وطن- في دليل واضح على تفوق الدبلوماسية القطرية وتحول الدوحة إلى أحد مراكز القرار بالمنطقة العربية، أعلنت هولندا أنها قررت نقل سفارتها من كابل إلى العاصمة القطرية الدوحة.
قطر الصغيرة ودرس لدول الحصار
ويأتي ذلك في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين عبّرت اليابان عن نيتها اتخاذ القرار ذاته.
وقالت وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ في مؤتمر صحافي مع نظيرها القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس “طلبت (من قطر) الموافقة على نقل سفارة هولندا من كابل إلى الدوحة”.
وأضافت الوزيرة الهولندية “ناقشت مع وزير الخارجية القطري مستقبل أفغانستان وأهمية استمرار تقديم المساعدات”، وأكدت أنها “تثمن الدور الذي تلعبه قطر على الساحة الدولية في ما يتعلق بأفغانستان وملفات أخرى”.
من جهته، قال وزير الخارجية القطري “نأمل أن تكون العملية الانتقالية في أفغانستان سلمية وسلسة”، داعيا إلى “توحيد الجهود الدولية في التعامل الملف الأفغاني”.
بدوره، قال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي إنّ طوكيو تخطط أيضا لنقل سفارتها في كابل إلى الدوحة.
وجود دائم
وفي وقت سابق، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعمل مع القطريين لإقامة وجود أميركي دائم في الدوحة، مهمته قيادة وتنفيذ سياسات الولايات المتحدة المقبلة تجاه أفغانستان.
وقالت ساكي إن “من مكونات دبلوماسيتنا تجاه أفغانستان إقامة وجود لنا في الدوحة، حيث يمكننا العمل من هناك دبلوماسيا، والتواصل مع المسؤولين القنصليين والدبلوماسيين الذين يعملون على إخلاء المواطنين الأميركيين وشركائنا الأفغان الآخرين الذين يريدون مغادرة أفغانستان”.
وأضافت ساكي خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم أمس إن الولايات المتحدة تعمل مع قطر وتركيا للإبقاء على مطار كابل قيد التشغيل المدني.
وقالت “في ما يخص مطار كابل، فإن ما نعمل عليه، وبالتحديد مع شركائنا المهمين القطريين والأتراك، هو إعادة تشغيل الجانب المدني من المطار حتى نتمكن من استخدامه ليس فقط للرحلات الجوية لمغادرة الناس، ولكن أيضا لإيصال المساعدات الإنسانية التي نعمل عليها من خلال برنامج الغذاء العالمي”.
مكتب دبلوماسي
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن المكتب الدبلوماسي الخاص بأفغانستان بدأ العمل في الدوحة، وسيحافظ على التواصل مع طالبان.
وأضاف برايس أن العاصمة القطرية الدوحة موقع للانخراط الدبلوماسي مع أفغانستان، وأشار إلى أن المكتب الأميركي في الدوحة الخاص بأفغانستان سيقوم بأدوار السفارة الأميركية المتوقفة في كابل، وسيحافظ على التواصل مع المكتب السياسي لحركة طالبان.
وقال برايس “من ميزات الدوحة أنها كانت منذ مدة موقعا للانخراط الدبلوماسي، ليس فقط مع شركائنا الإقليميين والآخرين في ما يتعلق بأفغانستان، وإنما مع المكتب السياسي لطالبان أيضا”.
وتابع أن “مكتب الدوحة سينخرط مع المكاتب الأفغانية الخارجية التي انتقلت إلى العاصمة القطرية، وأماكن أخرى في المنطقة. الدوحة هي موقع للدبلوماسية في ما يخص أفغانستان”.
شكر واسع لأمير قطر تميم بن حمد
من جهة أخرى، تلقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، استعرضا خلاله العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وأوجه تعزيزها، كما جرى خلال الاتصال استعراض آخر تطورات الأوضاع في أفغانستان.
وفي هذا الصدد، أعرب وزير الدفاع الأميركي عن شكر الولايات المتحدة وتقديرها لجهود دولة قطر في دعم السلام في أفغانستان وتسهيل عمليات إجلاء المدنيين منها.
وأفاد بيان للبنتاغون بأن أمير قطر وأوستن تعهدا بمواصلة التعاون في قضايا الأمن الإقليمي.
شراكة إستراتيجية
وفي سياق مواز، أفادت وكالة الأنباء القطرية بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي أعرب -في اتصال هاتفي مع رئيس أركان القوات المسلحة القطرية غانم بن شاهين الغانم- عن شكره وتقديره لمشاركة القوات المسلحة القطرية في عمليات الإجلاء والإيواء المؤقت للمغادرين من العاصمة الأفغانية كابل.
وأكد ميلي ضرورة تضافر الجهود لاستكمال مغادرتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية والوجهات الأخرى في أقرب وقت.
As last planes out of #Afghanistan land in Qatar — joining 1000s of refugees hosted by the Qataris — think how close we came to losing Qatar as a Gulf base. In 2017, Trump nearly tanked the relationship during Saudi’s blockade. Biden wisely has recognized strategic partnership.
— Rep. Eric Swalwell (@RepSwalwell) August 31, 2021
بدوره، قال النائب الديمقراطي إريك سولويل، إنه بهبوط آخر طائرة إجلاء في قطر، يتذكر الأميركيون كيف كادوا يخسرون علاقتهم معها أثناء الحصار.
وأضاف سولويل في تغريدة على تويتر أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كاد أن يدمر الشراكة الإستراتيجية للولايات المتحدة مع قطر أثناء حصار عام 2017، لكن بايدن أدرك أهميتها، وفق تعبيره.