الاضطرابات العقلية ليست وراثية فحسب.. هذه الدراسة كشفت التفاصيل

تلعب الوراثة، دورا حاسما في ظهور الاضطرابات العقلية، ولكن يعتبر عامل البيئة أو المحيط المادي، عاملا مهما أيضا في التأثير على الصحة النفسية للشخص.

وفي هذا الخصوص، حدد مركز البحوث الطبية الحيوية في شبكة الصحة العقلية “CIBERSAM”، عوامل الخطر البيئية المرتبطة بالمشاكل العقلية.

أكدت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية، في التقرير الذي ترجمته صحيفة “وطن”، أن معرفة عوامل الخطر لأي مرض، يعد أمرًا ضروريًا للكشف عن الأشخاص الذين لديهم استعداد أكبر للإصابة بالاضطرابات العقلية، وقبل كل شيء، لتصميم برامج وقائية.

كما أنه من المهم تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للاكتئاب أو الخرف، لأنه مفتاح التشخيص المبكر.

في ذات السياق، من المعروف أن الوراثة الجينية، تلعب دورًا مهمًا في المرض العقلي، ولكن هناك العديد من العوامل البيئية التي تؤثر أيضًا على ظهور هذا النوع من الاضطراب.

اقرأ أيضاً: لماذا نستطيع أن نتذكر بعض المقاطع في حياتنا وننسى بعضها بسهولة أكبر؟

ولذلك، قاد مركز البحوث الطبية الحيوية في شبكة الصحة العقلية، بحثا دوليا رائدا أسفر عن دراسة “أطلس”، حيث تم جمع العديد من عوامل الخطر، التي تسبب الاضطرابات العقلية بما يتجاوز علم الوراثة.

دراسة أطلس تكشف عن عوامل الخطر

قال سيلسو أرانغو، رئيس مجموعة “CIBERSAM”، في مستشفى غريغوريو مارانيون، وأول من قام بالتوقيع على البحث، “يهدف هذا البحث المهم الذي نُشر في مجلة World Psychiatry، إلى أن يكون نقطة مرجعية، تسهل التدخل المبكر، و الاستراتيجيات الوقائية للاضطرابات النفسية”.

من المعروف أن الاضطرابات النفسية تحمل تركيبة جينية مهمة، لكن العوامل البيئية لم تُدرس كثيرًا. تهدف دراسة أطلس، إلى وضع حد لهذه الفجوة.

وللقيام بذلك، تم البحث في قواعد البيانات الدولية من بداية  تجميع هذه السجلات، إلى غاية 1 يناير 2021.

هذا وقد تمت مراجعة 390 تحليلا تلويًا وتم العثور على ما يصل إلى 1180 ارتباطا بين عوامل الخطر البيئية والاضطرابات العقلية.

كما تم تصنيف عوامل الخطر إلى 4 فئات، من “متوسطة” إلى “ضعيفة”، والتي ستساعد بلا شك الخبراء الصحيين على التشخيص المبكر للاضطرابات النفسية.

عوامل خطر مرض الخرف

من بين أهم عوامل الخطر للإصابة بالخرف، مرض السكري من النوع 2، والاكتئاب وانخفاض وتيرة الاتصالات الاجتماعية.

داء السكري: أظهرت دراسة أن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل مزمن يغير النشاط الطبيعي للخلايا العصبية، مما يساعد على ظهور أعراض مرض الزهايمر.

الكآبة: العلاقة بين الاكتئاب والخرف أو الزهايمر ذات اتجاهين. يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وبالتالي فإن مرضى الزهايمر هم أيضا الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

انخفاض معدل الاتصالات الاجتماعية: لا يرتبط التدهور المعرفي بفقدان الخلايا العصبية فحسب، بل يرتبط أيضًا بعدد الوصلات العصبية. تقوي الحياة الاجتماعية النشطة وتزيد من التواصل بين الخلايا العصبية. الشعور بالوحدة والعزلة يقللان منها.

عوامل خطر الاكتئاب

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر الاكتئاب على أكثر من 300 مليون شخص في العالم، وزيادة على ذلك، تعاني النساء منه أكثر من الرجال.

اقرأ أيضاً: 10 عادات غير معروفة تجعل حياتك أقصر

في أسوأ الأحوال، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الانتحار. في كل عام ينتحر حوالي 800 ألف شخص، والانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين سن 15 و 29 عاما.

تشير الدراسة، التي أجراها “CIBERSAM”، إلى عوامل الخطر البيئية للاكتئاب وهي كالآتي:

  • أن تكوني أرملة
  • المعاناة من الضعف الجنسي
  • المعاناة من سوء المعاملة في الطفولة
  • السمنة
  • اضطرابات النوم

مخاطر التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يوجد في إسبانيا على سبيل المثال، أكثر من 450 ألف حالة تم تشخيصها باضطراب طيف التوحد. فضلا عن ذلك، زاد معدل الاضطراب بشكل كبير في العقدين الماضيين، علما وأن هذا الرقم، ساعد على تحسين عملية التشخيص بشكل كبير.

وفقًا لدراسة أطلس، فإن العامل القابل للتعديل، الذي يزيد من خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد، يتمثل في زيادة وزن الأم قبل أو أثناء الحمل.

تضاعفت حالات نقص الانتباه واضطراب فرط الحركة، في الثلاثين عامًا الماضية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 عامًا، وذلك أيضًا بفضل التقدم في التشخيص.

الأمراض النفسية
الأمراض النفسية

تعتبر سمنة الأمهات قبل الحمل، بالإضافة إلى عامل تدخين الأم وزيادة الوزن قبل الحمل أو أثناءه، من بين العوامل البيئية الرئيسية التي تزيد من المخاطر.

اضطرابات الاستخدام الأفيونية

من بين المواد الأفيونية، توجد المخدرات مثل الهيروين، و مسكنات الألم القوية. تولد هذه الأدوية الإدمان المفرط، وتتسبب في العديد من الوفيات في كل عام. تعتبر إسبانيا من بين البلدان التي يستهلك سكانها المَواد الأفيونية بمعدل عال.

عامل الخطر الأقوى هو التدخين. يؤدي التبغ إلى الإدمان تدريجيا، ثم يقع الشخص في حلقة من الإدمان المفرط

مخاطر الاضطرابات النفسية

في الحقيقة، تستحق الاضطرابات الذهانية مثل الفصام، تحقيقا مفصلا. يصيب هذا الاضطراب، ما يقارب من 1 بالمئة من السكان ويرتبط بمرحلة البلوغ، لكن العديد من الحالات تظهر في سن المراهقة.

العلاج المبكر للنّوبات الذهانية الأولى أمر بالغ الأهمية للتشخيص الجيد للمرض.

عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة باضطراب ذهاني، تكون عادة بسبب تعاطي القنب والمعاناة في مرحلة الطفولة.

في إسبانيا، زاد استخدام القنب بشكل كبير بين الشباب، كما لوحظ ارتفاع معدل الإصابة بالاضطرابات العقلية.

التمارين الوقائية

حددت دراسة أطلس، العوامل التي تحمي من تطور المشاكل العقلية. وقد تم اكتشاف عاملا وقائيا قويا واحدا، يتمثل في ممارسة تمارين بدنية مكثفة، التي تعتبر دواء مضادا لمرض الزهايمر. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص النشطين بدنيًا أقل عرضة للتدهور المعرفي، فضلا عن أن لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر.

«تابع آخر الأخبار عبر: Google news»

«وشاهد كل جديد عبر قناتنا في YOUTUBE»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى