وطن- أثار قرار البنتاغون الأمريكي، سحب بطاريات باتريوت من السعودية، قلقاً لدى المسؤولين في المملكة حول التزامات الولايات المتحدة العسكرية في الشرق الأوسط. حسب ما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وقال التقرير البريطاني إن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية من قاعدة الأمير سلطان التي تبعد 70 ميلا جنوب- شرق العاصمة الرياض، أظهرت أن المكان الذي وضعت فيه بطاريات باتريوت منذ عام 2019 فارغ.
سحب بطاريات الباتريوت من السعودية
وتزامن قرار البنتاغون سحب البطاريات مع قراره نقل أنظمة دفاعية وأسلحة إلى آسيا لمواجهة التهديد الصيني المفترض. وظهرت الصور الفضائية بعد أيام من قرار السعودية إلغاء زيارة لوزير الدفاع لويد أوستن الذي كان في منطقة الخليج مع وزير الخارجية أنطوني بلينكن لشكر الحلفاء على مساعدتهم في عمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان من مطار كابول الشهر الماضي.
ولم تكن هناك إشارات عن ارتباط الموقف السعودي من الزيارة بسحب أنظمة باتريوت، إلا أن الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السابق أخبر شبكة “سي أن بي سي” قائلا: “نريد تطمينات من الولايات المتحدة”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الولايات المتحدة تواصل وجودا عسكريا قويا في الشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت عام 2019 نظاما دفاعيا بعيد المدى وكذا صواريخ باتريوت ورادارات ومئات الجنود إلى الرياض بعد تعرض المنشآت النفطية في شرق المملكة لهجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة، والتي حمّلت الولايات المتحدة إيران مسؤوليتها.
السعودية مستعدة لاستبدال الولايات المتحدة بروسيا
وتحت هذا العنوان كتب إيغور سوبوتين، في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، حول استعراض واشنطن طي علاقاتها العسكرية مع السعودية.
وقال الكاتب إن إدارة الرئيس جوزيف بايدن أظهرت استعدادها لإعادة النظر في العلاقات مع السعودية.
ففي الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، تحدثت وكالة أسوشيتد برس عن سحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المتقدمة من المملكة. وتزامن ذلك مع إلغاء زيارة وزير الدفاع لويد أوستن للسعودية. وعلى الرغم من أنهم يعزون السبب إلى جدول الرحلات إلا أن هناك من يرى في الإلغاء حركة استعراضية.
وتعليقا على الوضع، أشاروا في الرياض إلى أنهم يراهنون على الاحترام المتبادل في السياسة الخارجية، وبالتالي فسيعملون على تطوير العلاقات مع روسيا.
ويجري تداول الحديث عن أن الجانب الأمريكي سيسحب جزءا من قواته من السعودية في إطار إعادة انتشار واسعة النطاق، منذ عدة أشهر، لكن الأخبار الأخيرة جاءت مفاجأة للمراقبين.
و الانسحاب من قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي تبعد 115 كيلومترا عن الرياض- الصحيفة الروسية- تزامن مع شعور حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بالقلق من انسحاب القوات الأمريكية الفوضوي من أفغانستان.
وعلى هذه الخلفية، حاول المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي طمأنة اللاعبين الإقليميين، بالقول: “وزارة الدفاع مستمرة في الاحتفاظ بعشرات الآلاف من الجنود وموقع قوي في الشرق الأوسط”، مضيفا أن بلاده تعتزم الحفاظ على الشراكة الإقليمية.
وربط الرئيس السابق للمخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، الذي غالبا ما تردد تصريحاته العلنية وجهة نظر الأسرة الحاكمة، بشكل مباشر سحب نظام الدفاع الجوي باتريوت بما يحدث في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ويبدو أن لدى المملكة مزيدا من أسباب القلق. فتعليقا على إلغاء زيارة أوستن للرياض، أعرب الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود عن ثقته في أن تأجيل الرحلة مرتبط بقرار الرياض.
وكتب على تويتر، في إشارة إلى وصول ليونيد سلوتسكي، أن السعودية أرجأت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمملكة وفي الوقت نفسه تستقبل رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي.
فالمملكة العربية السعودية الكبيرة لا تقبل إملاءات من أحد وتتعاون وفقا للمصالح المشتركة والاحترام المتبادل.