وثيقة سرية أعدها وزير خارجية السعودية تكشف خطة محمد بن زايد لحصار حماس

وطن- كشفت وثيقة مسربة، صادرة عن وزارة الخارجية السعودية، تفاصيل زيارة خاطفة قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى الأردن، للقاء الملك عبدالله الثاني بهدف ترتيب وتنسيق خطة لمحاصرة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

وتقول الوثيقة المسربة التي أعدها وزير الخارجية فيصل بن فرحان وأرسلها إلى ولي العهد محمد بن سلمان :” أودّ إحاطة سموكم بالمعلومات حول الزيارة المفاجئة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى الأردن في 27 مايو والتي استمرت لساعات، وبعد المواجهات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية “. وفق تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

خطة محمد بن زايد لمحاصرة حماس

وبات واضحاً بعد تسريب هذه الوثيقة المساعي الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لإقامة تحالف مع (السعودية ومصر والأردن) لتضييق الخناق على حركة حماس في فلسطين، باعتبارها “آخر معاقل الإخوان المسلمين” في المنطقة العربية، بعد الضربات التي تعرّضت لها الجماعة في مصر والأردن وتونس والمغرب وسوريا ودول أخرى.

احتجاجات في تونس ضد انقلاب قيس سعيد
احتجاجات في تونس ضد انقلاب قيس سعيد

ووفق المعطيات، فإن المساعي الإماراتية تجري بتنسيق تام مع إسرائيل التي تتولى من جانبها فرض قيود وتعقيدات على أي نوع من المساعدات لأبناء المناطق الفلسطينية المحتلة، ولا سيما قطاع غزة.

معركة “سيف القدس” اربكت حسابات الإمارات

وبعد لب ” العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في أيار الماضي، تداعت هذه القوى إلى لقاءات لتنفيذ هذه المهمة.

وتبين، مع الوقت، أن الضغوط لمنع عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، تندرج ضمن خطة لا تتعلق بالمطالب الإسرائيلية فحسب، بل بمطالب لهؤلاء، وخصوصاً الإمارات العربية المتحدة التي تسعى إلى محاصرة أي دور قطري في تقديم الدعم لحماس أو غيرها من جماعات الإخوان، مع التسليم للأميركيين والإسرائيليين بالتعاون في مكافحة قوى المقاومة في فلسطين وغيرها.

وشهدت الأشهر الماضية تطورات تصب في هذا الإطار، من تضييق الحصار على القطاع، وممارسة ضغوط على صرف المنحة القطرية، وسعي القاهرة إلى الإشراف المباشر على عمليات إعادة إعمار ما خلفه العدوان على غزة، وصولاً إلى العمل السياسي على محاصرة نتائج المعركة التي صبت في مصلحة محور المقاومة.

إسرائيل وأمريكا طلبتا من قطر الحد من نشاط حماس

وقد توسعت خطوات التضييق لتشمل كل الدول المنضوية في هذا التحالف، وهو ما يفسر إعداد سلطات الحكم في السودان لائحة بالمؤسسات والشركات والجمعيات التي تعود ملكيتها إلى شخصيات فلسطينية، خصوصاً تلك المقربة من حماس، والتي كانت تحظى بهامش كبير من الحركة في هذا البلد خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وبحسب المعلومات، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل طالبتا السلطات القطرية بوضع إطار يحدّ من نشاط حماس في الدوحة، وحصر أي دعم بالأطر التي تضمن عدم استخدام الحركة هذه الأموال في الجانب العسكري أو حتى في أنشطتها السياسية داخل القطاع وخارجه.

علاقات متوترة

يذكر أن العلاقة بين محمد بن سلمان وملك الأردن متوترة، بعد إدانة السلطات الأردنية مستشار ابن سلمان، (رئيس الديوان الأردني سابقاً باسم عوض الله، بالتآمر ضد الحكم الهاشمي، ورفض ملك الأردن إصدار عفو عن عوض الله الذي يدير مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والاتصالات السياسية لولي العهد السعودي).

معاقبة باسم عوض الله و الشريف حسن بن زيد في قضية الفتنة
باسم عوض الله و الشريف حسن بن زيد خلال دخولهما لمحاكمتهما في قضية الفتنة

وينعكس هذا الغضب رفضاً سعودياً لتقديم أي عون مالي للأردن الذي يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، فيما تحاول أبو ظبي معالجة الأمر شرط الحصول على موافقة الملك عبد الله على خطوات سياسية تصب في خدمة المشروع الإماراتي.

كذلك، فإن ولي العهد السعودي ليس راضياً عن تحركات نظيره الإماراتي.

طحنون بن زايد
طحنون بن زايد

وتؤكد مصادر أن آخر لقاء بينهما كان عاصفاً ما جعل التواصل المباشر بين الرجلين معقداً، ودفعهما إلى اعتماد المسؤول الفعلي عن المخابرات الإماراتية طحنون بن زايد وسيطاً لابن زايد مع ابن سلمان، وأيضاً مع تركيا وقطر.

المصدر
صحيفة الأخبار ، وطن
Exit mobile version