“لقد قضينا عليهم جميعا”.. هذا ما أخبر به ضابط مخابرات في طالبان صحيفة “وول ستريت جورنال”
شارك الموضوع:
وطن- سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها الضوء على الصراع الجديد المحتدم بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وحركة طالبان بعد وصول الحركة لسدة الحكم في أفغانستان.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن حكام أفغانستان الجدد من حركة “طالبان” سيواجهون صراعا دمويا على السلطة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” هناك.
مشيرة إلى أن عمليات قتل بدأتها “طالبان” ضد عناصر من تنظيم “الدولة”، أو ما يعرفون بـ”ولاية خراسان”.
التقرير أشار أيضا إلى أن حركة “طالبان” وتنظيم الدولة” يحاولان فرض نظام إسلامي متشدد على أفغانستان، ولكنهما مختلفتان من الناحية السياسية والدينية وطالما خاضتا حروبا متعددة.
ويمثل تنظيم “ولاية خراسان” تهديدا على حكام البلد الجدد، ذلك أن الذين شكلوا فرع أفغانستان (ولاية خراسان) هم عناصر سابقة في “طالبان” أفغانستان وباكستان، الذين لم يعجبهم خط حركة طالبان وأنها ليست متشددة بالقدر الكافي.
وحذرت “وول ستريت جورنال” من أنه يمكن لتنظيم “الدولة” أن يجذب الآن العناصر المتذمرة من حركة “طالبان” ممن لا يتفقون مع التنازلات التي قدمها قادة الحركة وهم يحاولون الحصول على دعم المجتمع الدولي واعترافه واستئناف الدعم العالمي.
ضابط مخابرات في حركة طالبان
ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات في حركة “طالبان” بولاية زابل، جنوبي أفغانستان، يدعى “سيف الله هارون” قوله: “لا نفرق بين تنظيم الدولة والأمريكيين، وبالنسبة لنا فهما نفس الشيء وفي أي منطقة يظهرون نحاول سحقهم”
وقال “هارون” إنهم حاولوا إلقاء القبض على شيخ من تنظيم “الدولة” في قرية قرب ماكراك ولكنهم فشلوا ولهذا اعتقلوا نجله.
وقلل “هارون” من خطر التنظيم في الوقت الحالي، قائلا: “لقد قضينا عليهم جميعا”.
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الهجمات بهدف تقويض سلطة “طالبان”، والتي تحاول توطيد دعائم حكمها، منها قنابل بدائية مزروعة في الطرق استهدفت عربات همفي وفورد رينجرز في مدينة جلال أباد التي تعد من معاقل تنظيم “الدولة” في أفغانستان.
استهداف مطار كابل
وفي 26 أغسطس/آب الماضي قام مهاجم تابع لتنظيم “الدولة” باستهداف بوابة من بوابات مطار كابول مما أدى لمقتل أكثر من 200 شخص.
وكانت “الدولة” وراء أشرس الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة بما فيها هجمات استهدفت المدنيين الشيعة.
ويرفض التنظيم فكرة الدولة القطرية أو السلام مع من تراهم كفارا.
وترى الصحيفة أنه مع اختفاء نظام الرقابة الأمني وجمع المعلومات الصارم الذي كانت تشرف عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، فمن المحتمل أن يزيد تنظيم “الدولة” من هجماته بدون أي خوف أو أي متابعة أو رقابة، كما يقول المسؤولون الغربيون.
ما سبق يمثل مشكلة سياسية كبيرة للحركة الاسلامية كما يقول “مايكل سيمبل”، الخبير في شؤون أفغانستان بجامعة “كوينز” في بلفاست: “وعود طالبان بإحلال السلام الدائم ستكون فارغة لو تعرضت سيارات فورد رينجرز للتفجير”، في إشارة للعربات التي تستخدمها الحركة لنقل مقاتليها.
وفي الوقت الذي عرضت فيه الحركة العفو عن ضباط الأمن والمسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية، لم تصدر عفوا أو تظهر تسامحا مع تنظيم “الدولة”، وقتلت واحدا من أهم قادته بسجن في كابل بعد سيطرة الحركة على العاصمة، كما تم العثور على جثث محسوبين على تنظيم “الدولة” بعدة ولايات أفغانية.
وأوضحت الصحيفة أن ولاية زابل تعد المكان الأشرس لتواجد مقاتلي تنظيم “الدولة”، لذلك تمثل تحديا مهما لسلطات الحركة..