دراسة: مقاومة الأنسولين يمكن أن تضاعف خطر الإصابة بالاكتئاب

وطن – لطالما كانت هناك صلة بين مرض السكري والاكتئاب، لكن لا أحد يعرف إلى حد الآن من هو المسبب الرئيسي لظهور أيّ منهما.

نشرت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على دراسة حديثة، أظهرت أن مقاومة الأنسولين، يمكن أن تضاعف خطر الاكتئاب.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، إن الاكتئاب، يعتبر مرض عقلي ينتشر بشكل كبير في المجتمعات الحديثة، كما يمكن أن يكون سببه التعرض لصدمات في فترة الطفولة، أو فقدان أحد الأحباء، أو التوتر الناجم عن انهيار العلاقة أو مشاكل في العمل.

علماء يطورون كبسولة توضع تحت جلد مرضى السكر وتضخ الأنسولين للجسم

 

وفي الحقيقة، هذه مواقف حياتية لا يمكن تجنبها، ولكن هناك عوامل أخرى تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب ويمكن تجنبها. ومن بين هذه العوامل مقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن تضاعف من خطر الإصابة باضطراب الاكتئاب الشديد. ولقد تم إثبات ذلك من خلال دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي.

“يؤَثر الاكتئاب على أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، يعاني الكثير منهم من الاكتئاب الشديد في وقت ما خلال حياتهم”.

تشير هذه الدراسة الحديثة، إلى أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الشديد بأكثر من الضعف، حتى لو لم يكن مصابا بداء السكري.

مقاومة الأنسولين

تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص، يعاني من مقاومة الأنسولين دون معرفة ذلك.

من المعلوم أن جسم الإنسان يعتمد على الأنسولين، وهو هرمون ينتجه البنكرياس لتحويل سكر الدم إلى طاقة. إذا ظلت مستويات السكر في الدم مرتفعة، فقد تصبح خلاياك أقل قدرة على استخدام الأنسولين لتحويل السكر إلى طاقة. وهذا ما يسميه العلماء مقاومة الأنسولين.

7 فوائد للجريب فروت لم تسمع بها من قبل

 

في النهاية يصل الجسم إلى نقطة اللاعودة، حيث تكون مقاومة الأنسولين قوية جدًا لدرجة أن الجسم يفقد قدرته على خفض مستويات السكر في الدم، دون مساعدة الأدوية.

“يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص من مقاومة الأنسُولين وغالبا دون معرفة ذلك”

تجدر الإشارة إلى أن نسبة متزايدة من سكان العالم، لديهم القدرة على مقاومة الأنسولين، مما يعني أن خلايا الجسم لا تشعر بهذه العملية في الجسم ولا ينتبه إليه أيضا، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وتحدث مقاومة الأنسولين للخَلايا لعدة أسباب:

  • الإفراط في تناول السعرات الحرارية
  • عدم ممارسة الرياضة
  • الإجهاد
  • عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم

إنها عوامل تجعل مستقبلات الأنسولين في الخلية “لا تعمل” بشكل صحيح. وبالتالي، تكون مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة دائمًا.

للتعويض، يواصل البنكرياس إنتاج المزيد والمزيد من الهرمونات. إذا لم تتوقف، فهناك نقطة لا يمكنك فيها إنتاج المزيد من الأنسولين ويظهر داء السكري من النوع 2.

الانسولين
الانسولين

تزيد مستويات الجلوكوز في الدم غير المنضبط والمزمنة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغية، والاعتلال العصبي، وأمراض الكلى، أو بتر الأطراف.

مقاومة الأنسولين والصحة النفسية

العلاقة بين مقاومة الأنسولين وبعض الاضطرابات النفسية معروفة. على سبيل المثال، 40 بالمئة من المرضى الذين يعانون من اضطرابات المزاج معروفون بمقاوَمتهم للأنسولين.

وعلى الرغم من أن الدراسات مازالت غير واضحة، ما إذا كانت مقاومة الأنسولين تزيد من خطر الإصابة باضطراب عقلي أم العكس تمامًا، إلا أنه ثبت أن الاضطراب العقلي يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.

في الحقيقة، من غير المعروف ما الذي يسبب هذه الأمراض أولا. لكن هذه الدراسة تشير إلى أن مقاومة الأنسولين هي التي تضاعف من خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد.

9 سنوات من الدراسة

خلال الدراسة التي نُشرت يوم الخميس في المجلة الأمريكية للطب النفسي، قامت الباحثة كاثلين واتسون وزملاؤها، من جامعة ستانفورد، بتحليل بيانات أكثر من 601 مشارك في دراسة هولندية طويلة الأمد للاكتئاب والقلق. لم يكن الأشخاص، الذين يبلغ متوسط ​​أعمارهم 41 عامًا، يعانون من الاكتئاب أو القلق عندما شاركوا في الدراسة.

سمحت الفحوصات الجسدية المنتظمة للباحثين، بتتبع ثلاثة مقاييس لمقاومة الأنسولين، وهي مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، ومحيط الخصر، ونسبة مستويات الدهون الثلاثية المنتشرة إلى مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة المعروف باسم الكوليسترول الجيد. وخضع المشاركون أيضًا إلى تقييمات نفسية منتظمة.

وجد الباحثون أنه نظرا لأن المشاركين، في هذه الدراسة أصبحوا أكثر مقاومة للأنسولين بمرور الوقت، فقد ازداد خطر تعرضهم للاكتئاب بشكل ملحوظ.

هذا وارتبطت كل زيادة في نسبة الدهون الثلاثية بزيادة قدرها 89 بالِمئة في معدل الاكتئاب، كما ارتبطت كل زيادة مقدارها 2 بوصة في دهون البطن بمعدل اكتئاب أعلى بنسبة 11 بالمئة.

في حين ارتبطت كل زيادة قدرها 18 ملليجرام لكل ديسيلتر في مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، بمعدل اكتئاب أعلى بنسبة 37 بالمئة.

ووجد الباحثون أيضا أن في البداية، كان الأشخاص الأصحاء الذين طوروا لاحقًا مقدمات السكري، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الشديد بمعدل 2.6 مرة خلال فترة متابعة مدتها تسع سنوات، وفقًا للنتائج.

من جانبها، قالت الدكتورة واتسون، ” يمكن لمقاومة الأنسولين أن تعزز الاكتئاب من خلال طريقتين: الأولى، عندما تسبب مقاومة الأنسولين التهابًا يساهم في إطلاق مواد كيميائية حيوية تترك بعض التأثير على كيمياء الدماغ. والثانية، هي أن الأنسولين نفسه يلعب دورا في صحة الدماغ، لذا فإن مقاومة الهرمون قد يؤدي إلى إفساد المزاج وازدياد احتمالات الإصابة بالاكتئاب”.

وبحسب الباحثة الرئيسية كاثلين واتسون، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد، فإن معرفة احتمال إصابة الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، من شأنه أن يساعد الباحثين والأطباء على منع تطور الاكتئاب أو التخفيف من أعراضه.

“إن مقاومة الأنسولين عامل خطير، يعزز من ظهور العواقب الوخيمة، بما في ذلك ليس فقط مرض السكري من النوع 2، ولكن أيضًا الاكتئاب الشديد”.

وقالت واتسون إن نتائج هذه الدراسة تزيد من احتمال إصابة بعض الأشخاص بالاكتئاب بسبب التمثيل الغذائي على وجه التحديد.

ووفقًا للباحثين، فإن الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري يمكن أن يساعدوا في درء كل من مرض السكري والاكتئاب عن طريق اتخاذ خطوات لخفض نسبة السكر في الدم، من خلال تناول الطعام بشكل صحيح

ممارسة الرياضة

الحد من تناول الكحول والسكر للحفاظ على مستوى صحي للسكر في الدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى