حبة دواء جديدة مضادة لفيروس “كوفيد-19”.. تعرف عليها ؟
شارك الموضوع:
تركز المناقشات العلمية حول نهاية جائحة “كوفيد-19، إلى حد كبير، على توافر اللقاحات ومدى فعَالياتها وسلامتها.
وطورت شركة ميرك الأميركية للأدوية “MSD” (Merck & Co. Inc. Kenilworth، NJ، US و Merck Sharp & Dohme) مضادًا تجريبيًا، لمكافحة فيروس كورونا، وبعد نتائج أحدث التجارب السريرية، تقدمت الشركة بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية، للحصول على ترخيص الاستخدام الطارئ للحبوب، المسماة “مولنوبيرافير” (molnupiravir).
يبدو أن التقدم العلمي لإيجاد علاج للوباء الناجم عن فيروس كوفيد- 19 قد بدأ في الوصول إلى مستوى لم يكن متوقعا من قبل. وعلى الرغم من أنه لا يوجد حاليًا علاج رسمي لهذا الفيروس، سوى نظام لقاحات يساعد فقط في مكافحته، لا يسعنا إلا أن نشعر بالامتنان لأن المختبرات والعلماء المختلفين حول العالم يواصلون البحث للقضاء على هذا الفيروس.
حبة دواء مضادة لفيروس كورونا كوفيد-19
هذه الحبة، تعد مجرد عقار تجريبي، ربما سيُساعد في تقليل احتمال دخول المستشفى أو وفاة المرضى الذين يعانون من مخاطر جسيمة للإصابة بالمرض، بمقدار النصف تقريبا. حسب تقرير نشره موقع ” vidasana.sv“.
في الوقت الحالي، يمكن القول إنها أخبار جيدة للغاية، وينبغي أن ننتظر حتى تصبح هذه الحبة، حلا جذريا وقويا لعلاج هذا المرض. في غضون ذلك، يجب على الجميع الاستمرار في تلقي التطعيم اللازم.
من المعلوم أن اللقاح لا يمنع وجود الفيروس، فنحن ما زلنا نعيش في خضم وضع وبائي خطير، لكنه على الأقل يساعد في تقليل الأعراض الخطيرة التي يسببها فيروس كورونا المستجد.
من أجل إجراء التجارب والتحقق من فعالية الحبوب، تم تضمين مشاركة المرضى المعرضين لخطر الموت المرتفع من كوفيد-19، والذين تم إعطاؤهم هذا الدواء بموافقتهم وتم التحقق من عدم وجود آثار جانبية عليهم.
في الأثناء، قام موقع “ميديكال إكسبريس” العلمي بجمع بعض الإجابات عن الأسئلة الأكثر طرحا حول حبوب “مولنوبيرافير” الجديدة.
-
كيف تعمل حبوب مولنوبيرافير؟
من المهم معرفة أنه سيقع إعطاء حبوب “مولنوبيرافير” بعد ظهور أعراض “كوفيد-19” على المرضى.
وفي التجربة السريرية، تم إعطاء “مولنوبيرافير” للمشاركين في الدراسة بأربع كبسولات مرتين يوميا لمدة خمسة أيام، بدءا من خمسة أيام، بعد ظهور الأعراض الأولى لـ”كوفيد-19″.
ويشرح الدكتور ألبرت شو، دكتوراه في الطب، اختصاصي الأمراض المعدية في مدرسة طب جامعة ييل، أنه عندما يدخل الدواء إلى مجرى الدم، فإنه يمنع قدرة فيروس SARS-CoV-2 على التكاثر.
ويستخدم فيروس كورونا الحمض النووي الريبوزي كمادة وراثية. ويشبه هيكل “مولنوبيرافير” النيوكليوسيدات (أو كتل البناء الكيميائية) المستخدمة في صنع الحمض النووي الريبوزي للفيروس.
ويعمل الدواء عن طريق دمج نفسه في الحمض النووي الريبوزي أثناء تصنيعه.
ويوضح الدكتور شو: “ينتج عن هذا العديد من الطفرات، أو التغييرات في الشفرة الجينية للحمض النووي الريبوزي، التي يتم إدخالها في الحمض النووي الريبوزي الفيروسي. وعندما يُترجم هذا الحمض النووي الريبوزي إلى بروتينات فيروسية، فإن هذه البروتينات تحتوي على الكثير من الطفرات بحيث يتعذر على الفيروس القيام بوظائفه”.
-
هل لـ”مولنوبيرافير” أي آثار جانبية؟
استنادا إلى البيانات الواردة في بيان الشركة، يبدو أن العقار يحتوي على ملف تعريف أمان نظيف، ما يعني أنه لم تكن هناك آثار جانبية خطيرة لدى المتطوعين في التجربة.
ونظرا لأن “مولنوبيرافير” يعمل عن طريق تعطيل كيفية قيام الفيروس التاجي بتكرَار الحمض النووي الريبوزي، فقد يكون هناك قلق من تأثير مماثل على الحمض النووي البشري أو الحمض النووي الريبوزي. وبحسب ما ورد، لدى شركة “ميرك” بيانات من دراسات مختَبرية، تشير إلى أن “مولنوبيرافير” لا يسبب طفرات في البشر، ولكن “من الواضح أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستحتاج إلى رؤية وتقييم بيانات الأمان هذه في عملية الموافقة”، وفقا للدكتور شو.
وأشارت اختصاصية الأمراض المعدية في جامعة ييل، ميديرا جيمي ماير، إلى أنه في تجربتها السريرية، لم تختبر شركة “ميرك” الدواء على النساء الحوامل.
وأوضحت: “في التجربة، لم يقتصر الأمر على استبعاد النساء الحوامل أو المرضعات أو المنتظرات للحمل، ولكنهم أخبروا أيضا الرجال المسجلين في التجربة أنهم لا يستطيعون ممارسة الجنس غير المحمي مع النساء لمدة أسبوع بعد الانتهاء من اختبار أدويتهم”.
ويكمن مصدر القلق في أن هذا الدواء قد يتداخل مع تكرار الحمض النووي الريبوزي اللازم لنمو الجنين ويسبب تشوهات خلقية.
-
هل يمنع “مولنوبيرافير” العدوى أو المرض الشديد والوفاة؟
الهدف من حبوب “ميرك” الجديدة هو إبقاء المرضى بعيدا عن المستشفى. واقترحت دراسة شركة “ميرك” أن “مولنوبيرافير” سيساعد المرضى الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بـ”كوفيد-19″ الشديد لتجنب دخول المستشفى.
-
لمن ينصح “مولنوبيرافير”؟
تسعى شركة “ميرك” للحصول على ترخيص الاستخدام الطارئ (EUA) للحبوب، للبَالغين المعرضين لمخاطر عالية.
وفي التجربة السريرية، وقع إعطاء “مولنوبيرافير” في الغالب للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما أو أولئك الأصغر سنا. ولكن لديهم حالات أخرى تعرضهم لخطر كبير من النتائج السيئة من مرض “كوفيد-19″، مثل مرض السكري أو أمراض القلب أو السمنة.
هذا وستقرّر إدارة الغذاء والدواء أيضا ما إذا كان ينبغي إعطاء الدواء للأشخاص الذين تم تطعيمهم. حيث وقع تضمين الأفراد غير المطعمين فقط في التجربة.
-
هل يمكن أن يكون “مولنوبيرافير” نقطة تحول لعلاجات “كوفيد-19” الأخرى؟
يقول الدكتور شو: “ليس لدينا الكثير من أدوية كوفيد-19 في ترسانتنا. ولكن هناك أدوية أخرى في طور الإعداد لعلاج “كوفيد-19”. حيث من المتوقع أن تقدم شركة “فايزر”، نتائج بشأن مثبط البروتياز الواعد الذي سيتم إعطاؤه أيضا في شكل حبوب للمرضى. ويقول شو: “نأمل أن يكون هناك المزيد من الأدوات لمساعدتنا على معالجة أفضل لمرضى كوفيد-19”.
في المقابل، نأمل أن يتم الانتهاء من مرحلة التطوير والتجريب قريبا، وفي انتظار التصريح الرسمي لاستخدام هذا الدواء، نكرر أن أفضل خيار لدينا حتى الآن هو اللقاحات.