بعد مرور 3 سنوات على مقتل جمال خاشقجي.. كيف يبدو مصير الناشطين والمنتقدين في السعودية؟!

وطن- نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تقريراً افتتاحياً حول الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في الذكرى الثالثة لاغتياله والتي تمت في الثاني من أكتوبر 2018، في مقر قنصلية بلادة بإسطنبول.

وكتبت الصحيفة الأمريكية الذي كان خاشقجي أحد كتابها أن عملية اغتيال زميلنا جمال خاشقجي قبل ثلاث سنوات، والتي تمت بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت جزءا من حملة بعيدة المدى تهدف لإخراس منتقدي السعودية بداخل المملكة وخارجها.

من هو جمال خاشقجي؟

عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية، بعد أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، والذي يقدم نفسه للعالم الخارجي باعتباره رائد الإصلاح، بينما شهدت بلاده موجة من الاعتقالات ضد رجال دين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق النساء.

وعلى مدى عقود، كان الرجل البالغ من العمر 59 عاما مقربا من العائلة المالكة السعودية وعمل أيضا مستشاراً للحكومة.

محكمة أمريكية تمهل محمد بن سلمان 21 يوما
محكمة أمريكية تمهل محمد بن سلمان 21 يوما

ودرس خاشقجي الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي.

واشتهر أكثر بعد نجاحه في تغطية أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي.

وكان من الذين أثاروا موجة من الجدل عندما كتب تغريدة على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر، مدافعا عن الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وعن جماعة الإخوان المسلمين المصنفين كـ “إرهابيين” من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

هؤلاء السعوديون ما زالوا يتعرضون للإخراس

وسلط التقرير الضوء على عدد من الشخصيات السعودية التي لا تزال في السجن أو غير قادرة على العيش بحرية داخل المملكة بعد أن أدت المحاكمات السرية والاعتقالات والرقابة إلى خلق مناخ من الخوف.

عبدالرحمن السدحان

ففي مارس 2018، اقتادت قوات الأمن السعودية عامل الإغاثة في الهلال الأحمر في الرياض، عبد الرحمن السدحان، لأنه انتقد اقتصاد المملكة عبر حساب مجهول على موقع التواصل تويتر.

ولما يقرب من عامين، لا يزال غائبا عن أسرته التي لا تعرف ما حدث له، قبل أن يتلقى أحد أقاربه مكالمة هاتفية من السدحان يخبره فيها أنه محتجز في سجن الحائر.

المعتقل السعودي عبدالرحمن السدحان
المعتقل السعودي عبدالرحمن السدحان

وعانت أسرته فترةً أخرى من الصمت، وآذتها تقارير مزعجة تلقوها من أولئك الذين كانوا على اتصال بسجناء آخرين عن تعرُّض السدحان للتعذيب وسوء المعاملة.

هذا العام، حُكم عليه خلال محاكمة سرية بالسجن لمدة 20 عامًا وحظر سفر لمدة 20 عامًا أخرى، وهو في صدد استئناف ذلك الحكم حاليًا.

شقيقته أريج كتبت في مقال رأي في مايو/أيار الماضي قائلةً: “عائلتي منهكة. لا ينبغي علينا وعلى كثيرين غيرنا قضاء أيام وسنوات في التساؤل عمّا إذا كان شقيقنا أو ابننا الحبيب بأمان، أو ما إذا كان يتألم، أو ما إذا كان على قيد الحياة.”

رائف بدوي

واعتقل الناشط السعودي، رائف بدوي في عام 2012 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات و1000 جلدة وتلقى بدوي 50 جلدة علانية في يناير 2015، حيث كان مدونا على مواقع التواصل يدعو إلى احترام الأقليات.

أما شقيقته سمر بدوي، وهي ناشطة كانت تدعو إلى تمكين المرأة من التصويت وقيادة السيارة وتحدت نظام ولاية الرجل، تم إلقاء القبض عليها في يوليو 2018، أي بعد أكثر من شهر تقريبا من رفع المملكة الحظر على قيادة النساء، بتهمة “التواصل مع السفارات والهيئات في الخارج المعادية للمملكة”.

رائف بدوي
رائف بدوي

وكانت سمر بدوي قد اعتُقِلت سابقًا لمدة سبعة أشهر في عام 2010 بتهمة عقوق والدها.

وبعد قرابة ثلاث سنوات من الاعتقال، أُطلِق سراحها من السجن في يونيو/حزيران، لكنها ما زالت ممنوعة من السفر ولم تتحدث علنًا عن محنتها، وزوجها وليد أبو الخير – الذي شغل أيضًا منصب محامي رائف – يقضي عقوبةً بالسجن لمدة 15 عامًا بتهم ملفقة.

إيمان النفجان

وألقي القبض على الكاتبة إيمان النفجان في مايو 2018 وبعد قرابة عام في الاحتجاز، تم الإفراج عنها بشكل مؤقت في مارس 2019 لكنها لا تزال تواجه قيودا على حريتها.

وكانت قد نشرت مقال رأي على صحيفة “الغارديان” البريطانية” عام 2011 طرحت فيه سؤال: “كيف تبدو المرأة السعودية؟”.

وحصلت النفجان على جائزة لحرية الكتابة لعام 2019 إلى جانب زميلتها الكاتبة السعودية نوف عبد العزيز الجراوي والناشطة لجين الهذلول.

ايمان النفجان تعرضت للتعذيب
ايمان النفجان

وتصدّت النفجان، وهي مؤلفة مدونة “المرأة السعودية”، بشجاعة لهذه العقبات في كتاباتها وعملها.

وساهمت أستاذة اللسانيات في عدة منافذ إخبارية مثل قناة CNN ومجلة “فورِن بوليسي” وتحدثت باستمرار عن النسوية وحقوق المرأة في السعودية.

قُبِض عليها في مايو/أيار 2018، قبل شهر من السماح القانوني للمرأة السعودية بقيادة السيارة. بعد قضاء قرابة عام رهن الاحتجاز، أُفرِج عنها مؤقتًا في مارس/آذار 2019 لكنها لا تزال تواجه قيودًا على حريتها.

وحازت على “جائزة بَن/باربي لحرية الكتابة” لعام 2019 إلى جانب زميلتها الكاتبة السعودية نوف عبد العزيز الجراوي والناشطة لجين الهذلول.

سارة وعمر الجابري

ويواجه كل من سارة وعمر الجابري قيودا على حريتهم الشخصية في الداخل، وهما أبناء رئيس المخابرات السعودية السابق سعد الجبري، الذي فر من السعودية في مايو 2017 ولا يزال في المنفى.

سارة وعمر الجابري
سارة وعمر الجابري

واستُهدف الأشقاء من قبل السلطات التي تسعى لإجبار والدهم الذي كان مستشارا لولي العهد السابق محمد بن نايف على العودة إلى السعودية.

سلمان العودة

سلمان العودة رجل دين وعالم إسلامي، اعتُقِل عام 2017 بعد يوم من مشاركته رسالةً مع 14 مليون متابع على تويتر حينئذ تدعو إلى السلام بين القادة السعوديين والقطريين.

رغم انتهاء الحصار الذي تقوده السعودية على قطر في يناير/كانون الثاني ، إلّا أن العودة لا يزال في السجن ويواجه عقوبة الإعدام بناءً على 37 تهمة، من ضمنها الدعوة إلى تغيير الحكومة، و”الانضمام إلى” الإخوان المسلمين و”الإشادة” بهم، والاعتراض على مقاطعة دولة قطر.

الحكومة السعودية تجهّز مادة إعلامية لعملية اغتيال معنوي ضد سلمان العودة
الحكومة السعودية تجهّز مادة إعلامية لعملية اغتيال معنوي ضد سلمان العودة

واجه الرجل البالغ من العمر 64 عامًا محاكمة سرية في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض. ومنذ ذلك الحين، شهد تأجيل جلسات استماع وجلسات محاكمة متعددة.

واحتُجز في سجن ذهبان، حيث تقول عائلته إنه نُقِل إلى المستشفى بسبب ارتفاع في ضغط الدم، وسجن الحائر، حيث ورد أنه احتُجِز في الحبس الانفرادي.

محمد فهد القحطاني

محمد فهد القحطاني محامٍ ومؤسس مشارك لجمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية (حسم)، وهي منظمة حقوقية مستقلة تعرّضت للحل. وبسبب عمله في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، اعتُقِل عام 2012 كجزء من حملة اعتقالات طالت الناشطين، وحُكِم عليه في 2013 بالسجن 10 سنوات ومنعه من السفر لمدة 10 سنوات أخرى. ومن بين التهم الموجهة إليه “استخدام الإنترنت لنشر آراء وعرائض وبيانات ضد الحكومة”.

محمد فهد القحطاني
محمد فهد القحطاني

وفي عام 2018، حصل على “جائزة رايت لايفلِهود” (المعيشة الصحيحة) مع أبو الخير – محامي رائف بدوي وزوج سمر بدوي – وعبد الله الحامد، ناشط حقوقي وُصف بأنه “نيلسون مانديلا السعودي”.

وتوفي الحامد العام الماضي خلال فترة سجنه بعد أن قالت عائلته إنه حُرِم من العلاج الطبي في السجن. شن القحطاني عدة إضرابات عن الطعام احتجاجًا على ظروف السجن وأصيب بفيروس كورونا في سجن الحائر في وقت سابق من هذا العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى