وطن- قالت مصادر إماراتية، إن الإدارة الامريكية بقيادة جو بايدن، رفضا مؤخراً طلبا إماراتيا رسميا بشأن إبرام اتفاقا أمنيا يعزز الحماية الإقليمية لأبوظبي التي يديرها محمد بن زايد
وأضافت المصادر أن الإمارات طلبت منذ عدة أسابيع ضرورة إبرام اتفاقا أمنيا جديدا مع واشنطن عقب التحولات الإقليمية الأخيرة وتطورات الأوضاع في أفغانستان.
وذكرت المصادر أن أبوظبي اعتقدت أنه يمكن لها أن تحصد من واشنطن على جائزة تقدمها الهائل في مسار التطبيع مع إسرائيل لكن إدارة بايدن رفضت الطلب الإماراتي. وفق ما نشر موقع الإمارات ليكس.
غضب إماراتي من التحولات الجارية في الشرق الأوسط
من جهتها أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية القلق الإماراتي من التحولات الجارية في الشرق الأوسط، في أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لاسيما سياسات واشنطن المتقلّبة.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات تبحث الانطلاق من قاعدة الروابط الإقليمية في نسج علاقاتها في المنطقة، بدلًا من الارتكاز إلى السياسة الأميركية التي هيمنت على الشرق الأوسط منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
وفي هذا الصدد، يرى كاتب الرأي في الصحيفة، دافيد أغناتيوس، وجود شراكات جديدة آخذة في التبلور بين قوى إقليمية قائمة على المصالح التجارية والاقتصادية، في عالم بدأت فيه القوة العظمى -الولايات المتحدة- تفقد بريقها.
ويعتقد الكاتب أن عملية إعادة التنظيم تلك تساهم في “تنفيس الضغط” في منطقة شهدت توتّرات خطيرة على مدار السنوات الماضية. وفي خضم هذا الواقع الجديد -يقول الكاتب- تسعى الدول بشكل متزايد لحل مشكلاتها وفق روابطها الاقتصادية الإقليمية، بدلًا من الاستناد إلى الحضور العسكري الأميركي.
لكن الخطر في ظل هذا الواقع، كما يرجح الكاتب، هو اللجوء إلى الصين كشريك، لتحل هذه الأخيرة ببطء محل الولايات المتحدة الآخذة بالانحسار في المنطقة.
السعوديون والاماراتيون
وفي حين شجّعت الولايات المتحدة حالة “حل النزاعات” تلك، كما يصف الكاتب، كما في المبادرات الدبلوماسية بين إيران والسعودية والإمارات، والتقارب الإماراتي مع تركيا وقطر، فإن زخم كل ذلك يبدو “خارج سيطرة واشنطن”
وبحسب تقييم أغناتيوس، فإن السعوديين خلصوا إلى أن الولايات المتحدة لن تطيح بنظام الحكم الإيراني، وباتت المعادلة بالنسبة لهم براغماتية بالمطلق، كما هي بالنسبة للإيرانيين: الاستقرار في المستقبل سيتعزز من خلال الاستثمار المتبادل، ما من شأنه أن يفضي في نهاية المطاف إلى عودة العلاقات الدبلوماسية.
وبحسب الكاتب، فإن نقطة التوتر في العلاقات السعودية الأميركية لا تزال تكمن في ولي العهد محمد بن سلمان، إذ كرر مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، خلال زيارته مؤخرًا إلى المنطقة، التحذيرات من أن بن سلمان يجب أن يتحمل المسؤولية عن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، في حين كرر ولي العهد السعودي إنكاره، واشتكى لسوليفان من أنه لم يحصل على العرفان المستحق لجهة تحديث المملكة وتوسيع حقوق المرأة، فيما رد المسؤولون الأميركيون بأن ثمة مطالب من قبل الحزبين بأن تحقق الرياض أكثر من ذلك في مجال حقوق الإنسان.
واستمع سوليفان كذلك إلى اشتكاء ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، مما وصفه بأنه “منعرجات غير متوقعة” في السياسة الأميركية، واقترح حلًّا “جدليًّا”، إذ دعا إلى توقيع اتفاقية أمنية رسمية، ليست بالضرورة كحلف “الناتو”، ولكن ممهورة بختم الكونغرس.
وفي خضم السياسة الأميركية المتقلبة، لا سيما مع نقطة الانعطاف المتمثلة في الانسحاب من أفغانستان، يرى الكاتب أن الدول الخليجية الحليفة للولايات المتحدة، لا سيما السعودية والإمارات، قد تتجه لتوسيع علاقاتها مع الصين وروسيا من دون قطع الروابط مع واشنطن.
ويشير في هذا الإطار إلى تصريح وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في نهاية الأسبوع الماضي، أن بلاده “قلقة من الحرب الباردة التي تلوح في الأفق” بين الولايات المتّحدة والصين، معتبرًا أن “فكرة الاختيار ستكون إشكالية”.