متى يمكن أن يكون شرب الماء أمرا خطيرا؟
إن للماء العديد من الفوائد، فهو يخلص الجسم من السموم، كما يحمي المفاصل وأعضاء الجسم، ويساعد في نقل الغذاء للخلايا ويساعد في عملية الهضم.
ونشرت مجلة “فيدا سانا” الإسبانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الماء، الذي يعدّ من بين أحد أهم العناصر المركزية، بالنسبة للإنسان لضمان بقائه على قيد الحياة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن” إن للماء العديد من الفوائد، فهو يخلص الجسم من السموم، كما يحمي المفاصل وأعضاء الجسم، ويساعد في نقل الغذاء للخلايا ويساعد في عملية الهضم. وبالتالي يحمي من مخاطر الجفاف. ولكن كل شيء يزيد عن حده يقلب ضده، فكمَا للماء فوائد كثيرة، فإن الإفراط في شربه يؤدي إلى أضرار كثيرة على حد سواء.
وعلى الرغم من أنه ينبغي شرب حوالي لترين من الماء يوميا، مع الحرص الشديد على عدم الإفراط في ذلك، إلا أن شرب الماء من أهم الأمور التي يوصي بها الكثير من الأطباء خصوصًا خلال فترة الصيف وعند بذل الجهد الكبير.
ولكن لماذا يعتبر الإفراط في شربه أمر ضار؟
ما هي كمية الماء التي ينصح بشربها كل يوم؟
يُنصح كل من البالغين والأطفال بشرب حوالي لترين من الماء. وعلى الرغم من أنه من الصعب جدًا اتباع هذه التوصية بالنسبة للعديد من الأشخاص، إلا أنها تمثل طريقة جيدة جدا لإجبار نفسك على شرب كميات من الماء الكافية، استنادا على “قاعدة 8×8” التي تتضمن شرب 8 أكواب من الماء تحتوي على حوالي 240 مل.
هل يمكننا تعويض ساعات النوم المفقودة لفترة أطول قليلا في عطلات نهاية الأسبوع؟
وأحد مصادر هذه الفكرة، هو كتاب التغذية من أجل الصحة الجيدة، الذي نشر في عام 1974 من قِبَل أخصائيي التغذية مارغريت ماك ويليامز وفريدريك ستاري. حيث نصح الإخصائين، بأن يستهلك الشخص البالغ المتوسط، ما بين ستة وثمانية أكواب من الماء في اليوم.
ومع ذلك، أثبتت دراسات علمية أخرى أننا لن نضطر إلى شرب لترين من الماء كل يوم، ولكن علينا أن نشرب ما تحتاجه منا أجسامنا فقط. وهذا يعني أنه ليس بالضرورة شرب الماء بطريقة لا حصر لها يوميا، حيث يمكن تناول بعض المواد الغذائية، التي تحتوي على كميات لا بأس بها من الماء. فضلا عن أن العديد من الفواكه والخضروات، تحتوي على ما يصل إلى 98 بالمئة من الماء.
لماذا شرب الكثير من الماء ضار؟
يؤدي شرب الماء بكثرة إلى فرط سوائل الجسم أو ما يسمى التسمم بالماء، الذي ينتج عنه انخفاض واضح في مستوى الصوديوم وانخفاض مستوى المواد الكهرلية فجأة، الذي من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة.
-
انخفاض مستوى الصوديوم
يتراوح المستوى الطبيعي للصوديوم في الجسم بين 135-145 ملليمول/لتر، وفي حال انخفاض النسبة عن 135 يدخل الجسم في مشكلة انخفاض صوديوم الدم وتقسم مراحل انخفاضه إلى أولي ومتوسط و شديد.
في المراحل المبكرة تظهر بعض العلامات مثل: الصداع والتشويش. وفي حال انخفاض الصوديوم بشكل أكبر تزداد الأعراض سوءًا فيحدث التالي: تشنج العضلات، نوبات الصرع، والإغماء (Coma)، ارتفاع في ضغط الدم، ازدواج الرؤية، فقدان التركيز وضيق التنفس.
-
تجمع السوائل حول الدماغ (Brain edema)
عند انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، تنتقل المياه من خارج الخلايا إلى داخلها مما يؤدي إلى تجمع الماء داخلها و بالتالي انتفاخها.
ويكون الخطر الأكبر عندما يحدث تجمع السوائل في خلايا الدماغ، بحيث يزيد الضغط في الجمجمة وتبدأ الأعراض بالظهور من صداع وغثيان واستفراغ.
-
الوفاة
من الممكن أن تؤدي كثرة شرب المياه إلى الوفاة في الحالات المستعصية التي لا يتم علاجها بشكل سريع.
وعليه، علينا تجنب شرب أكثر من 10 أكواب من الماء يوميًا، لأننا نستهلك في اليوم العديد من المشروبات الأخرى وأن جميع الأطعمة تقريبا تحتوي على سوائل متساوية، على غرار البطيخ، وهو فاكهة متوفرة خلال فصل الصيف، كما أنها تحتوي على كميات جيدة من الماء.
كيف نعرف إذا شربنا الكثير من الماء؟
من المهم جدًا إيلاء اهتمام وثيق لجسمنا، لأنه سيعطينا دائمًا علامات على حدوث خطب ما لنا. إذا شربنا كمية كبيرة من الماء، فإننا سنعاني لا محالة من سلسلة من الأعراض التي يمكن الخلط بينها وبين أعراض الجفاف.
دراسة: مقاومة الأنسولين يمكن أن تضاعف خطر الإصابة بالاكتئاب
فيما يلي تستعرض المجلة، ما الذي يمكن أن يحدث للجسم في حالة الإفراط في شرب الماء
- تشنجات عضلية أو تقلصات
- المرض
- صداع الراس
- تعب
- زيادة الوزن
- تنميل في الذراعين والساقين
ما هي أعراض الجفاف؟
وعلى العكس من ذلك، يمكن للشخص أن لا يشرب كميات كافية من الماء. ضع في اعتبارك أن هذا يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، خاصة في موسم الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة إلى أقصى معدلاتها. فيما يلي أهم أعراض الجفاف:
- بول أصفر غامق
- التعب
- دوخة
- جفاف الشفاه والعينين
- التبول أقل من أربع مرات في اليوم
- الشعور بالعطش الشديد
ختاما، لا يوجد قاعدة محددة لتحديد كميات شرب الماء، فهناك عدة عوامل تؤثر في حاجة الجسم للماء كالوزن، والنشاط البدني و حرارة الطقس.
يتم اعتبار الشعور بالعطش العامل الأساسي لحاجة الجسم للماء للحفاظ على مستوى الرطوبة، وكما يكون لون البول مؤشرًا على نسبة الرطوبة فيكون شاحبًا في حال الترطيب الجيد، و مائلًا للون الداكن في حالة عدم شرب الماء بشكل كافي.
بشكل عام يوصى بشرب 3-3.7 لتر من الماء للرجال يوميًا، و 2-2.7 لتر للنساء، وتزداد الحاجة في حالات الحمل والرضاعة وتكون الحاجة أكبر من المياه عند الرياضيين.