بلومبيرغ: بايدن تناسى وعوده عن عقاب “دكتاتور مصر” وتحول لدعمه والعقوبة الأخيرة “مسرحية”

وطن- يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قد تناسى عمدا وعوده الانتخابية عن معاقبة النظام القمعي في مصر، وعدم إعطاء رئيسه عبدالفتاح السيسي شيكات مفتوحة، حيث كشفت الأحداث الأخيرة تبدل مواقف بايدن تجاه مصر ودعمه للسيسي وإن لم يكن بشكل صريح.

وفي هذا السياق وفي مقال له بموقع صحيفة “بلومبيرغ” قال المعلق بوبي غوش، إن الرئيس بايدن لم يتشدد بشكل قوي مع مصر.

وتابع في مقاله “يبدو أن بايدن وصل إلى البيت الأبيض منذ وقت طويل حيث وعد بالدفاع عن الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

بايدن وعقوبات مصر

وبعد أقل من شهر بعدما رمى بالديمقراطية الأفغانية للذئاب لم يقدم الرئيس سوى مظهرا للحفاظ على حقوق الإنسان في مصر” فقد قررت إدارة بايدن بأن تقدم لحكومة الجنرال عبد الفتاح السيسي أكثر من نصف الـ 300 مليون دولار للمساعدة الأمريكية التي علقها في السابق الكونغرس بسبب السجل الرهيب للحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان.

كشف تقرير الخارجية الأمريكية الأخير عن حقوق الإنسان في مصر عن قائمة طويلة من الانتهاكات، القتل خارج القانون واعتقال المعارضين السياسيين واستخدام العنف ضد المثليين واستخدام العمالة القسرية للأطفال.

ويقضي القانون الأمريكي أن يقوم وزير الخارجية بإصدار شهادة بأن القاهرة قامت “بخطوات فعالة ودائمة” لتنظيف سجلها قبل الإفراج عن المال، لكن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيمارس امتيازاته باستثناء 170 مليون دولار من هذه الشروط.

وكشف تقرير وزارة الخارجية الأخير عن حقوق الإنسان في مصر عن قائمة طويلة من الانتهاكات إلى القتل خارج القانون واعتقال المعارضين السياسيين واستخدام العنف ضد المثليين واستخدام العمالة القسرية للأطفال.

السياسة الأمريكية نحو مصر

ورغم محاولة المسؤولين الذين اطلعوا الصحافيين بشكل خاص تدوير إعفاء بلينكن بأنها تحسين على سياسة الإدارة السابقة والتي قامت بالإفراج وبشكل روتيني عن الـ 300 مليون دولار. وبناء على هذا السرد فإن الرئيس بايدن هو أول رئيس أمريكي يعاقب السيسي، وحجب 130 مليون دولار نظرا لأنه فشل في تحسين سجله في حقوق الإنسان.

ولكن بايدن يقوم في أحسن حالاته بصفع السيسي بمعكرونة مبتلة (يربت على يديه). فالمبلغ الذي تم حجبه لا يساوي إلا نسبة 10% من 1.3 مليار دولار التي تقدمها الولايات المتحدة كمساعدات سنوية لمصر. وتمثل نسبة صغيرة جدا مما تتلقاه مصر من مساعدات دولية معظمها تأتي من دول الخليج.

منظمات حقوقية ترى أن قرار الإدارة “يعطي رخصة للحكومة المصرية مواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة دون أي خوف من العواقب”.

ولم يعجب قرار بايدن منظمات حقوق الإنسان التي سارعت بوصفه بأنه “خيانة لالتزامه تجاه حقوق الإنسان وحكم القانون”.

انتهاك حقوق الانسان في مصر

وفي بيان مشترك وقعت عليه 19 منظمة يوم الثلاثاء من بينها “هيومن رايتس ووتش” و”أمنستي انترناشونال” قالت فيه إن قرار الإدارة “يعطي رخصة للحكومة المصرية مواصلة ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة دون أي خوف من العواقب”.

وكانت هناك انتقادات من داخل حزب بايدن حيث وصف السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي الذي لاحظ تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر خلال العامين الماضيين الخطوة بأنه “تطبيق فاتر للقانون” وحذر من استفادة الديكتاتوريين الآخرين من هذا.

ولن يعجب حجب جزء من المساعدات أي أحد لكنه لن يزعج كثيرا السيسي الذي سيتجاهل المبلغ الصغير. ظل الدعم الأمريكي لمصر وعلى مدى العقود الماضية ثابتا ومن النادر أن تصل إلى ملياري دولار في العام. لكن المبلغ أصبح صغيرا منذ انقلاب السيسي عام 2013، بسبب الدعم المالي الكبير الذي يحصل عليه من دول الخليج وتحديدا السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأدى نمو الاقتصاد المصري إلى تقليل أهمية الدعم الأمريكي غير العسكري للقاهرة.

ونفس الأمر يصدق على الدعم العسكري الأمريكي الذي يعني استخدام المساعدات لشراء إمدادات عسكرية أمريكية. ففي الوقت الذي صعدت فيه مصر السيسي سلم الدول المستوردة للسلاح في العالم، وهي الآن في المرتبة الثالثة بعد الهند والسعودية، إلا أنها قللت من اعتمادها على المصادر الأمريكية.

وبحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الذي يرصد نفقات السلاح ولديه بيانات عن كل الدول تقريبا، فمصر باتت تعتمد في مصادر السلاح على روسيا وفرنسا، حيث تشكل نسبة 41% و28% على التوالي أما نسبة الأسلحة المستوردة من أمريكا فهي 8.7%. ولكي يكون لدى إدارة بايدن فرصة للتأثير على وضع حقوق الإنسان في مصر فعليها في الحد الأدنى حجب جزء كبير من المساعدة العسكرية.

وربما ضغط بايدن على السيسي في تصريحاته العلنية والخاصة، وهذا متسق مع تصريحاته التي أطلقها قبل الإنتخابات وتعهده بوقف الشيكات المفتوحة للزعيم المصري. لكنه غير موقفه في شباط/فبراير عندما مررت إدارته صفقة صواريخ بقيمة 200 مليون دولار للبحرية المصرية، مع أن السيسي لم يغير سياسة القمع ضد المعارضة.

وخف موقف بايدن تجاه الجنرال في الصيف عندما ساعدت مصر على التوسط بوقف الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل. وحصل الزعيم المصري على نقاط أخرى في واشنطن عندما استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ وهو أول لقاء بين زعيمين من البلدين منذ أكثر من عقد. ومع زيادة أسهمه لدى إدارة بايدن فالسيسي بلا شك قادر على تحمل صفعات من فترة لأخرى ولكن باستخدام المعكرونة المبلولة.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. استعدوا للحبس والسجن والشنق السيس وعساكره سيفتتح أكبر سجون في الكون تسع المئة مليون عبد مسرئيلي
    دعم مجلس الأمن ودعم الخائن السيسي للموقف الإثيوبي شرعنة ودولنة تجفيف النيل وتعطيش مصر.ولكي الله يامصر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث