ما يقارب من نصف البالغين معرضون لخطر الإصابة بالنوبة القلبية الصامتة
شارك الموضوع:
وطن – كشفت دراسة جديدة عن ارتفاع معدل المرضى، الذين يعانون من أعراض تصلب الشرايين في القلب، و بالاعتماد على هذه الحقيقة، أجرى الخبراء دراسة يمكن أن تساعد على توقع الإصابة بأمراض القلب، حتى لو لم تظهر الأعراض بصفة عادية، من خلال استخدام طرق التشخيص الحديثة.
نشرت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على مرض تصلب شرايين القلب، الذي يعتبر العدو الأول للسكان في العالم. فهو عبارة عن عملية تدريجية تتراكم فيها المواد، التي تحتوي على الدهنيات والكوليسترول على جدار الشريان، الأمر الذي يؤدي لضيق الشريان وقد يصل الأمر لانسداده بشكل مطلق، حيث أن تصلب الشرايين هو مرض ناجم عن تطور طبقات من الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين.
خطر الإصابة بالنوبة القلبية مرتفع إذا شعرت بهذا في قدميك
تسمى العملية تكلّس وذلك لأننا نجد عند إجراء جراحة لشريان كهذا مادة متصلبة وأحيانًا قريبة من البياض وتدعى الكلس، حيث أن تطور هذه الرواسب يؤدي إلى التضييق والانسداد التدريجي لتدفق الدم في الشريان وهذا المرض عادةً ما يصيب الأوعية الدموية الكبيرة أو المتوسطة، ناهيك أنه المتسبب في أمراض الشرايين التاجية والدماغية.
وفي التقرير الذي ترجمته “وطن” قالت الصحيفة إن استراتيجيات الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية، حققت بعض النجاح، حيث أصبح بالإمكان الحد نوعا ما من حدوث حالة احتشاء عضلة القلب في العقود الأخيرة، كما هو موثق في دراسة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية. ومع ذلك، وحتى يومنا هذا، يموت 50 ألف شخص كل عام بسبب ذلك. ولهذا السبب فإن دراسة حديثة، في (مجلة رابطة القلب الأميركية) ، تفتح مسارات جديدة لمجابهة هذا المرض.
تقنيات التصوير
يعد تصلب الشرايين، أو تراكم الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية التي تمد القلب بالدم، من الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية. يستخدم الأطباء التصوير المقطعي المحوسب للقلب لفحص الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن ليس لديهم أعراض بعد، وذلك من أجل تسجيل درجات تكلس الشريان التاجي.
قبل شهر من حدوثها .. 7 أعراض تنبّئ بحدوث النوبة القلبية
وينشئ ذلك الفحص صوراً مقطعية للأوعية التي تزود عضلة القلب بالدم لقياس وجود وكثافة اللويحات المحتوية على الكالسيوم في الشرايين التاجية. بناءً على هذه الفحوصات، يتم منح الأفراد «درجة» لتقدير مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي أو مدى انتشاره.
أظهرت دراسات الموجات فوق الصوتية داخل الأوعية الدموية وبعد الوفاة، أن معظم أمراض الشريان التاجي الحادة، تتزامن مع تصلب الشرايين الكبيرة، والتي غالبًا ما تساهم في تمزق الشرايين التاجية. مع التطورات الحديثة في تكنولوجيا التصوير، أصبح من الممكن الآن عرض مثل هذه اللويحات بطريقة غير جراحية باستخدام تصوير الأوعية التاجية المقطعي المحوسب (ACTC)، من أجل ” تسجيل درجات تكلس الشريان التاجي، (CAC). اليوم، بفضل هذه التقنية يمكن التعرف على الأشخاص المصابين بالمرض.
تعد دراسة SCAPIS (دراسة التصوير الحيوي للقلب والرئة السويدية)، وهي دراسة مستقبلية تستند على بيانات عامة السكان، لتمييز حوالي 30 ألف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عامًا، تم اختيارهم عشوائيًا من السكان، للحصول على معلومات يمكن استخدامها، لتحسين استراتيجيات منع السكتة القلبية.
تجمع الدراسة، بين مجموعة واسعة من الصور بما في ذلك تسجيل معدلات الأوعية التاجية المقطعي المحوسب ACTC و تكلسات الشريان التاجي CAC. وبالتالي، فإن الحصول على درجة CAC، يشير إلى مدى تقديرات مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي أو مدى انتشارها، كما يمكن أن يتراوح هذا من علامة 0 إلى أكثر من 400. علما وأن درجة CAC البالغة 400 أو أكثر، تشير إلى أن هناك خطر كبير للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة خلال السنوات العشر القادمة. وعلى الرغم من نتيجة النسبة المئوية المحددة، إلا أن هناك أشخاص معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية حتى لو كانت درجة CAC لديهم صفر.
لا يوجد مرض معروف
كشفت البيانات أن أكثر من 40 بالمئة، من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عامًا في السويد، والذين ليس لديهم مرض القلب، لديهم درجة ما من مرض تصلب الشرايين، وفقًا للدراسة.
من جانبه، أوضح مؤلف الدراسة جوران بيرجستروم، أستاذ ومستشار أول في علم وظائف الأعضاء السريري في قسم الطب الجزيئي والطب السريري في معهد الطب بجامعة جوتنبرج في السويد، إن “قياس كمية التكلّس أمر مهم، لكنه لا يوفر معلومات عن تصلب الشرايين غير الكلسي، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية”.
في تصريحاته لـصحيفة “El Confidenicial“، أوضح خوسيه لويس زامورانو، نائب الرئيس السابق لجمعية القلب الأوروبية، “هذه الدراسة مثيرة للاهتمام للغاية، لأن ما تظهره هو أن المريض يمكن أن يمرض قبل فترة طويلة من ظهور الأعراض. أو بعبارة أخرى، يمكن للمرء أن يتوقع المرض قبل أن يلاحظ المريض أي شيء عن حالته الصحية”.
قام بيرجستروم وزملاؤه باختيار المشاركين بشكل عشوائي، تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عامًا من سجل التعداد السويدي من 2013 إلى 2018، كجزء من دراسة “SCAPIS”. وأجرى الباحثون تلك الاختبارات على أكثر من 25 ألف مشارك في دراسة بالسويد. تراوح أعمار المشاركين بين 50 إلى 64 عاماً؛ ولم يسبق لأيّ منهم أن أصيب بنوبة قلبية؛ ولم يخضعوا أيضاً لأيّ تدخل طبي له علاقة بالقلب، و خضعوا لمسح CAC وفحص الأوعية المقطعية. وتبين بعد ذلك مايلي:
كشف التصوير المقطعي عن درجة ما من تصلب الشرايين في أكثر من 42 بالمئة من المشاركين في الدراسة.
ووجدت أيضًا أن في 5.2 بالمئة من الأشخاص المصابين بتصلب الشرايين، أدى التراكم الدهني، إلى منع تدفق الدم عبر شريان تاجي واحد على الأقل (من أصل ثلاثة) بنسبة 50 بالمئة أو أكثر.
دراسة تهمّكم: 6 خطوات تحميكم من الإصابة بالنوبة القلبية المفاجئة
في ما يقارب من 2 بالمئة من المصابين بالترَاكمات الدهنية، كان المرض أكثر حدة. تم إعاقة التدفق إلى الشريان الرئيسي الذي يمد أجزاء كبيرة من القلب بالدم، وفي بعض الحالات أثر على الشرايين التاجية الثلاثة.
وبدأ تصلب الشرايين بعد 10 سنوات في المتوسط عند النساء مقارنة بالرجال.
كان تصلب الشرايين أكثر شيوعًا بمقدار 1.8 مرة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 64 عامًا، مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 54 عامًا.
المشاركون الذين يعانون من مستويات أعلى من تصلب الشرايين، لديهم أيضًا درجات عالية من CAC.
من بين أولئك الذين حصلوا على درجة تزيد على 400، كان ما يقارب من نصفهم يعانون من انسداد كبير، حيث تم إعاقة أكثر من 50 بالمئة من تدفق الدم في أحد الشرايين التاجية.
عند أولئك الذين حصلوا على درجة صفر في اختبار CAC، كان 5.5 بالمئة يعانون من تصلب الشرايين، الذي تم اكتشافه بواسطة التصوير المقطعي المحوسب و 0.4 بالمئة لديهم انسداد كبير في تدفق الدم.
من جانبه قال بيرجستروم، “وتنص المبادئ التوجيهية الحالية لجمعية القلب الأمريكية لعام 2019 للوقاية من النوبات القلبية، على أن البالغين الحاصلين على درجة صفر ومستوى متوسط من عوامل الخطر، معرضون لخطر منخفض للإصابة بنوبة قلبية في المستقبل. إلا أن الباحثون في تلك الدراسة وجدوا أن 9.2 بالمئة من الأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا الوصف، يعانون من تصلب الشرايين التاجية المرئية، كما وجدوا أن 8.3 بالمئة من البالغين لديهم واحدة أو أكثر من اللويحات غير المتكلسة. يُعتقد أن تصلب الشرايين غير المتكلس أكثر عرضة للتسبب في النوبات القلبية مقارنة بالتصلب العصيدي المتكلس”.
وفقًا لبرجستروم، “من المهم معرفة أن تصلب الشرايين التاجية، الصامت شائع بين البالغين في منتصف العمر ويزيد بشكل كبير مع الجنس والعمر وعوامل الخطر”.
كما أضاف “تعني درجة CAC العالية أن هناك احتمال كبير لحدوث انسداد في الشريان التاجي. والأهم من ذلك، أن درجة الصفر في CAC لا تستبعد البالغين من الإصابة بتصلب الشرايين، خاصةً إذا كان لديهم العديد من عوامل الخطر التقليدية للإصابة بأمراض القلب التاجية “.
ويقول الباحثون إنه من المهم معرفة أن تصلب الشرايين التاجية الصامت شائع بين البالغين في منتصف العمر، ويزداد بشكل حاد بين الرجال مقارنة بالنساء كما يتزايد أيضاً مع العمر.
في المقابل، يتمثل أحد قيود الدراسة في أنها تفتقر إلى معلومات المتابعة حول كيفية تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، في هذه الفئة من السكان، مما يجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت هذه النتائج تتنبأ بأمراض القلب السريرية.
تأثير تصلب الشرايين
أورد الخبير الإسباني، أنه “إذا كان هناك تصلب في الشرايين، فهناك مرض لا محالة”. لكن ما ينبغي علينا هو أن نتساءل عن مدى تأثير تصلب الشرايين، دون ظهور أعراض على المريض.
في المقام الأول، عليك أن تسأل جيدا في كثير من الأحيان، لاكتشاف أن المريض يعاني من أعراض، على الرغم من أنه لن يستطيع التعرف عليها بمفرده.
ولتجنب تصلب الشرايين، من المهم التحكم في عوامل الخطر، على غرار:
- الوزن
- ضرورة ممارسة التمارين الرياضية
- الانتباه لمُعدلات الكولسترول
- مراقبة ارتفاع ضغط الدم
- مراقبة مرض السكري
- عدم التدخين.
ثم التشخيص المبكر والدقيق كما أكدت الدراسة، حيث تعتبر هذه هي الخطوات رئيسية ومهمة للتحكم في المرض.
وعلى الرغم من إمكانية الإصابة بالنوبة القلبية، إلا أنه اليوم من الممكن أن نعتني بأنفسنا بشكل كاف، باتبَاع أساليب الوقاية والتشخيص المبكر.