دراسة حديثة: كمية فيروس كورونا في الرئتين السبب الرئيسي لوفاة المصابين
شارك الموضوع:
وطن – يبدو أن تراكم فيروس كورونا كوفيد-19 في الرئتين، هو السبب الرئيسي لوفاة المرضى، حيث أنهت دراسة جديدة، الافتراضات السابقة حول السبب الذي يقف وراء الوفاة.
ونشرت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه حول الخطر الذي يمكن أن تسببه كميات الفيروس، التي تتركز في الرئتين. فضلا عن أنه عامل محوري في تدهور الحالة الصحية للمرضى.
وتوصلت الدراسة حسب ترجمة صحيفة “وطن” إلى أن تراكم الفيروس التاجي في الرئتين، من المحتمل أن يكون وراء معدلات الوفيات الحادة، التي شوهدت مؤخرا في العالم.
مضاعفات خطيرة في حالة الإصابة بالفيروس
قيل أن السبب الحقيقي للوفاة من فيروس كورونا لم يكن المرض نفسه، ولكن المضاعفات اللاحقة التي يسببها، وهي كالآتي:
- المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي، ما يسمى بعاصفة السيتوكين.
- الالتهاب الرئوي الجرثومي، والذي يحدث بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي
وخلصت دراسة بقيادة جامعة نيويورك، أن الأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا، كان لديهم في المتوسط 10 أضعاف عدد الفيروسات في الجهاز التنفسي السفلي (القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئتين)، مقارنة بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة، ومع ذلك نجوا.
بالنسبة لمؤلفي الدراسة، لا يوجد دليل واضح على أن مضاعفات العدوى البكتيرية كانت سبب الوفاة. وفي هذا السياق، أكد الدكتور عِمران سليمان، مؤلف البحث، أن “عدم قدرة الجسم على التعامل مع مثل هذه الكمية الكبيرة من الفيروسات في الرئتين، هي السبب الرئيسي في الوفاة”.
استخدام مضادات الفيروسات
كان الهدف من الدراسة، تحديد مدى خطورة الفيروس المميت في حد ذاته، وليس كمسبب لمشاكل خطيرة أخرى، مثل الجلطة أو الالتهاب الرئوي.
ومن أجل إجراء الدراسة، جمع الباحثون عيّنات بكتيرية وفطرية من رئتي 589 رجلاً وامرأة تم نقلهم إلى المستشفى في منشآت جامعة نيويورك لانجون في مانهاتن ولونغ آيلاند.
كما خضع جميع المرضى للعلاجات القياسية علاوة على وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي. وهؤلاء هم مرضى تم قبولهم بين مارس ويونيو 2020.
“مو” سلالة جديدة متحورة من كورونا تستنفر “الصحة العالمية” وتنذر بشتاء كارثي جديد
وعلى الرغم من المخاوف السابقة من أن الفيروس قد يدفع الجهاز المناعي لمهاجمة أنسجة الرئة في الجسم ويؤدي إلى مستويات خطيرة من الالتهاب، لم يجد المحققون أي دليل على أن هذا كان مساهماً رئيسياً في وفيات المصابين بالعدوى في المجموعة المدروسة، إذ لاحظ الباحثون أن قوة الاستجابة المناعية بدت متناسبة مع كمية الفيروس في الرئتين.
حسب رأي الطبيب، تعتبر الطريقة التي يستجيب بها الجهاز المناعي، متناسبة مع كمية الفيروس التي تتراكم في الرئتين. ولكن أوضح أنه “ما ينبغي فعله كأولوية هو العلاج لتقليل الحمل الفيروسي، وتحفيز الاستجابة المناعية للمريض”.
الانفلونزا الاسبانية
يذكر أن الخبراء يعزون معدل الوفيات المرتفع الذي شوهد في الأوبئة الفيروسية الأخرى، مثل الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 وإنفلونزا الخنازير عام 2009، إلى عدوى بكتيرية ثانوية.
قد تكون هذه السوابق قد أثرت في تبرير الأسباب المحتملة للوفيَات، التي حدثت أثناء انتشار هذا الوباء. لهذا السبب اعتبر الباحثون أنه من الضروري إجراء تحليل شامل، بالاعتماد حصريًا على البيانات، دون افتراض أي شيء.
في المقابل، لم يحاول المؤلفون تصحيح التقارير، التي أُصدرت خاصة في الموجة الأولى، عندما كان معدل الوفيات أعلى. لذلك ركزت هذه الدراسة، على المرضى، الذين أُصيبوا بكوفيد-19، في الموجة الأولى، الذين تغلبوا أو ماتوا في الأسبوعين الأولين من العلاج في المستشفى.
علاوة على ذلك، قد يكون لعاصفة السيتوكين أو العدوى، تأثير أكبر في وفاة المرضى، الذين كانوا في العناية المركزة لفترة أطول.
فشل في جهاز المناعة
إن إحدى النتائج التي توصل إليها هذا البحث، والتي قد تكون مهمة، أن خطب ما يُصيب جهاز المناعة.
وجد التحليل أن المرضى، الذين ماتوا لم يكن لديهم استجابة دفاعية كافية. وهذا ينطوي على إنتاج بروتينات معينة من الجهاز المناعي، مسؤولة عن تذكر الكائنات الحية الدقيقة الغازية لتحذير الخلايا الأخرى.
وكشفت الدراسة أن أولئك الذين ماتوا كان لديهم في المتوسط نسبة 50 بالمئة أقل من نوع من المواد الكيميائية المناعية التي تستهدف فيروس كورونا، مقارنة بمرضى كوفيد-19 الذين نجوا من المرض.
وهذه البروتينات المخصصة هي جزء من الجهاز المناعي التكيّفي في الجسم، وهي مجموعة فرعية من الخلايا والمواد الكيميائية، التي “تتذكر” غزو الميكروبات المصادفة حديثا، ما يجعل الجسم مستعدا بشكل أفضل للتعرّض في المستقبل.