خبير عُماني ينشر تغريدات هامة عن معاناة الباحثين عن عمل والوضع الإقتصادي: “سننهض من جديد”

By Published On: 1 أكتوبر، 2021

شارك الموضوع:

وطن- متطرقاً الى معاناة الباحثين عن عمل، نشر رجل الأعمال والمفكر والكاتب العماني مرتضى علي حسن، سلسلة تغريدات مهمه تناول فيها الوضع الإقتصادي في سلطنة عمان وتداعياته والحلول والجهود التي تبذلها القيادة لتجاوز الأزمة.

مرتضى حسن علي

مرتضى حسن علي

وقال الخبير العماني إن ما دعاه لكتابة هذه التغريدات هو إلقاء الضوء على مشكلة الباحثين عن عمل واهتمام السلطان شخصيا بالملف والجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة العمل لإيجاد حلول عملية لتوفير فرصه العمل للشباب العماني، إضافة لتوضيح الصعوبات آلتي تكتنف هذا الملف “الباحثين عن عمل”.

معاناة الباحثين عن عمل

وقال: “كل الجهات المسؤولة تشعر بمعاناة الباحثين عن عمل، وعلينا أن ننظر إلى المستقبل بالتفاؤل وبثقة ولا سيما إن جلالة السلطان يتابع الملف شخصيا كما إن وزارة العمل تبذل جهودا كبيرة لإيجاد الحلول ومن واجب الجميع بدون استثناء تقديم المساعدة لفتح الطريق إلى المستقبل الواعد”.

السلطان هيثم بن طارق بسرعة تنفيذ المبادرات التشغيلية لتوفير أكثر من 32 ألف فرصة عمل للباحثين عن عمل

السلطان هيثم بن طارق يتابع ملف الباحثين عن عمل

واضاف: “منذ أن تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله-مقاليد الحكم في عُمان،كان يدرك المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه،وخاطب شعبه الوفي قائلا:“سوفَ يشهدُ الاقتصاد خلال الأعوامِ الخمسةِ القادمة معدلات نمو تلبي تطلعاتِكم جميعا أبناء الوطنِ العزيز”.

وتابع: “منذ اللحظة الأولى كانت التوجهات الجديدة من النهضة المتجددة، وأكد عزمه على هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وتفعيل المساءلة والمحاسبة وتعزيز النزاهة وحوكمة الاداء”.

وزاد الكاتب يقول: تقوم الحكومة بتخصيص برامج خاصة”لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد وتفعيل دور الإعلام كسلطة رابعة”، منها “برنامج مكافحة الفساد والحد من الاعتداء على المال العام، و”مكافحة الفساد الإداري والمالي، والتصدي لحالات الاعتداء على المال العام والحدِ منها ومن إساءة استعمال السلطة”.

مشاكل معقدة المتراكمة

ويوضح الكاتب انّ العديد من المشاكل والأزمات في السلطنة هي نتيجة للمشاكل المعقدة المتراكمة عبر العقود الماضية والتي بقت من دون إيجاد حلول جذرية لها،حيث إن الاولويات كانت مختلفة. وتُبذل الان جهودا كبيرة لايجاد نمو إقتصادي وتوفير الاستقرار المالي القادران على توفير فرص عمل متنامية”.

وقال إنّه خلال السنوات الماضية ارتفع الدين العام بشكل كبير. مضيفا ان ٨٠٪ من موازنة عام ٢٠٢١ هي لدفع الرواتب، ومن المتوقع أن يبلغ الدين في نهاية عام ٢٠٢١ مبلغ قدره “٢٠،٣”مليار ريال عماني أو نحو “٧٣،٣٪”من الناتج المحلي الاجمالي العام،وهي نسبة عالية جدا.

ورآى ان عملية سداد أقساط القروض وتسديد الفوائد المستحقة على القروض أصبحت بنودا ثابتة في الموازنة العامة، وارتفعت الفوائد على القروض من نحو “٨٦٠” مليون ريال في عام ٢٠٢٠ إلى مليار و٢٠٠ مليون ريال في عام ٢٠٢١.

وذكر ان الدين التراكمي العام سيصل في عام ٢٠٢١ مبلغا قدره “٢٠،٣” مليار ريال عماني مشكلا بذلك نسبة قدرها “٧٣،٣” من الناتج المحلي الإجمالي وسترتفع مبالغ خدمة الدين فقط المتوقعة من “٨٦٠” مليون ريال في عام ٢٠٢٠ الى “١٢٠٠” مليون ريال عماني في عام ٢٠٢١.

وأشار الى ان الدين الحكومي ظل يرتفع بسرعة سنويا حيث إرتفع من “١،٤٨”مليار ريال في عام ٢٠١٣ إلى “٣،٤٤”مليار في سنة ٢٠١٥ و”٧،٩٩”مليار في سنة ٢٠١٦ ووصل إلى “١٣،٤” مليار ريال في عام ٢٠١٤ و”١٥،٨” مليار ريال في عام ٢٠١٩. والتقديرات كانت تشير ان يصل إلى “٢٠،٣” مليار ريال في عام ٢٠٢١.

عُمان لا تتمتع بحيز مالي

بحسب الخبير العماني فإن -القراءة المتفحصة للتحديات المالية والاقتصادية التي مر بها البلد منذ إنهيار أسعار النفط في عام ٢٠١٤ والشلل الاقتصادي بسبب كورونا، تجعلنا ندرك صعوبة الوضع خاصة إن عُمان لا تتمتع بحيز مالي، نظرا للديون المتراكمة،كما إن احتياطياتها من العملات الاجنبية محدودة.

وقال: أدركت الحكومة انه من الاستحالة عمل أي شيء قبل إصلاح الوضع المالي السيء، وبدأت تتخذ خطوات سريعة وعاجلة لإصلاح الخلل الكبير، فاعلنت عن خطة التوازن المالي، وهي خطة طموحة للسيطرة على الإنفاق ووقف العجز وتسديد القروض وفوائدها وإعادة التوازن إلى الموازنة العامة للدولة.

ويعتبر الكاتب أن “خطة التوازن المالي خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ انها ستحسن التقييم السيادي للسلطنة لدى مؤسسات التقييم السيادية العالمية”.

وقال: “حصول السلطنة على القروض بطريقة سهلة نسبيا من البنوك والمؤسسات الدولية مؤشر على ثقة تلك المؤسسات بجدية الحكومة للسيطرة على الانفاق والدين العام”.

ورغم الاهمية الكبيرة لخطة التوازن المالي الا إنها تؤدي من جهة أخرى إلى تباطئ إقتصادي بسبب زيادة الرسوم والضرائب وعدم طرح المشاريع وتدني ربحية الشركات وتعثر بعضها وعلى عدم قدرتها على خلق مزيد من الوظائف من جهة وإلى زيادة في أعداد المسرحين عن عمل مثلما حدث بالفعل.وفق الخبير

ويشير الى انه وللتغلب على الصعوبات، أعلن د.سعيد الصقري -وزير الاقتصاد- أن السلطان بارك خطة لتحفيز الاقتصاد لمعالجة الاثار الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا وتحقيق معدلات نمو بشكل متسارع وتشكيل فريق لوضع السياسات والبرامج الداعمة لتحفيز وتطوير الاقتصاد الكلي وتوليدفرص العمل.

ولفت الى ان الحكومة العمانية أقرت حزما تحفيزية عن طريق تقديم القروض الميسرة أو تأجيل سداد القروض وتأسيس صندوق الامن الوظيفي. فيما تبذل وزارة العمل  كل الجهود الممكنة لتوفير فرص العمل وتقديم دعم مادي للتدريب والمشاركة في نسبة من الرواتب.

مسؤولية مشتركة 

وقال ان الحفاظ على الأمن والاستقرار في غاية الاهمية في هذه الظروف الدقيقة، وهي ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط بل إن كافة الاطراف تتحمل تلك المسؤولية ومنها المسؤولية الشخصية لكافة المواطنين مثلما هي مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني. باختصار هي مسؤولية جماعية مشتركة.وفق الكاتب

وشدد على ان الاستقرار الأمني وجذب الاستثمارات والنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل المتنامية أوجه لعملة واحدة. سبب تدهور الاقتصادات في العديد من الدول يعود إلى عدم الاستقرار الأمني والذي بدوره يؤدي إلى مزيد من المشاكل الاقتصادية والمالية وتفاقم البطالة والاوضاع المعيشية والانسانية.

وتابع: “عدم الاستقرار يؤثر على بيئة الاستثمار وبالتالي على قدرة الاقتصاد لخلق فرص عمل عديدة،والذي سيؤثر على الباحثين عن العمل أنفسهم،إضافة انه يخلق فراغا أمنيا ويتيح المجال للقوى المتربصة ان تتسلل ولا سيما إننا نعيش في منطقة مضطربة كما نستضيف مئات الالوف من الوافدين.”.

وقال ان التقارير الدولية تشير إن عمان مقبلة على نمو مضطرد، وتوقع البنك الدولي ان يسجل الناتج المحلي الإجمالي لعمان العام المقبل نموا سيكون الأعلى من السنوات الخمس الاخيرة.

سلطنة عمان

سلطنة عمان

إضافة لكل ذلك فأن خطط تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات سوف تساهم كلها بخلق فرص عمل متنامية.

ولفت الى ان المستقبل الوظيفي واعد مع تحرك الاقتصاد ونموه.حالة الحماس التي تسود بين الشباب والشابات، أن لها أن تتحول إلى طاقة عمل جبارة للعمل والإنتاج والإبداع. ليس من الخير ان يسيطر الحماس وحده على تفكيرنا مثلما ليس من الخير ان تخلُ قلوبنا من الحماس.قال الكاتب مرتضى حسن علي

وقال: “عمان عبر تاريخها الطويل تمكنت بإصرار وثبات ان تتغلب على الأزمات آلتي واجهتها. المؤشرات تشير الى إننا نصل إلى نهاية النفق وان مستقبلا باهرا ينتظرنا.وما عانته عمان خلال السنوات الاخيرة،سوف يكون من الذكريات ونردد الاية الكريمة:”وتلك الأيام نُداوِلها بين الناس”.

وختم تغريداته يقول: “إننا في حالة وعي طالما نبحث عن حلول لمشاكلنا، لعل تلك واحدة من الظواهر الملفتة في جميع أنحاء عمان، في كل ركن منها مناقشة وفي كل محفل فيه حوار، ومعنى ذلك إن إرادة تخطي الازمة موجودة كما ان إرادة الشفاء لدينا متوفرة. وسوف تتخطى عمان باذن الله مشاكلها وتنهض من جديد”.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment