كارثة في ليبيا.. منظمات تكشف عن تعذيب وانتهاك جنسي لمهاجرين محتجزين بطرابلس

By Published On: 7 أكتوبر، 2021

شارك الموضوع:

وطن – تضم مراكز الاحتجاز في ليبيا عددا كبيرا من الأشخاص، يتجاوز طاقتها الاستيعابية في ظروف غير صحية وغير إنسانية. ولهذا تطالب منظمة أطباء بلا حدود السلطات الليبية بوضع حد لهذه الاعتقالات الجماعية.

وفي هذا السياق أكدت صحيفة “البوبليكو” الإسبانية في تقريرها الذي ترجمته “وطن”، أن عدد المهاجرين واللاجئين المحتجزين ارتفع بشكل كبير للغاية، مؤخرا في مراكز الاحتجاز في مدينة طرابلس الليبية.

وبحسب ما أوردته منظمة “أطباء بلا حدود“، فإن هذه تمثل زيادة كبيرة، حيث تضاعف عدد المعتقلين ثلاث مرات، نتيجة خمسة أيام من الاعتقالات “الجماعية والعشوائية” التي شملت أطفال ونساء أيضا.

اللاجئين في ليبيا

اللاجئين في ليبيا

ووفقًا لبيانات منظمة أطباء بلا حدود، بلغ عدد المهاجرين واللاجئين المحتجزين في العاصمة الليبية، 5 آلاف شخص.

كما أشارت المنظمة في بيان نشرته يوم، الأربعاء، إلى أن العديد من المعتقلين، تعرضوا لأعمال عنف جسدي وجنسي وصفوها بأنها “خطيرة”.

علاوة على ذلك، أبلغت الأمم المتحدة بالفعل عن مقتل شاب وجرح خمسة اخرين  بطلقات نارية عشوائية، وجميعهم كانوا من المهاجرين واللاجئين.

في المقابل، أكدت مديرة عمليات منظمة الصحة الدولية في ليبيا، إيلين فان دير فيلدين، أنها ترى كيف تتخذ قوات الأمن الليبية تدابير “متطرفة” بهدف “الاحتجاز التعسفي للأشخاص الأكثر ضعفا في ظروف غير إنسانية في مرافق مكتظة بشكل خطير وغير مقبول”.

مراكز التوقيف في ليبيا: ظروف غير صحية

وخلال هذا الأسبوع، تمكنت فرق منظمة أطباء بلا حدود من زيارة اثنين من مراكز الاحتجاز هذه، وهما  شارع الزاوية والمباني.

وأوضحت إيلين فان دير فيلدين، أنها عاينت مع فريق أطباء بلا حدود، احتجازات تعسفية وممارسات عنيفة من قبل القوات الليبية، أسفرت عن عدة إصابات وحالات وفاة أيضا، بالإضافة إلى تشتت العائلات، كما هدّمت منازلهم وأصبحت أكوام من الأنقاض.

في الحقيقة، يتشارك أكثر من 100 شخص نفس المرحاض، ناهيك أنه توجد  دِلاء مليئة بالبول مصفوفة بالقرب من أبواب  الزنازين، في مشهد أقل ما يقال عنه مقزز ولا يمت للإنسانية بصلة.

وفي مركز احتجاز شارع الزاوية، الذي يستوعب عادة 200-250 شخصاً، رأى فريق منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 550 امرأة وطفلاً محشورين في زنازين، بينهم نساء حوامل وأطفال حديثي الولادة.

وكان نحو 120 شخصاً يتشاركون مرحاضاً واحداً فقط. وعندما كان الطعام يُوزَّع، اندلعت ضجة حيث احتجت النساء المحتجزات على ظروف احتجازهن.

أما في مركز احتجاز المباني، شاهدت فرق منظمة أطباء بلا حدود عنابر وزَنازين مكتظة للغاية، لدرجة أن الرجال بداخلها كانوا يضطرون للوقوف.

وأمام الزنازين، كان مئات النساء والأطفال محتجزين في الهواء الطلق، دون ظل أو مأوى.

وتحدث فريق المنظمة إلى رجال قالوا أنهم لم يأكلوا منذ ثلاثة أيام، بينما قالت عدة نساء أن كل ما حصلن عليه هو قطعة خبز ومثلث من الجبن المطبوخ، مرة واحدة في اليوم.

ووجد فريق أطباء بلا حدود العديد من الرجال في حالة فقدان للوعي ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.

علاوة على ذلك، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، أنه كانت هناك محاولات للفرار من هذه المراكز، وقد استجابت السلطات لها “بعنف شديد”.

وزعم الفريق أنه سمع إطلاق نار “مكثف” من مسافة قريبة للغاية، بالإضافة إلى أنه شاهد مجموعة من الرجال يتعرضون لـ “الضرب العشوائي”، ثم “أُجبروا على ركوب المركبات واقتيادهم إلى جهة مجهولة”.

وفي ظل هذه الظروف المتوترة للغاية، والمحدودية الشديدة للوقت المتاح لزيارتهم، عالجت فرق منظمة أطباء بلا حدود 161 مريضا من بينهم ثلاثة أشخاص عولجوا من إصابات مرتبطة بالعنف. كما سهّلوا نقل 21 مريضا بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة إلى العيادات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في طرابلس.

إنهاء الاعتقالات

واستأنفت منظمة أطباء بلا حدود، التي توقفت نشاطها لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، عملها الصحي في مراكز شارع الزاوية والمباني وأبو سليم، وجميعها موجودة في طرابلس، بعد الاتفاق مع السلطات الليبية على الامتثال إلى شروط أساسية معينة، وهو أمر بحسب منظمة أطباء بلا حدود، انتهَكته السلطات الليبية بشكل واضح وصريح.

ونتيجة لانعدام الأمن الناجم عن المداهمات المستمرة، لم تتمكن فرق منظمة أطباء بلا حدود من إدارة عيَاداتها المتنقلة الأسبوعية، في أنحاء المدينة للمهاجرين واللاجئين المستضعفين الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.

وقد أثرت المداهمات أيضاً، على قدرة الناس على التنقل بحرية في أنحاء المدينة وطلب الرعاية الطبية، حيث يخشى الأشخاص الذين تفادوا الاعتقال الخروج من بيوتهم.

كما أوردت إيلين فان دير فيلدين، أنه بدلاً من “زيادة عدد الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز، يجب علينا وقف الاعتقالات التعسفية وإغلاق هذه المرافق الخطرة وغير الصالحة للسكن”.

وشددت على أن “المهاجرين واللاجئين محاصرون أكثر من أي وقت مضى في ليبيا حيث يعيشون في خطر، كما لا تتوفر لهم سوى خيارات قليلة للفرار بالنظر إلى تعليق الرحلات الإنسانية بشكل غير مبرر للمرة الثانية هذا العام”.

هذا وتدعو منظمة أطباء بلا حدود السلطات الليبية إلى وقف الاعتقالات الجماعية للمهاجرين واللاجئين المستضعفين، والإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين بشكل غير قانوني في مراكز الاحتجاز.

كما تحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات، بدعم من المنظمات ذات الصلة، على تحديد بدائل للاحتجاز تكون آمنة وكريمة والسماح بالاستئناف الفوري لرَحلات الإجلاء الإنساني وإعادة التوطين من ليبيا.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment