وطن- شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن موجة جدل واسعة، عقب تداول صورة لخريطة مدرسية خاصة بمادة الجغرافيا للصف العاشر الأساسي وقد حذف منها اسم فلسطين.
وشن النشطاء الأردنيون هجوما عنيفا على وزارة التربية والتعليم، التي أرجعت سبب هذه الفضيحة إلى كونه خطأ غير مقصود.
هذه الخريطه توزعها السفارات الاردنية و هي تظهر حدود الاردن pic.twitter.com/4SCql8Ok6t
— AbuAhmed (@AbuAhme91603100) September 19, 2021
خريطة فلسطين في الأردن
ويظهر في الخريطة المشار إليها حذف اسم دولة فلسطين من الدول المحاذية حدودياً مع المملكة الأردنية في مبحث الجغرافيا تحديداً الدرس الاول في الصفحة 12.
ونتيجة لهذه الضجة أصدرت وزارة التربية بيانا قالت فيه إن “التعبير بكلمة (حذف) غير دقيق، كون اسم فلسطين لم يكن مثبتا على الخريطة في طبعة الكتاب الأولى عام 2016.
وتابعت أنه لم يجر عليها أي تغيير على مدى تتابع الطبعات السنوية، “علماً بأنه منذ ذلك الوقت لم يرد إلى الوزارة أية ملحوظات تتعلق بهذا الشأن”.
كما أكدت الوزارة عدم وجود نية لديها “لتغييب اسم فلسطين، وواقع المناهج الدراسية الأردنية يشهد بذلك، حيث تزخر مناهجنا بكافة الصفوف بتناول موضوعات تتحدث عن فلسطين”.
مضيفة أنها “ستأخذ هذه الملحوظة بعين الاهتمام في الطبعات القادمة من الكتاب”.
البرلمان الأردني يتدخل
ومن جانبه وجه النائب خليل عطية سؤال نيابي من خلال رئاسة الوزراء الى رئيس الوزراء بشر الخصاونة، عن حقيقة حذف اسم دولة فلسطين من الخارطة للدول المحاذية حدودياً مع المملكة الأردنية في مبحث الجغرافيا.
وسأل عطية عن أعضاء لجنة إدارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة، وعن الأسباب التي دعت إلى حذف اسم دولة فلسطين في مبحث الجغرافيا، وتزويده بمحضر اجتماع لجنة ادارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم حول قرار حذف اسم دولة فلسطين.
ولماذا لغاية تاريخه لم يتم تدارك الخطأ الجسيم في مبحث الجغرافيا وما هي الاجراءات التي ستتخذها وزارة التربية والتعليم من أجل إعادة اسم دولة فلسطين الى منهاج الجغرافيا بعد بدأ العام الدراسي لعام 2021 / 2022 وتسليم المبحث للطلبة.
ولكن مبررات “التربية” لم تقنع مسؤول ملف مقاومة التطبيع في حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس محمد مروان، الذي رأى أن “المسؤولية الوطنية تتطلب محاسبة وزارة التربية والتعليم على إغفال ذكر اسم فلسطين على الخارطة، حتى لو افترضنا أن الخطأ غير مقصود”.
وقال مروان في تصريحات صحفية له إن “وزارة التربية تتهرب من مسؤولية هذا الخطأ الحاصل منذ 2016، بإلقاء المسؤولية على المجتمع الأردني كونه لم ينبّه عليه، وكأنها تقول للمواطن إن عليك مسؤولية البحث والتنقيب في مناهج أبنائك لأن واضعيها أناس غير مأمونين”.
وأضاف أنه “منذ توقيع الأردن اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني، ونحن نلمس تغييرا مشبوها في مناهج أبنائنا التعليمية، يتمثل في تفريغها من القيم المجتمعية والوطنية”، مستشهدا بـ”إلغاء كتاب القضية الفلسطينية من ضمن هذه المناهج عقب توقيع الاتفاقية المشؤومة”.
وتساءل: “أين أسماء قيادات الجيش الأردني الذين استشهدوا على ثرى فلسطين في مناهجنا التعليمية؟ وأين التركيز على ذكر المسجد الأقصى، ومعركة الكرامة، وحي الشيخ جراح في القدس؟”
“ولماذا يتم استبعاد الآيات التي تتحدث عن اليهود؟ ولماذا تهمل المناهج تربية النشء على مواجهة مخططات الكيان الصهيوني ضد فلسطين والأردن؟”.
وأقرت وزارة التربية والتعليم، في بيانها المشار إليه آنفا، بأن “مصدر الخرائط الموجودة في الكتب المدرسية هو المركز الجغرافي (الملكي) الأردني”، لافتة إلى أن “هذه الخريطة موضوع الحديث مأخوذة كما هي من المصدر”.