تقرير إسرائيلي: إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع أول سلاح نووي
شارك الموضوع:
وطن- حذر تقرير أمني إسرائيلي، من أن إيران قد تكون قادرة على جمع ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لصنع قنبلة ذرية في غضون شهر، حيث تواصل الجمهورية الإسلامية-حسب التقرير- تكثيف انتهاكاتها لاتفاق عام 2015 الذي يحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات ضدها.
ولم يتضمن التقدير بشكل حاسم الوقت الذي ستستغرقه إيران لبناء قنبلة نووية قابلة للتسليم بالفعل – قنبلة يمكن تثبيتها في رأس حربي على صاروخ باليستي – وهي عملية التي ستكون أطول بكثير.
يورانيوم إيران والصواريخ الباليستية
التقرير الذي صدر يوم الاثنين كتبه خبراء من معهد العلوم والأمن الدولي- وفق موقع ” تايمز أوف إسرائيل” الذين فحصوا تقريرا حديثا صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بشأن امتثال إيران للاتفاق النووي لعام 2015، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وجاء في التقرير الأمني الإسرائيلي ما نصه :” بشكل عام، يُظهر أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدم الأنشطة النووية الإيرانية بسرعة، بالإضافة إلى خطوات هدفها أن تحد من مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين أن المفتشين لديهم قدرة متناقصة على اكتشاف إنشاء إيران لمنشآت غير معلنة “.
وأشار الخبراء، بقيادة المفتش النووي السابق للأمم المتحدة دافيد أولبرايت، إلى أن إيران واصلت زيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب في الأشهر الأخيرة، وتوقعوا أنه في “أسوأ تقدير للاندفاع” يمكن أن يكون لدى طهران ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي خلال شهر.
وأضاف التقرير أنه بعد ثلاثة أشهر يمكن أن يكون لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لسلاحين. وبعد خمسة أشهر سيكون لديها ما يكفي لثلاثة أسلحة.
مسؤولون أمريكيون يعلقون
ولم يؤكد المسؤولون الفيدراليون الأمريكيون وقت الإنهاء المحتمل، لكنهم أقروا لصحيفة “نيويورك تايمز” أن إيران يمكن أن يكون لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في غضون بضعة أشهر.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى جدول زمني مماثل. في الشهر الماضي، حذر وزير الدفاع بيني غانتس من أن إيران “تحتاج شهرين فقط للحصول على المواد اللازمة لصنع سلاح نووي”. ودعا المجتمع الدولي إلى تطوير “خطة بديلة” في حالة فشل المحادثات النووية المتوقفة، بما في ذلك العقوبات والتهديد الحقيقي بالقيام بعمل عسكري.
وقال أولبرايت إن سلوك إيران الأخير يشير إلى أنها تحاول تحسين موقفها على طاولة المفاوضات في عهد الرئيس المتشدد الجديد إبراهيم رئيسي، بهدف تأمين شروط أكثر ملاءمة في المحادثات بشأن استعادة اتفاق عام 2015 بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه و إعادة فرض العقوبات على طهران.
ونقلت عنه صحيفة “ذا تايمز” قوله في مؤتمر صحفي يوم الجمعة: “علينا توخي الحذر، حتى لا ندعهم يخيفوننا”.
وأصدر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعكوف ناغيل، الذي يُعتبر بشكل عام متشددا بشأن إيران، تحذيرا مماثلا في مقابلة مع إذاعة الجيش يوم الثلاثاء بعد نشر التقرير، زاعما أن النتائج التي توصلت إليها صحيفة “ذا تايمز” كانت تحرك سياسي من قبل حكومة الولايات المتحدة.
وقال “كل المعلومات التي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز جاءت من مسؤولين بالحكومة الأمريكية لأنه يوجد الآن ضغوط للعودة إلى الاتفاق النووي وحتى لتحسين الظروف لإيران”،.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وجاء التقرير بعد يوم من توصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران إلى اتفاق بشأن الوصول إلى معدات المراقبة في المنشآت النووية الإيرانية.
وسيتم تسليم اللقطات إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تم عقد اتفاق بين إيران والقوى العالمية بشأن إحياء الاتفاقية النووية لعام 2015.
لكن المحادثات لإحياء الاتفاق متوقفة حاليا، حيث حذرت إيران من أنها قد تستغرق أشهر قبل استئنافها.
لم يتم إحراز تقدم يذكر في قضية أخرى تتعلق بالأسئلة طويلة الأمد التي كانت لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الوجود السابق لمواد نووية في مواقع غير معلنة في إيران.
وقالت الوكالة في العديد من التقارير إن تفسيرات إيران بشأن المواد لم تكن مرضية.
وصرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي للصحفيين يوم الاثنين في بداية اجتماع لمجلس محافظي الوكالة بأنها كانت لحظة حساسة للعلاقات الدبلوماسية الدولية بشأن القضية النووية الإيرانية.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الوقت قد حان لاتخاذ موقف أكثر صرامة مع إيران بشأن هذه القضية، أجاب غروسي أنه “منذ اليوم الأول كان لدي نهج حازم وعادل مع إيران”.
وفي الفترة التي سبقت اجتماع مجلس الحكام هذا الأسبوع، كانت هناك تكهنات بأن الدول الغربية قد تضغط من أجل إصدار قرار يوجه اللوم لإيران، لكن مصدرا دبلوماسيا قال لوكالة “فرانس برس” إن الصفقة التي تم إبرامها في نهاية الأسبوع “أزالت من حيث المبدأ” هذا الاحتمال.
في غضون ذلك، احتفلت الصحافة الإيرانية المحافظة يوم الاثنين بصفقة نهاية الأسبوع.
أفادت صحيفة “جافان” اليومية إن ذلك يعني أن “إيران لم تكشف عن أسرارها للوكالة”، في حين أطلقت صحيفة “وطن إمروز” على تغطيتها عنوان “عيون مغلقة على مصراعيها”.
عند سؤاله عن مدى صعوبة إعادة بناء المعلومات بمجرد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اللقطات، اعترف غروسي بأنه “شيء لم يتم القيام به إلى حد ما من قبل ولكنه لا يتجاوز قدرة فِرق التقنيين”.
ومع ذلك، فقد أكد أن الوكالة لا يزال لديها إمكانية الوصول إلى لقطات “بقدر ما هو مطلوب” من مواقع مثل مصانع التخصيب الإيرانية في نطنز وفوردو.