أمير قطر يتحدث في الأمم المتحدة عن المصالحة مع السعودية والإمارات ومصر (شاهد)

By Published On: 21 سبتمبر، 2021

شارك الموضوع:

وطن- علق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، على اتفاق العلا والمصالحة التي تمت بموجبه بين قطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة أخرى، بعد قطيعة استمرت أكثر من 3 سنوات.

وقال الشيخ تميم إن إعلان “العلا” الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر يناير الماضي، أتى تجسيدا لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وأضاف:”نحن واثقون من ترسيخ هذا التوافق الذي حصل بين الأشقاء.”

أمير قطر

كما شدد أمير قطر على حرص الدوحة الدائم على إحلال مناخ السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة.

وأوضح:”فمثلا على مستوى الخليج، بيئتنا المباشرة، أكدنا مرارا على أهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتزامنا بتسوية أية خلافات عن طريق الحوار البناء”.

كما أشار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،  إلى أن دولة قطر تعتبر أن الإسهام في مجال الحل السلمي للنزاعات من أولوياتها، بما في ذلك طرح تصورات للأمن الجماعي، مضيفا “فلا أمن ولا استقرار ولا تنمية ولا حياة إنسانية كريمة في ظل النزاعات.”

المناخ والأمن السيبراني

كما لفت أمير قطر في حديثه إلى قضيتي تغير المناخ والأمن السيبراني، بما لهما من حضور خلال الفترة السابقة على الساحة الدولية وتأثيرهما على العالم.

وأشار إلى تزايد اعتماد العالم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة في كافة مناحي الحياة من التعليم وحتى الأمن والاقتصاد.

وتابع:”ولكن في المقابل، استشعر العالم الآثار المترتبة على إساءة استخدام الفضاء السيبراني، بما في ذلك اختراق مجال الأفراد الخاص والقرصنة الدولية، وما يشكله ذلك من تهديد خطير ينعكس على أمن واستقرار المجتمع الدولي.”

كما دعا الأمم المتحدة لتقود عملية توحيد الجهود لمنع سوء استخدام التقدم العلمي في مجال الأمن السيبراني، وتنظيم هذا الجانب الحيوي استنادا لأحكام القانـون الدولي.

وتعرّضت العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية لسلسلة من الهجمات الإلكترونية الخطيرة التي استهدفت بنيتها التحتية وأبرز الشركات العاملة فيها، ما أدى إلى خسائر مليارية نتيجة لذلك.

برامج التجسس

كما جاءت برامج التجسس على الهواتف، وبخاصة البرامج الإسرائيلية، لتضرب بشدة هواتف زعماء الدول والمسؤولين، لتشكل الهجمات السيبرانية تهديداً دولياً خطيراً .

وتأتي كلمة الأمير تميم لتبرز هذه الهجمات وأهمية التعاون الدولي في سبيل منع هذه الهجمات، والجرائم الإلكترونية التي تهدد مسيرة العالم.

المناخ

وحول قضية المناخ، قال أمير قطر: يظل تغير المناخ من أهم التحديات الخطيرة في عصرنا، بما يحمله من آثار كارثية على جميع جوانب الحياة للأجيال الحالية والقادمة، مما يستلزم مواصلة جهودنا المشتركة لمواجهة هذه الآثار، ونتطلع أن يكون مؤتمر الأمم المتحدة COP26  القادم في غلاسكو بالمملكة المتحدة نقطة تحول نحو تحقيق طموح المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن دولة قطر وضعت تغير المناخ في مقدمة أولوياتها، وتواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير التقنيات المتصلة بتغير المناخ والطاقة النظيفة، وسوف نعرضها على ذلك المؤتمر في نوفمبر القادم.

كما أكد الشيخ تميم “أن مسؤوليتنا المشتركة والمصير الواحد للإنسانية يستوجبان تكريس قيم الشراكة في العلاقات الدولية لتحقيق مصلحة شعوبنا وخير الإنسانية.”

وكانت التغيرات المناخية قد ضربت مناطق ومساحات من العالم وأدت إلى فيضانات وحرائق وكوارث إنسانية تضرر منها الملايين، كما توفي وأصيب بسببها آلاف البشر من مختلف المناطق، وكانت دول القارة العجوز الأكثر تضرراً بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحتى البلدان العربية ومنها الجزائر.

وأسهمت جهود قطر الإنسانية في عدد من هذه الدول في تخفيف آثار التغيرات المناخية.

ووفق الدراسات الأممية والدولية، تهدد تغيرات المناخ العالم بأكمله، ويعد طرح قطر لهذه القضية بمثابة وضع للدول الصناعية الكبرى والعالم أمام مسؤولياته.

الشأن الداخلي

وعن الشأن الداخلي القطري قال الأمير تميم:”إننا نسعى للارتقاء بجودة الحياة بما يحقق رؤية قطر رسالتنا:التميز بتقديم الخدمات والتخطيط الأمثل للمدن والمحافظة على البيئة والموارد وتحقيق الأمن الغذائي.”

إيران وفلسطين وأفغانستان

وعن الأزمة الإيرانية قال أمير قطر:  “نرى أنه لا حل للخلافات والاختلافات في وجهات النظر مع إيران إلا بالحوار العقلاني على أساس الاحترام المتبادل. وينطبق ذلك على مسألة العودة للاتفاق النووي مع إيران. ولا أعتقد أنه يتوفر لدى أحد بديل لهذه المقاربة، بمن في ذلك من يعارضون العودة إلى الاتفاق”.

وعن القضية الفلسطينية قال:”يؤكد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تحقيق تسوية سلمية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل وإنهاء احتلال الأراضي العربية، والحل العادل لمسألة اللاجئين.”

كما تحدث عن أفغانستان والتطورات الأخيرة:” قرار الانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد مفاوضات مع حركة طالبان شكل منعطفا هاما للغاية بالنسبة لهذا البلد. وتقع على عاتق الشعب الأفغاني بجميع أطيافه أولا، وعلى المجتمع الدولي ثانيا، مسؤولية العمل على نحو منهجي ومثابر لتحقيق التسوية السياسية الشاملة.”

وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على موقف دولة قطر الثابت بشأن ضرورة حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وتحقيق حل سياسي شامل لضمان الأمن والاستقرار لما فيه مصلحة الشعب الأفغاني الشقيق.

كما شدد على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم أفغانستان في هذه المرحلة الحرجة، وفصل مجال المساعدات الإنسانية عن الخلافات السياسية.

مؤكدا ضرورة استمرار الحوار مع طالبان، لأن المقاطعة تؤدي فقط إلى الاستقطاب وردود الفعل، أما الحوار فيمكن أن يأتي بنتائج إيجابية.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment