وطن – يعد الصداع النصفي، أحد الأمراض المزمنة والأكثر شيوعاً في العالم، خاصة وأنه مرض يسبب آلام في الرأس، لم يتوصل العلم حتى الآن إلى إيجاد حل جذري لها.
وقالت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية إن المشكلة الأساسية، التي تكمن في هذا المرض، أن معظم المرضى يعالجون أنفسهم من خلال طرق منزلية او غير صحيحة، ولا يتبعون العلاج المناسب للحد من أوجاع الصداع النفسي التي لا تُحتمل. وفق ترجمة صحيفة “وطن”.
خصائص مهمة ينبغي أن تلفت انتباه مرضى الصداع النفسي
وفقًا لبيانات من الجمعية الإسبانية لطب الأعصاب (SEN)، فإن 17 بالمئة فقط من المرضى يستخدمون، الدواء الصحيح لعلاج الصداع النصفي، أما البقية لا يجدون الراحة أبدا في الأدوية التي يتناولونها.
الجدير ذكره أن الصداع النصفي، هو ثالث أكثر الأمراض انتشارًا في العالم والسبب الرئيسي لفقدان النشاط الطبيعي، لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وفقًا لجمعية الإسبانية لطب الأعصاب SEN.
أبرز الخدع المنتشرة حول علاجات الصداع النصفي على الانترنت.. لا تصدقها!
كما أن 5 ملايين شخص يعانون منه و 1.5 مليون يعانون منه بشكل مزمن.
من المعروف أيضا أن الصداع النصفي، يعتبر اضطراب مزمن لا يمكن علاجه. كما أنه يرافق صاحبه إلى مدى الحياة. لكن على الرغم من هذه الحقيقة المؤلمة، إلا أنه يمكن التخفيف من الأوجاع المترتبة عليه أو حتى القضاء عليها، باتباع فترات طويلة من العلاج والعادات السليمة والصحية.
في الواقع، يستخدم مصطلح الصداع النصفي المزمن لتمييزه عن الصداع النصفي العرضي:
في الصداع النصفي العرضي، تحدث النوبات لمدة تصل إلى 14 يومًا في الشهر.
أما بالنسبة للصداع النصفي المزمن، تظهر الأعراض لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر.
وبالتالي، فإن مصطلح الصداع النصفي المزمن يشير فقط إلى تواتر النوبات، ولكن الصداع النصفي العرضي يمكن أيضًا أن يكون شديد الألم ومتواصل أيضا.
شدة الأعراض
يكفي مراجعة أعراض الصداع ،لتكوين فكرة عن تأثيره على الشخص، هذه هي الطريقة، التي يشرح بها الدكتور بابلو إيريما، منسق مجموعة دراسة الصداع بجمعية طب الأعصاب الإسبانية:
وأوضح الدكتور، “إن أعراض الصداع النصفي، تتمثل بالتحديد في (صداع، توعك، غثيان، قيء، عدم تحمل الضوء أو الروائح أو الأصوات)، فضلا عن أنها تؤدي إلى تقييد النشاط اليومي وتؤثر على الحالة البدنية والنفسية للشخص، مما يضطر إلى تقليل نشاطه بأكثر من 50 بالمئة، ناهيك أن نسبة 20 إلى 30 بالمئة من هذه الحالات، تتطلب الراحة في الفراش قدر الإمكان”.
لذلك فهو مرض، يسبب أزمات تؤثر بشكل كبير جدا، على المريض سواء من الناحية الجسدية أو العاطفية أو الاجتماعية، وكذلك في العلاقات الأسرية والعمل والاصدقاء.
إحمِ نفسك .. هذه الأطعمة تسبب نوبات الصداع النصفي!
من جهته أضاف الدكتور ايرما: “عندما تظهر أعراض الصداع النصفي بصفة مبكرة، على غرار مرحلة الطفولة أو المراهقة، يمكن أن تؤثر أيضا على القدرات التعليمية والتطوير المهني”.
تأثير كبير
بالنظر إلى هذه المعادلة، ليس من المستغرب أن يكون الصداع النصفي هو المرض العصبي الأكثر استشارة في اسبانيا. وفقًا للجمعية الإسبانية لطب الأعصاب SEN:
يذكر أن أكثر من 80 بالمئة من مرضى الصداع النصفي، يعانون من أعراض خفيفة نوعا ما. لكن أكثر من 50 بالمئة منهم، يعانون من مشاكل خطيرة أو خطيرة للغاية.
بشكل عام، الصداع النصفي هو السبب الرئيسي، لقضاء سنوات عديدة دون إنجاز نشاط عادي، لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
ولكن على الرغم من هذه الأرقام، فإن أكثر من 40 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي في إسبانيا، لا تزال حالتهم غير مشخّصة، وما لا يقل عن 25 بالمئة من المرضى لم يستشيروا أبدًا طبيبهم بشأن مَرضهم.
نقص التشخيص
من بين الأسباب الرئيسية، التي تجعل الاضطراب مزمنًا، النقص في التشخيص فضلا عن أن العديد من الأشخاص المصابين يعالجون مرضهم بطرق بدائية أو بأنفسهم، ما يزيد من الأوجاع والآلام اليومية.
من جهته، يقول الدكتور إيريما، “في كل عام، يواصل 3 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المتكرر أو العرضي، تعقيد مشكلتهم الصحية أكثر، لذلك من الضروري أن يحصل المرضى على التشخيص الصحيح لمرضهم، مما سيسمح بتحليل وتجنب العوامل القابلة للتعديل، التي يمكن أن تؤثر على التسلسل الزمني لهذا النوع من الصداع، وكذلك العمل عليها لتعديل مساره التطوري” .
10 عواقب لقلة النوم على صحتنا (جسدية وعاطفية)
في سياق متصل، يعتبر العلاج الذاتي، إلى جانب السمنة والاضطرابات العاطفية أو انقطاع النفس النومي، من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذا المرض.
علاج شخصي لكل مريض
على الرغم من أن الصداع النصفي هو اضطراب متكرر لا علاج له، إلا أن العلاج المناسب والمشخّص بشكل جيد، يلعب دورا مهما جدا في تخفيف النوبات وتحسين نوعية الحياة.
الخطوة الأولى هي الذهاب إلى الطبيب، الذي سيساعدك في تحديد مسببات نوبات الصداع النصفي.
من العوامل الأكثر شيوعا، والتي تزيد من حدة المرض، الإجهاد، والصيام، وتغيرات الغلاف الجوي، والعوامل المتعلقة بالنوم، والتغيرات الهرمونية لدى النساء، علما وأن لكل شخص حالته الخاصة.
من المهم جدًا أن يتحكم مرضى الصداع النفسي بمرضهم، من أجل العيش في نمط حياة منتظم، على غرار ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي سليم.
ومع ذلك، هذا لا يكفي، لأن تناول الدواء في الوقت المناسب، أمر مهم للغاية. لكن من الضروري، كما يصر الأخصائي، أن يكون التشخيص فرديا خاص بكل مريض وبمدى حدة الأوجاع والأعرَاض.
لا يحتاج كل المرضى نفس العلاج لجميع النوبات
يمكن أن يكون العثور على دواء فعال أمرًا سهلاً نسبيًا، عند المرضى الذين يعانون من نوبات خفيفة أو متوسطة. ولكن قد يستغرق الأمر أيضًا عدة محاولات قبل العثور على علاج ناجح للمرضى الذين يعانون من نوبات أكثر حدة.”
وأكد الدكتور إيرما، أنه “لسوء الحظ، ووفقًا لبيانات من أحدث دراسة أجرتها جمعية الإسبانية لطب الأعصاب SEN، في إسبانيا، فإن 17 بالمئة فقط من المرضى يستخدمون الدواء الصحيح لعلاج أعراض نوبات الصداع النصفي”.
وبخلاف ذلك، يعالج العديد من المصابين بالصداع النصفي ذاتيًا عند ظهور الأعراض.
لا تكمن مشكلة التطبيب الذاتي في أن الدواء ليس مناسبا فحسب، بل إنه لا يتم تناوله في الوقت المناسب عادةً. علاوة على ذلك، فإن معظم المرضى الذين يتناولون الدواء اللازم، يفعلون ذلك عندما تظهر الأعراض فقط، لذلك وفقًا للجمعية الإسبانية لطب الأعصاب، يحتاج 25 بالمئة من المرضى أيضًا إلى علاج وقائي.
وفي الحقيقة، هذا لا يكفي عادة والدواء مطلوب في معظم الوقت. لكن من المهم للغاية، كما يصر الأخصائي، أن يكون التشخيص فرديا لكل مريض ولكل أزمة، بهذه الطريقة فقط يمكنهم تقليل تواتر النوبات ومدتها وشدة الألم.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل العلاج الوقائي، إجراء صحي، يساعد على تجنب ظهور أعراض الصداع النصفي قدر الإمكان: يقدر أن 15 بالمئة فقط من المرضى الذين يستشيرون طبيبهم يتلقون الدواء المناسب.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليس كل المرضى يحتاجون إلى الدواء، فقط أولئك الذين يعانون من ثلاث نوبات أو أكثر في الشهر أو عندما تستمر عدة أيام أو تكون شديدة وحادة للغاية.