وثيقة سرية أعدها وزير خارجية السعودية تكشف خطة محمد بن زايد لحصار حماس
شارك الموضوع:
وطن- كشفت وثيقة مسربة، صادرة عن وزارة الخارجية السعودية، تفاصيل زيارة خاطفة قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى الأردن، للقاء الملك عبدالله الثاني بهدف ترتيب وتنسيق خطة لمحاصرة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
وتقول الوثيقة المسربة التي أعدها وزير الخارجية فيصل بن فرحان وأرسلها إلى ولي العهد محمد بن سلمان :” أودّ إحاطة سموكم بالمعلومات حول الزيارة المفاجئة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى الأردن في 27 مايو والتي استمرت لساعات، وبعد المواجهات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية “. وفق تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
- خلال المباحثات التي جرت في مطار ماركا العسكري بين الملك الأردني وولي عهد أبو ظبي، تم الطلب من رئيس جهاز المخابرات العامة الأردنية تقديم عرض شامل عن المكاسب التي حققتها حركة حماس بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، وانعكاس ذلك على دور جماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية. وفي ضوء ذلك، يرى الأردن الآن فرصة لتجاوز حالة البرود في علاقاته مع الإمارات التي كانت تلحّ في طلب وضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، والتعاون لمحاصرة حماس.
- أظهر التقييم أن الرئيس الفلسطيني يعد من أبرز الخاسرين في هذه المعركة، وخاصة بعد تأجيله الانتخابات التشريعية خوفاً من فوز حماس فيها. كما فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توظيف نتائج المعركة لترؤس حكومة جديدة.
- تم التوافق على ضرورة العمل لمواجهة دور قطر في قطاع غزة بالتعاون بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، بسبب القلق من مشروع الإخوان وتأثيراته على ليبيا ومصر، إضافة إلى تجنب تسجيل ما قد تراه حماس انتصاراً سياسياً ضد الإمارات والبحرين اللتين باشرتا بعلاقات مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد حماس في كسب شعبية في الشارع العربي.
- تم التوافق أيضاً على فتح قنوات التنسيق بين الأردن ومصر والإمارات والسعودية في ملف إعادة إعمار غزة لتقويض حضور وشعبية حركة حماس في القطاع، حيث يتولى الجيش المصري الشق اللوجستي ويتم إدخال الشركات المصرية تحت مظلته بالتفاهم مع إسرائيل، بينما توفر الإمارات والسعودية الدعم المالي. ولا تستطيع حماس رفض ذلك نظراً لحاجتها إلى الدور المصري المهم بالنسبة لها وأيضاً لضرورة تعافي قطاع غزة من الأضرار التي نجمت عن العمليات العسكرية الإسرائيلية.
- التأكيد والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لعدم السماح بإدخال المساعدات القطرية، بينما ستسمح لمصر بإدخال كافة مواد البناء، على أن يتم التواصل بين السعودية والإمارات لترتيب المساعدة المطلوبة.
- دعم الدول العربية المعنية (السعودية – الأردن – مصر – الإمارات) اختيار الدكتور سلام فياض رئيساً لوزراء فلسطين بدلاً من الدكتور محمد أشتيه، تماشياً مع التوجه الأميركي بهذا الشأن.
- خلال اللقاء، أعرب ملك الأردن عن انزعاجه من حصر إسرائيل العلاقة معه في إطار التنسيق الأمني، وهذا يهمش دور الأردن.
خطة محمد بن زايد لمحاصرة حماس
وبات واضحاً بعد تسريب هذه الوثيقة المساعي الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لإقامة تحالف مع (السعودية ومصر والأردن) لتضييق الخناق على حركة حماس في فلسطين، باعتبارها “آخر معاقل الإخوان المسلمين” في المنطقة العربية، بعد الضربات التي تعرّضت لها الجماعة في مصر والأردن وتونس والمغرب وسوريا ودول أخرى.
ووفق المعطيات، فإن المساعي الإماراتية تجري بتنسيق تام مع إسرائيل التي تتولى من جانبها فرض قيود وتعقيدات على أي نوع من المساعدات لأبناء المناطق الفلسطينية المحتلة، ولا سيما قطاع غزة.
معركة “سيف القدس” اربكت حسابات الإمارات
وبعد لب ” العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في أيار الماضي، تداعت هذه القوى إلى لقاءات لتنفيذ هذه المهمة.
وتبين، مع الوقت، أن الضغوط لمنع عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، تندرج ضمن خطة لا تتعلق بالمطالب الإسرائيلية فحسب، بل بمطالب لهؤلاء، وخصوصاً الإمارات العربية المتحدة التي تسعى إلى محاصرة أي دور قطري في تقديم الدعم لحماس أو غيرها من جماعات الإخوان، مع التسليم للأميركيين والإسرائيليين بالتعاون في مكافحة قوى المقاومة في فلسطين وغيرها.
وشهدت الأشهر الماضية تطورات تصب في هذا الإطار، من تضييق الحصار على القطاع، وممارسة ضغوط على صرف المنحة القطرية، وسعي القاهرة إلى الإشراف المباشر على عمليات إعادة إعمار ما خلفه العدوان على غزة، وصولاً إلى العمل السياسي على محاصرة نتائج المعركة التي صبت في مصلحة محور المقاومة.
إسرائيل وأمريكا طلبتا من قطر الحد من نشاط حماس
وقد توسعت خطوات التضييق لتشمل كل الدول المنضوية في هذا التحالف، وهو ما يفسر إعداد سلطات الحكم في السودان لائحة بالمؤسسات والشركات والجمعيات التي تعود ملكيتها إلى شخصيات فلسطينية، خصوصاً تلك المقربة من حماس، والتي كانت تحظى بهامش كبير من الحركة في هذا البلد خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير.
وبحسب المعلومات، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل طالبتا السلطات القطرية بوضع إطار يحدّ من نشاط حماس في الدوحة، وحصر أي دعم بالأطر التي تضمن عدم استخدام الحركة هذه الأموال في الجانب العسكري أو حتى في أنشطتها السياسية داخل القطاع وخارجه.
علاقات متوترة
يذكر أن العلاقة بين محمد بن سلمان وملك الأردن متوترة، بعد إدانة السلطات الأردنية مستشار ابن سلمان، (رئيس الديوان الأردني سابقاً باسم عوض الله، بالتآمر ضد الحكم الهاشمي، ورفض ملك الأردن إصدار عفو عن عوض الله الذي يدير مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والاتصالات السياسية لولي العهد السعودي).
وينعكس هذا الغضب رفضاً سعودياً لتقديم أي عون مالي للأردن الذي يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، فيما تحاول أبو ظبي معالجة الأمر شرط الحصول على موافقة الملك عبد الله على خطوات سياسية تصب في خدمة المشروع الإماراتي.
كذلك، فإن ولي العهد السعودي ليس راضياً عن تحركات نظيره الإماراتي.
وتؤكد مصادر أن آخر لقاء بينهما كان عاصفاً ما جعل التواصل المباشر بين الرجلين معقداً، ودفعهما إلى اعتماد المسؤول الفعلي عن المخابرات الإماراتية طحنون بن زايد وسيطاً لابن زايد مع ابن سلمان، وأيضاً مع تركيا وقطر.