ماذا وراء محاولات التقارب المستمرة بين إيران والسعودية.. تقرير يكشف التفاصيل

By Published On: 28 سبتمبر، 2021

شارك الموضوع:

وطن- كشفت وكالة ” أسوشيتيد برس “، تفاصيل اجتماع حضره ممثلو السعودية وإيران في العاصمة العراقية بغدادبهدف استمرار الحوار بين البلدين بعدما انقطعت بينهما رسميا منذ عام 2016.

ويأتي هذا الاجتماع على خطى قمة التقارب بين السعودية وإيران، التي عقدت في بغداد في آب الماضي.

إلى جانب مشاركة السلطات من كل من البلدين، حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

السعودية وإيران

وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، فقد ناقشا خلال الاجتماع القضايا العالقة بين البلدين، وفقًا لخارطة الطريق المتفق عليها مسبقًا. إضافة إلى ذلك، أبلغ مسؤول عراقي الوكالة أن السلطات السعودية والإيرانية ناقشت أيضا التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

ربما ستكون إعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، علامة فارقة في السياسة الخارجية للقوتين، فضلاً عن تداعياتها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وفق التقرير الذي نشره موقع ” atalayar ” الإسباني.

خاصة بعد أن تم إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر في السعودية، آنذاك اقتحم مئات الأشخاص وأضرَموا النار، في السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد لا يُنسى في يناير 2016.

وردت الرياض على الأحداث بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني. لذلك، فإن حقيقة تناول الطرفين للمسألة الدبلوماسية هي خطوة كبيرة في عملية التقارب. وفق ترجمة “وطن”.

كما أكد المصدر العراقي لوكالة أسوشيتد برس، أن الاجتماع لم يكن على مستوى وزاري، حيث كانت المحادثات إيجابية ورسمية أكثر.

رئيسي يسير على خطى روحاني في التقارب مع الرياض

وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه، منذ تولى رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الإيراني في أغسطس الماضي. ولم يستبعد رئيسي خلال أول مؤتمر صحفي له كزعيم للبلاد، إعادة فتح السفارتين الايرانية والسعودية في العاصمتين. وربما  تستجيب هذه الحركة لخطط رئيسي، للتخفيف من حدة الوضع الاقتصادي الخطير في البلاد.

تؤكد هذه الخطوة، أن هدف رئيسي النهائي يتمثل في النهوض بالوضع الاقتصادي في المنطقة. وإحدى وسائل تحقيق هذا الهدف هي التجارة الخارجية، وعندما نتحدث عن التجارة الخارجية، فهذا يعني خفض التصعيد والبحث في حلول يمكن أن تساهم في بوادر انفراج مع المملكة العربية السعودية، وفقا للمحلل السياسي مصطفى خوششم لـ CCN.

في المقابل،  أكد الرئيس خلال مراسم تنصيبه في برلمان طهران أنه على استعداد لاستخدام “القنوات الدبلوماسية” لإصلاح الخلافات مع الجيران الإقليميين.

في سياق متصل، أثار فوز رئيسي، في الانتخابات مخاوف بشأن مفاوضات فيينا لاستعادة الاتفاق النووي. وبالمثل فإن شخصيته الأكثر تحفظا فيما يتعلق بسلفه حسن روحاني، أدت أيضًا إلى تعثر عملية التقارب بين طهران والرياض في البداية. رغم أنه يبدو الآن، بحسب تصريحات رئيسي، أنه يواصل المسار الذي حدده روحاني.

في ظل الحكومة الإيرانية السابقة، تمت الموافقة على تبادل الزيارات الدبلوماسية مع الرياض بعد عام من الأحداث التي وقعت في السفارة السعودية. كما أكدت وزارة الخارجية، عندما بدأ التقارب في أبريل / نيسان، أنه “بالمفاوضات والمنظور البنّاء، يمكن للدولتين المهمتين في المنطقة والعالم الإسلامي، وضع خلافاتهما جانبا والدخول في مرحلة جديدة من التعاون والتسامح بين البلدين، وذلك بهدف  تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

القضية السعودية الإيرانية حاضرة في الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة

وكان التقارب بين الرياض وطهران، بالإضافة إلى الخلافات بينهما، حاضرًا في بداية الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحسب ما أوردته رويترز، التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بمسؤولين سعوديين وخليجيين آخرين في نيويورك. وحضر الاجتماع أيضا العراق، كوسيط رئيسي بين القوتين.

ونقلت وكالة مهر عن حسين أمير عبد اللهيان قوله، إن “اجتماعنا يؤكد حقيقة أن الدبلوماسية والحوار فقط هما القادران على إنهاء الأزمات وسوء التفاهم والخلافات”.

وأضاف أن “أولوية الحكومة الجديدة للجمهورية الاسلامية الايرانية هي تعزيز وتطوير العلاقات مع جيرانها والمنطقة ككل”.

كما تحدث العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، في الأمم المتحدة عن التقارب مع إيران التي يعتبرها “دولة مجاورة”. وصرح بن عبد العزيز: “نأمل أن تترجم محادثاتنا الأولية مع إيران إلى إجراءات ملموسة لبناء الثقة، وتحقق تطلعات شعبينا”.

وشدد الملك على التوجه نحو “علاقات تعاونية تقوم على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية” ، فضلا عن “احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير”.

إيران وأسلحة الدمار الشامل

في إطار تطوير طهران برنامجها النووي، جدد العاهل السعودي التأكيد على أهمية جعل الشرق الأوسط، منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، أمام الجمعية العامة.

كما لمح إلى الحرب القائمة في اليمن، وهي قضية رئيسية ضمن أساسيات التقارب، لكن مليشيا الحوثي الإرهابية ترفض الحلول السلمية. وأضاف العاهل السعودي في هذا السياق، أن “ميليشيات الحوثي، اختارت الحلول العسكرية للاستيلاء على مزيد من الأراضي في اليمن”.

يُذكر أن هذا الصراع، يعد أحد أهم مصادر المواجهة بين القوتين في الشرق الأوسط. حيث اتهمت السعودية إيران في عدة مناسبات بدعم مليشيات الحوثي المتمردة، وهي جماعة هاجمت الأراضي السعودية. وشدد بن عبد العزيز أمام ممثلي العالم، على أن على طهران أن تكف عن كل أشكال دعمها للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية، التي لا تجلب سوى الحرب والدمار والمعاناة لشعوب المنطقة، حسب تعبيره.

ومع ذلك، فإن اليمن ليست نقطة الخلاف الوحيدة. ففي سوريا، احتفظوا أيضا بمواقف معاكسة. فبينما تدعم المملكة العربية السعودية الجماعات المسلحة المعارضة لبشار الأسد، تدعم إيران الحكومة السورية. وهذا يشمل خِلافاتهم أيضًا، القائمة على  اختلاَفَاتهم الدينية والتنافس الاقتصادي بينهم.

بغداد شاهد على التقارب بين الرياض وطهران

يحتل العراق موقع الوسيط الرئيسي بين القوتين في المنطقة، بعد سنوات من عدم الاستقرار. انتقلت بغداد من تنظيم الاجتماعات السرية الأولى، بين السعودية وإيران إلى التخطيط لقمة للتقارب مع قادة العالم مثل ماكرون.

وجاء في البيان الصادر عن مؤتمر التعاون والترابط في آب / أغسطس أن “انعقاد هذا المؤتمر في بغداد دليل واضح، على تبني العراق لسياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.

كما أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على دور العراق “كوسيط بين مختلف الدول” ، الأمر الذي سمح له بتحقيق “دور دبلوماسي مهم بين دول الجوار”.

لكن اليوم، لا أحد  يعرف ماذا وراء هذا التقارب المفاجئ بين  أشد الأعداء  في منطقة الشرق الأوسط. وهل ان هذه الاجتماعات والاتفاقيات من شأنها أن تحد من طموحات إيران في تخصيب اليورانيوم والكف عن تطوير أسلحة الدمار الشامل.  وهل يمكن للمملكة العربية السعودية، أن تتغاضى حقا عن مدى الضرر الذي ألحقته بها ميليشيات الحوثي الممولة أساسا من إيران؟

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment