظرية، كلما كنت أصغر، قل تحكمك في عواطفك. وهذا لأنه في سن مبكرة، لا يتعرف الأطفال على المشاعر جيدًا، كما لا يستطيعون فهمها أو التعبير عنها. ناهيك أنه كلما زاد عمرهم، زاد تجذر الغضب في طباعهم.
من الناحية المثالية، يجب أن يتعلم الطفل التعامل مع غضبه منذ صغره. لن يتحقق ذلك بسهولة، ولكن إذا تم بناء أسس متينة، فسيطوّر الطفل الأدوات اللازمة لإدارة ما يشعر به بأكثر الطرق البناءة الممكنة. وعلى الرغم من أن هذا لا يعني أنك ستنجح دائمًا، إلا أنه سيكون أمرا استثنائيا إذا لم تنجح، حيث سيجعلك الفشل أكثر إصرارا لتحاول مرات عدة حتى تصيب الهدف.
دائما ما يكون المراهقين، أكثر عرضة للغضب، وهذا ما يجعل موقفهم أكثر سلبية، لذلك يحتاجون من آبائهم مواقف أكثر مرونة وتفهم، دون تجاوز حدود المعقولية.
كما يُوصي الوالدين، بتحديد حدود الاحترام بوضوح لأبنائهم، بدلا من تلقينها إياهم دون تطبيقها.
ما لا ينبغي فعله عندما يكون الطفل غاضبا
لنبدأ بتحديد ما لا يجب فعله عندما يكون الطفل غاضبًا. في المقام الأول، وبغض النظر عن العمر، ليس من المناسب الرد بنفس درجة الغضب أو أكثر. هذا يكسر حدود سلطة الأب ويحول الخلاف الأبوي إلى مشكلة شخصية. إن تعلم كيفية إدارة المواقف، تكسبك القدرة على السيطرة على العائلة، ولن يكون لك ذلك، إلا من خلال حسن إدارة المواقف والتريث وإحكام العقل.
ليس من الجيد التغاضي، على مشاكل الابن مهما كانت درجة حدتها، كما أن الصمت في حالة الغضب والعصبية، لن ينفعك أو ينفع طفلك العصبي.
ينبغي عليك أن تنقذ الموقف، من خلال استماع الطفل والانتباه لنظراته وحركاته، واستخدام أيسر السبل وأكثرها مرونة لتحتوي طفلك، في أكثر الأوقات تعقيدا في حياته.
كما ينبغي ألا تستعجل في ردة فعلك، بغض النظر عن شكل التعبير عن الغضب. إن البدء في التعليق أو الحكم أو محاولة شرح ما يحدث ليس جيدًا في المقام الأول. لذلك من الأفضل، الاستماع إلى طفلك بانتباه، حاول أن تفهم مطالبه، وما الذي يزعجه. وابتعد قدر الامكان عن السلوك الفظ والغليظ، لا يحتاج منك ابنك في هذه اللحظة، إلا إبداء الحنان والعاطفة، والعقلانية.
ما الذي يجب فعله؟
في جميع الأحوال، تبدأ طريقة التصرف عندما يكون الطفل غاضبا بطمأنتنا، حيث سنستطَيع أن نتعلم تدريجيا، كيف تكون ردة فعلنا. في كثير من الأوقات، يكفي أن تقول لطفلك، “بني، في هذه اللحظة، لست في وضع يسمح لي بالتحدث معك.” هكذا مع الوقت سيتعلم طفلك، أن التكلم والتعبير أثناء الغضب، لن يكون مجديا بالمرة، وسيفهم أنه ينبغي أن يسود الهدوء، حتى يتسنى للوالدين الاستماع إليه بإصغاء وتمعن.
من المهم في البداية عدم التصرف وعدم التحدث، بل الاستماع إلى ما يقوله الصبي. سيساعدك هذا الصمت والتجاهل الإيجابي، لفرض بعض الهدوء، حتى ولو حاول الطفل مرارا وتكرار الصراخ أو الإساءة. إن صبر الأب أو الأم، يؤكد له أنهم بسبب تصرفاته العدوانية لن يستطيعوا مساعدته.
عندما تكون أكثر هدوءا، وتحلُّ بعض السكينة في المنزل، اعلم أنه قد حان الوقت لطرح بعض الأسئلة الإستراتيجية، على غرار “ما الذي يزعجك؟” أو “لماذا لا تشرح لي بالتفصيل ما الذي ترغب فيه، حتى أتمكن من مساعدتك؟”.
إذا لم يهدأ، أخبره أنه في مثل هذه الظروف، من المستحيل التحدث معا، وقل له أنك ستكون دائما بجواره إن أراد أن يتكلم، بعد أن يشعر بتحسن.
ختاما، لا تنس أن العواطف تُكتسب بمرور الزمن، وأنها جزء لا يتجزأ من حياة الآباء، فضلا عن أن سر استقرار العائلة، يكمن في حسن إدارة المواقف الصعبة. ولكي يتعلم الطفل إدارة الغضب، ينبغي عليك مساعدته على إيجاد طرق ليهدأ ويفهم ما يشعر به. وفي الحقيقة، هذه إحدى الهدايا العظيمة، التي يمكن تقديمها للأطفال، لأنها ضرورية لمستقبل أكثر هدوء ومسؤولية.