“هآرتس” تكشف عن الأدوات التي استخدمها أسرى “جلبوع” في حفر نفق حريتهم ومتى بدأ الحفر؟

By Published On: 15 سبتمبر، 2021

شارك الموضوع:

وطن- في محاولة للوصول إلى سر معجزة حفر الأسرى الستة النفق تحت سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة والهروب منه، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن الأدوات التي استخدمها الأسرى الفلسطينيين في حفر نفق حريتهم.

المحققين الإسرائيليين في حيرة

الصحيفة العبرية ذكرت في تقرير لها أن عملية فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة، والذين أعيد اعتقال 4 منهم بعد ذلك، بدأت في نوفمبر أو ديسمبر الماضي، واستخدمت فيها أواني الطبخ لحفر النفق وهي الطريقة التي حيرت المحققين الإسرائيليين.

وقالت الصحيفة إن الأسرى الستة حفروا النفق باستخدام أطباق الطعام ومقابض أواني طهي، وتم التخلص من الرمل عبر نظام الصرف الصحي.

وأشارت إلى أن التحقيقات الإسرائيلية في الواقعة جرت بمشاركة 11 أسيرًا على الأقل.

موضحة أنه يجرى في الوقت الحالي التحقيق مع 5 أسرى لم يهربوا، من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”.

القبض على زكريا الزبيدي و3 أسرى آخرين

وفي وقت سابق هذا الأسبوع ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على 4 من الأسرى الفلسطينيين الفارين الـ6 من سجن جلبوع وهم: “زكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، ومحمود ومحمد العارضة”.

فيما لا تزال قوات الأمن الإسرائيلية تبحث عن “مناضل يعقوب نفيعات”، و”أيهم فؤاد كممجي”.

ويتجاوز عدد الأسرى في سجن جلبوع 360 أسيرًا، يتوزعون على 4 أقسام يتكون كل منها من 15 غرفة، وبه نحو 90 أسيرا.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4650، بينهم 40 أسيرة، ونحو 200 قاصر.

إضافة إلى 520 أسيرا إداريا (دون تهمة أو محاكمة)، وذلك حتى 6 سبتمبر الجاري، وفق بيان لنادي الأسير.

هذا وكشف الأسير الفلسطيني، محمد العارضة، تفاصيل فراره رفقة 5 أسرى آخرين من سجن جلبوع الإسرائيلي، إضافة إلى تفاصيل إعادة اعتقاله إلى جانب 3 آخرين، وفق ما نقل عنه المحامي خالد محاجنة.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت اعتقال 4 أسرى من بين 6 تمكنوا من التحرر من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد عملية فرار أثارت الكثير من الجدل في إسرائيل، كما أن هناك مخاوف على حياة الأسرى المعتقلين خاصة مع ورود أنباء عن تعرضهم للتعذيب.

تفاصيل جديدة عن عملية الفرار من سجن جلبوع

وقال الأسير محمد العارضة لمحاميه خلال زيارة الأخير له في مركز تحقيق الجلمة إنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 حتى لا يتعرض أي شخص للمساءلة.

أضاف العارضة: “لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2020”.

كما تابع قائلاً: “سرنا مع بعضنا حتى وصلنا الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين على حدة، وحاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة”.

ثم أوضح الأسير الفلسطيني محمد العارضة أنه “تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال، واستمر التحقيق منذ لحظة اعتقالنا حتى الآن 7 ساعات يومياً”.

كما أشار المحامي خالد محاجنة: “محمد العارضة وزكريا زبيدي لم يشربا نقطة ماء واحدة بعد خروجهما من سجن جلبوع، ما تسبب بإنهاكهما وعدم قدرتهما على مواصلة السير”.

رسائل محمود العارضة لأهله والفلسطينيين

نقل المحامي رسلان محاجنة تفاصيل مثيرة عن العارضة الذي قال: “تأثرت كثيراً عندما شاهدت الحشود أمام الناصرة، وأوجه التحية لأهل الناصرة، لقد رفعوا معنوياتي عالياً”.

أضاف: “أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأهلنا في غزة، وأحيي كل جماهير شعبنا على وقفتهم، كان لدينا راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج”.

ختم الأسير العارضة رسالته التي وجهها من خلال محاميه: “ما حدث إنجاز كبير، وأنا قلق على وضع الأسرى وما تم سحبه من إنجازات للأسرى”.

محمد العارضة، هو ابن بلدة عرّابة إلى الشمال من مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية)، وأحد قيادات حركة “الجهاد الإسلامي”، وتصنفه مصلحة السجون، والمخابرات الإسرائيلية، كأحد أكثر الأسرى “خطورة”.

قضى العارضة في السجون الإسرائيلية نحو 28 عاماً، منها 25 عاماً بشكل متواصل، منذ العام 1996 وحتى الآن.

تعذيب قاسٍ على يد الإسرائيليين

في تصريحه عقب خروجه من مركز تحقيق الجلمة، قال المحامي خالد محاجنة إن الأسير محمد العارضة “مر برحلة تعذيب قاسية جداً، حيث تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وكذلك رطم رأسه بالأرض ولم يتلقَّ علاجاً حتى الآن”.

كما أكد المحامي أن الأسير العارضة لم ينَم إلا 10 ساعات منذ إعادة اعتقاله فجر السبت الماضي، وأنه يتعرض لتحقيق على مدار الساعة، حيث لا يسمح له بالنوم ولا بالصلاة ولم يقدم له الطّعام سوى الجمعة.

المحامي خالد محاجنة كشف أيضاً أن “الأسير محمد العارضة يرفض التهم الموجهة إليه ويلتزم الصمت رغم كل التعذيب ومحاولات الضغط”. وقال إن الأسير العارضة رد على محققي الاحتلال “بأنه لم يرتكب جريمة، وأنه تجول في فلسطين المحتلة”.

الأسير قال للمحامي: “كنت أبحث عن حريتي ولقاء أمي، ولقد ذقت فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر لأول مرة منذ 22 عاماً”. كما أكَّد الأسير العارضة للمحامي أنّ عودته إلى المعتقل لا شيء مقابل الحريّة التي ذاقها في بساتين مرج ابن عامر.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment