“ركز على مستقبلك” … إليك أسوأ 5 نصائح يقدمها الآباء لأطفالهم
عادة ما يقدم الآباء نصائح جيدة مفعمة بالحكمة والنظرة التفاؤلية، لكن في بعض الأوقات، لا يتفطن الأمهات والآباء، بأنهم يسيئون التصرف من خلال إعطاء سلسلة من النصائح، التي تؤثر على الطفل سلبيا دون إدراك منهم.
دائما ما يبحث معظم الآباء عن الأفضل لأطفالهم، ويريدون منهم أن يكونوا سعداء، وأن يكونوا ناجحين، وأن يحققوا أهدافهم … ولكن فيما يتعلق بتحقيق الأهداف والحصول على “النجاح”، يمكن أن يستعمل الأهل أسلوب الضغط المنفر.
فما هي برأيك أسوأ نصيحة يقدمها الآباء لأطفالهم؟
في هذا الشأن، أوضحت إيما سيبالا، الأستاذة في كلية ييل للإدارة ومديرة برنامج القيادة للنساء في نفس المدرسة. أثناء بحثها، أن العديد من المخططات أو المقدمات المقبولة شعبيا أو المعتقدات الراسخة، حول ما يتطلبه الأمر للنجاح يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تؤدي هذه النظريات أو الأفكار، إلى نتائج جيدة على المدى القصير، وسيئة على المدى الطويل، أو بشكل مباشر، لا تؤدي إلى نتائج جيدة.
أسوأ نصيحة يقدمها الآباء لأطفالهم
أكدت مجلة ” لا مينتي إيس مارافايوسا” الإسبانية، ان هذه المقالة، لا ترغب في إصدار الأحكام المسبقة أو انتقاد بعض التعليقات، التي يدلي بها الآباء على أطفالهم، بل على العكس من ذلك تماما، هناك سعي جاد من المجلة للتركيز على تشجيع عملية التفكير. لذلك نظرنا إلى بعض أسوأ النصائح، التي يقدمها الآباء لأطفالهم عندما يتعلق الأمر “بالنجاح”، وفقًا لطالبة الدكتوراه إيما سيبالا.
-
التركيز على المستقبل
ربما تكون إحدى أسوأ النصائح التي يقدمها الآباء لأطفالهم هي ما يلي: “التركيز على المستقبل”. تحت هذه الإستراتيجية يكمن مفهوم النجاح كهدف، كمنال أو مقصود مهم، يجب تحقيقه، وليس كمسار طويل يجب الاشتغال عليه بثبات حتى يتسنى للطفل تحقيق النجاح من خلاله عندما يكون شابا.
من خلال هذا التصرف، يضغط الأهل على الأطفال لرؤية الحاضر فقط، كوسيلة لمحاولة التواجد في مكان معين غدا. ربما يكون من الأفضل إخبارهم، بأن يعيشوا حاضرهم كما هو متطلعين إلى الأفضل وساعين إلى النجاح بطرق سليمة دون الضغط عليهم، ليكونوا سعداء حاليا وغدا.
-
التوتر أمر لا مفر منه، لا تتوقف عن المحاولة
في هذه المرحلة، سيكون من الجيد التفكير في الفرق بين الخوف والضيق. للتغلب على بعض العقبات، يبدو أن مستوى معينًا من التوتر لا مفر منه، وأن إبداء مستوى نشاط منخفض للغاية يضر بأداء الأبناء.
إن معرفة كيفية تعليم أبنائك، التحكم في التوتر والخوف، أمر جيد. كما ان كيفية إنهاء مبادرة أو تأجيلها، يمكن ان تساعد إلى إضافة قدر كبير من الرفاهية إلى حياة ابنك.
في الحقيقة، يتعلق الأمر بالذكاء في اتخاذ القرار والتنظيم الذاتي العاطفي الجيد. علاوة على ذلك، من الضروري الترويج لقيم مثل الجهد والعمل، ولكن دون ننسى أن نضيف أنه بدون وجود عناصر أخرى على غرار التوازن والحفاظ على صحة وسلامة العقل، فيمكن أن تسبب هذه القيم في التآكل والخمول.
-
ابق مشغولا
من الجيد أن تظل مشغولا، وأن يكون لديك تطلعات ودوافع وطموحات … لكن هل من الضروري حقًا أن تكون مشغولاً دائمًا؟
ألا يخلق ذلك ضغوطًا ومزيدًا من حالات التوتر والتفكير المفرط في المستقبل؟ لماذا لا يحاول الآباء، إخبار أبنائهم أن لهم أيضًا الحق في الراحة، أو عدم القيام بأي شيء لفترة معينة لنيل قسط لا بأس به من الراحة والاسترخاء.
-
استفد من نقاط قوتك
على المستوى العام، عادة ما نستمتع بتلك الأنشطة، التي تسمح لنا بتطوير تلك الجوانب التي نكون فيها أكثر مهارة. لكن هنالك آباء يدفعون أطفالهم الى الملل من نشاط كانوا يحبونه كثيرا، لانه اصبح جلسة تدريبية وليس حصة ترفيهية.
اقرأ أيضاً: الاضطرابات العقلية ليست وراثية فحسب.. هذه الدراسة كشفت التفاصيل
كما ان النشاط، الذي لا يتقنه الأطفال جيدًا يساعدهم على التعلم من أخطائهم. ويشعرون بذلك أنهم قادرون على التطور والتقدم. علاوة على ذلك، يحتاج العالم إلى أشخاص متعددي التخصصات، قادرين على التأقلم في مختلف المجالات.
-
العالم غابة، لذا احترس من بعض الناس
أخيرًا، وفقًا لإيما، من أسوأ النصائح التي يقدمها الآباء لأطفالهم ما يلي: “العالم غابة، لذا احترس من أشخاص معينين”.
بدلاً من ذلك، يمكنك تشجيعهم على زيادة تعاطفهم مع الآخرين. نحن جميعًا نستحق فرصة في الحياة، ولكن من ناحية أخرى، لا بأس في تشجيعهم على التفكير النقدي والبنّاء واحترام الذات.
علمهم أن يكونوا سعداء وليس ناجحين
من الواضح أنه لا يوجد دليل سحري، يعلمنا كيفية تقديم النصائح للأبناء. لا توجد أيضًا إجراءات إيجابية أو سلبية، فقط تساعدنا الرغبة في التعليم، بأفضل طريقة ممكنة، في أن نقدم النصائح والتعليمات، لكي نتقدم بأبنائنا إلى مستويات ادراكية جيدة.
اقرأ أيضاً: لماذا نستطيع أن نتذكر بعض المقاطع في حياتنا وننسى بعضها بسهولة أكبر؟
ربما يكون المفتاح هو إيجاد معاييرنا الخاصة عند التعليم، على غرار الحب والاحترام ومراعاة احتياجات أطفالنا. علاوة على ذلك، لا يتعلق الأمر بتربية الأطفال ليكونوا ناجحين، بل أن يكونوا سعداء محبين لحياتهم مقتنعيم بظروفهم وايجَابيين، وخاصة متصالحين مع قدراتهم.
ختاما، من المهم تشجيع الأطفال على الاستمتاع بالحاضر، ومعرفة نقاط قوتهم، ولكن أيضًا ينبغي أن تعلمهم كيفية التعامل مع شعور الإحباط أو الاستسلام. دعهم يشعرون أنه من حقهم ارتكاب الأخطاء والتعثر و الإحساس بالملل من كل شيء! فهذا هو الطبيعي، لم يخلق الأطفال مثاليين ولن يكونوا كذلك عند بلوغهم سن الرشد، الكمال صفة لا تُدرك، ولكن الحكمة والعقلانية صفات نستطيع التميّز بها واستغلالها في كل تجربة من حياتنا.
«تابع آخر الأخبار عبر: Google news»
«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في YOUTUBE»