وطن- انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو مأساوي، يُظهر طفل عراقي يُدعى “محمد” ويبلغ من العمر 14 عاماً، من مدينة البصرة في العراق، يستنجد بعد تعرّضه للضرب والتعنيف من قِبل والده .
وقال نشطاء عراقيون إنّ الأب قيّد ابنه بالسلاسل من رقبته، وعنّفه وصعقه بالكهرباء، وتلذذ بتعذيبه.
ويظهر الفيديو المنتشر على نطاق واسع الطفل “محمد” ووجهه مغطى بالدماء يتوسل والده بصوت بح من كثرة البكاء بأن يقتله ليريحه من العذاب.
تعذيب الطفل محمد في البصرة يهز العراق
وأثار الفيديو غضباً واسعاً بين العراقيين على مواقع التواصل، الذين طالبوا بالقبض على الأب ومحاسبته على تعذيبه الوحشي لنجله القاصر .
وكتبت مغردة عراقية: “حسبي الله و نعم الوكيل الله يكسر ايديه مثل ما سوا بالولد الله يخسف بيه و بأمثاله الكاع يارب. ادري ليش تخلفون و تجيبون جهال اذا هجي راح تعذبوهم؟ الضرب ابدا مو تربية! قابل تربي ابنك بهيج طريقة عنيفة؟! حتى المجرمين م يتعذبون هيج”.
وقال مغرد آخر:” هذه الصورة لطفل اسمه محمد لم يتم تعذيبه من قبل اشخاص غرباء بل من قام بتعذيبه والده بهذه الطريقة الوحشية حتى اصبح يصرخ الطفل ويطالب بالموت!!. العنف الاسري في العراق لم يعد يحتمل المزيد من المجاملات ويجب وضع حد لهذا الاجرام”.
هذه الصورة لطفل اسمه محمد لم يتم تعذيبه من قبل اشخاص غرباء بل من قام بتعذيبه والده بهذه الطريقة الوحشية حتى اصبح يصرخ الطفل ويطالب بالموت!!. العنف الاسري في العراق لم يعد يحتمل المزيد من المجاملات ويجب وضع حد لهذا الاجرام.#انقذوا_الطفل_محمد pic.twitter.com/QkVVBXWsqb
— Abdullah Koder🇮🇶عبد الله خضير (@AbdullahKoder) September 23, 2021
وتعليقاً على الفيديو، قال الاعلامي زيد الاعظمي: “بلا مبالغة.. العراق بحاجة الى معجزة”.
بلا مبالغة … العراق بحاجة إلى معجزة.#انقذوا_الطفل_محمد
— د. زيد عبدالوهاب الأعظمي (@zaidabdulwahab) September 23, 2021
فيما أشار مغرد الى أن الطفل حاليا في المستشفى نتيجة التعنيف الذي تعرض له من والده.
بعد الاتصال ع الأصدقاء في الشرطة المجتمعية في البصرة الطفل حالياً في المستشفى#انقذوا_الطفل_محمد pic.twitter.com/KOOTlYywXG
— bader٩٧ (@AlqaisyBader) September 23, 2021
محامية تعلن استعدادها لتبني الطفل محمد
من جهتها، أعلنت محامية عراقية تدعى سهى محمد سعيد الربيعي، عبر حسابها في تويتر، استعدادها لتبين الطفل المعنف محمد، واحضاره الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تقيم. وأكدت أنها ستتكفل بكل شيء من بغداد وإلى واشنطن.
أنا سهى محمد سعيد الربيعي محامية عراقية أقيم في واشنطن مستعدة أن أسحب الطفل المعنف محمد الذي تعنف من قبل والده الى الولايات المتحدة الأمريكية و أتبناه طفلاً لي و أنا أتكفل بكل شيء من بغداد و إلى واشنطن و أتمنى أن تساعدوني للوصل لمحمد . #انقذوا_الطفل_محمد
— Soha Al-Rubaie 🇮🇶 سهى الربيعي (@rubaie_soha) September 23, 2021
وقالت: “بعون الله عندي المقدرة بس لاحتاجة منكم ساعدوني اوصل الة و اكون ممنونة من عدكم شباب بنات”.
بعون الله عندي المقدرة بس لاحتاجة منكم ساعدوني اوصل الة و اكون ممنونة من عدكم شباب بنات 💙
— Soha Al-Rubaie 🇮🇶 سهى الربيعي (@rubaie_soha) September 23, 2021
واضافت: “الى الآن لم أستطع الوصول إلى الطفل محمد أجريت أتصالات مع أصدقائي في البصرة و يقولون لي أنه ليس من البصرة و لم تأتي في الشرطة المجتمعية هكذا حالة ..”.
الى الآن لم أستطع الوصول إلى الطفل محمد أجريت أتصالات مع أصدقائي في البصرة و يقولون لي أنه ليس من البصرة و لم تأتي في الشرطة المجتمعية هكذا حالة ..
— Soha Al-Rubaie 🇮🇶 سهى الربيعي (@rubaie_soha) September 24, 2021
أرقام صادمة
وكشفت مسؤولون في وزارة الصحة العراقية، عن مقتل 23 طفلاً في مدن متفرقة من العراق، خلال العام الماضي 2020، على يد ذويهم، من جراء العنف الأسري المستشري في البلاد منذ مدة بينما أدخل نحو 50 آخرين إلى المستشفيات بسبب تعرضهم للضرب المبرح المفضي إلى الكسور أو الحروق.
وتصدرت بغداد وديالى والبصرة جرائم العنف ضد الأطفال، وسط استمرار عرقلة كتل وأحزاب دينية في البرلمان العراقي تمرير اقتراح قانون مكافحة العنف الأسري، بدعوى أنّه استنساخ لقوانين غربية تشجع الفتاة والمرأة والطفل على التمرد، لوجود فقرة فيه تنص على إنشاء دور إيواء للمعنفين ومساعدتهم في استكمال حياتهم بالطريقة التي يرغبون فيها ويختارونها.
ويعتبر باحثون أنّ المثير في ظاهرة العنف ضد الأطفال هو إقدام الأبوين، أو أحدهما، على تعنيف أطفالهما بدلاً من حمايتهم بشكل لم يسبق حدوثه من قبل.
من جانبها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، سابقاً، عن “حزنها البالغ وقلقها الشديد بشأن التقارير الحالية المتواصلة حول العنف ضد الأطفال في العراق”، مضيفة أن العنف بدأ يتصاعد بشكل ملحوظ، ضد الأطفال، منذ بداية انتشار كورونا.
وقالت المنظمة في بيان نشر على صفحتها في فيسبوك “في حين يفترض أن يكون المنزل هو المكان الذي يشعر الأطفال فيه بالأمن، لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى أطفال العراق”.
وأضافت “منذ بداية جائحة كورونا لاحظت اليونيسف وشركاؤها زيادة ملحوظة في حالات العنف والاساءة ضد الأطفال داخل منازلهم وعلى أيدي أولياء أمورهم أو مقدمي الرعاية لهم”، مشددة “هذا أمر غير مقبول”.