وطن – أكدت دراسة طبية، أن المستويات العالية من هرمونات التوتر، تعزز من ارتفاع ضغط الدم وأمراض مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ناهيك أن هرمونات على غرار، الكورتيزول والدوبامين والنورابينفرين و الإبينفرين هي هرمونات ترتفع عندما نمر بمواقف عصيبة، سواء كان ذلك بسبب العمل أو العلاقات أو الشؤون المالية. وفق تقرير نشرته مجلة “سابير فيفير” الإسبانية.
وهذا التوتر لا يؤثر فقط على نظامنا العصبي أو المعدة (محور الدماغ والمعدة أكثر من مثبت)، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
الأداء المعرفي والتوتر.. فوائد لم تسمع بها من قبل للفول السوداني!
وفي هذا السياق، أكدت دراسة نشرت في مجلة “Hypertension of the American Heart Association” أن هناك علاقة بين العقل والقلب. وهذه المشاعر السلبية يمكن أن تضعِف الأداء السليم لهذا العضو. وفق ترجمة صحيفة “وطن”.
وأجريت الدراسة، التي نشير إليها على أكثر من 400 بالغ لديهم ضغط دم طبيعي. ولوحظ أن أولئك الذين لديهم مستويات عالية من هرمونات التوتر المكتشفة في بولهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال 6-7 سنوات التالية.
هذا وارتبطت مستويات الكورتيزول المرتفعة أيضًا باحتمَالية، التعرض لنوبات قلبية وسكتات دماغية.
قياس هرمون الإجهاد
تؤكد هذه الدراسة أن التعرض التراكمي للضغوط اليومية، وبالطبع الإجهاد اللاحق للصدمة، له تأثير كبير على القلب. كما تشير إلى أن قياس هرمونات التوتر بشكل روتيني، يمكن أن يساعد في منع ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ودرس الباحثون حالات 421 رجلا وامرأة، لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم في بداية الدراسة. لكن من خلال اختبارات البول، تم رصد مستويات الهرمونات التي تستجيب لمُستويات التوتر والإجهاد.
دور هرمونات الإجهاد
تعتبر هرمونات، الدوبامين والنورابينفرين و الإبينفرين، جزيئات تعرف باسم الكاتيكولامينات التي تحافظ على الاستقرار في جميع أنحاء الجهاز العصبي اللاإرادي.
ومن المعلوم أن الجهاز العصبي اللاإرادي، هو الذي ينظم وظائف الجسم اللاإرادية، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس. كما أن الكورتيزول هو هرمون ستيرويدي يتم إطلاقه عند التعرض للإجهاد، وينظمه المحور الوطائي – النخامي – الكظري، و الذي تتمثل وظيفته فيي تنظيم نظم التوازن الأيضية و القلب و الأوعية الدموية، و المناعة، بالإضافة إلى توفير الوسائل اللازمة للاستجابة للإجهاد.
و كما يقول”كوسوكي إينو”، من جامعة كيوتو، ومؤلف الدراسة، “على الرغم من أن كل هذه الهرمونات تنتج في الغدة الكظرية، إلا أن لها وظائف وآليات مختلفة للتأثير على نظام القلب والأوعية الدموية، لذلك من المهم دراسة علاقتها بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل فردي”.
استنتاجات الدراسة
قام الباحثون بتحليل الارتباط بين هرمونات التوتر، والأمراض القلبية الوعائية بين المشاركين في الدراسة، وقد لاحظوا ما يلي:
خلال متوسط 6.5 سنوات من المتابعة، لوحظ أنه في كل مرة تضاعفت مستويات هرمونات التوتر الأربعة، فضلا عن أنها كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 21-31 بالمئة.
دراسة أمريكية: الزواج يحسن الصحة العقلية ويقلل من التوتر
خلال 11.2 سنة من المتابعة، كان هناك خطر متزايد بنسبة 90 بالمئة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في كل مرة تضاعف فيها مستويات الكورتيزول. ومع ذلك، لم يلاحظ وجود ارتباط بين أمراض القلب والأوعية الدموية و الكاتيكولامينات.
اختبار البول لكشف الضغط النفسي
تسلط هذه الدراسة الضوء، على الإجهاد كعامل خطر حقيقي لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.
جدير بالذكر، أنه يمكن استخدام اختبار بسيط للبول، لاكتشاف المستويات المرتفعة لهرمونات التوتر، وتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية المحتملة.
السيطرة على ارتفاع ضغط الدم
إن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، وهو أيضًا السبب الرئيسي للوفاة. في إسبانيا، يعاني 14 مليون شخص منه، وإذا لم يتم السيطرة عليه بشكل جيد، فإنه يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
في هذا الصدد، كشفت دراسة طبية، أن القيام بالتمارين لمدة 5 ساعات في الأسبوع، يمكن أن يكون درعا وقائيا حقيقيا لتجنب ارتفاع ضغط الدم.
علاوة على ذلك، تضاعف السمنة خطر الإصابة بهذا المرض بمقدار 6 مرات. وكلما زاد الوزن الزائد، زادت معدلات ضغط الدم.
في الحقيقة، يمكن أن تكون ممارسة التمرينات الرياضية والنظام الغذائي، طريقة جيدة للتحكم في الإجهاد. بالإضافة إلى أنها عاملا محددا يساعد في تقليل معدلات هذا المرض الشائع.