غضب مغربي ضد مصطفى بنعلي بعد قوله في حضرة أخنوش:”انتهى مشروع الدولة الإسلامية”
وطن- تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب منذ أيام حملة غضب واسعة ضد الأمين العام لحزب “جبهة القوى الديمقراطية” المغربي مصطفى بنعلي، عقب تصريحات له في حضرة رئيس الحكومة المغربي المكلف، عزيز أخنوش، الأربعاء، الماضي.
وكان بنعلي قد قال في تصريح صحافي، مباشرة بعد استقباله من طرف رئيس الحكومة المكلف في إطار مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة: “نحن كحزب وكحساسية سياسية نعبر عن دعمنا لكل التوجهات التي تخدم مصلحة الناخبين في هذه المرحلة الدقيقة التي انتقل من خلالها المغرب من مشروع دولة إسلامية إلى مشروع دولة مجتمعية ليبرالية ديمقراطية”.
مصطفى بنعلي
وأشار إلى أن “هذا المشروع يحتاج إلى دعم كل الفئات الاجتماعية والسياسية، على اعتبار أن المغرب بصدد التحول إلى قوة إقليمية صاعدة”.
وأحدثت تصريحات زعيم “جبهة القوى الديمقراطية” حول “مشروع الدولة الإسلامية ” موجة غضب واسعة ودفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب إلى طرح الكثير من الأسئلة بشأن دلالتها وتوقيتها، مبدين استغرابهم من إقدامه على ذلك.
وعارض المغاربة هذه التصريحات مؤكدين أنها تتنافى مع قيم المغاربة الدينية ومضمون دستور 2011، وهوية الدولة.
ورد المقرئ المغربي، عمر القزابري في منشور له عبر فيسبوك: “إن كل من يعزف على وتر إبعاد الناس عن دينهم الذي ارتضاه لهم ربهم، إنما هو واهم منبث عن الواقع، مقطوع عن حقائق الأمور، يهرف بما لا يعرف ويتمنى ما لن يكون”.
وتابع: “إن مناوشة الناس في دينهم هو ضرب من الجنون ونوع من الخبال، وهو مع ذلك تطاول على مقدسات وثوابت تعارف عليها الناس واختلطت بلحمهم ودمهم”.
كلام مصطفى بنعلي يثير ضجة واسعة
فيما كتب رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار السليمي، على “فيسبوك”: “نحتاج إلى توضيح من أين أتى بهذا الكلام؟ وما هي دلالة هذا الكلام بعد خروجه من جلسة مع رئيس الحكومة المعين؟ وهل يعرف زعيم حزب المرحوم التهامي الخياري خطورة هذا الكلام؟”.
وقال الناشط المدني، عبد العالي الرامي، أن “المغرب دولة إسلامية تحت حكم إمارة المؤمنين وشعبه مسلم، وسيبقى مسلماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.
ومن جانبه استنكر الناشط السياسي، محمد الإدريسي، تصريحات أمين عام “جبهة القوى الديمقراطية”، وقال إنه كشف ضعف تكوينه، ويصدق فيه قول سقراط: تكلم حتى أراك”.
لافتاً في تدوينة له إلى أن طبيعة الدولة ومرجعياتها يحددها الدستور، وليس مخرجات الانتخابات.
ومن جهته، اعتبر الإعلامي المغربي، جمال أسطيفي، أن تصريح بنعلي هو “من قبيل المضحكات المبكيات، وهو عنوان على أننا نعيش زمن الانحطاط والتردي السياسي، فألم يحن الوقت لتغلق العديد من الدكاكين الانتخابية أبوابها”.
ويتابع: “أكثر من ذلك فأمين عام الجبهة، يبدو أنه لم يقرأ الدستور المغربي الذي ينص فصله الثالث على أن الإسلام دين الدولة، وأن الدولة تضمن لكل واحد ممارسة شؤونه الدينية”.