لبنان على شفا حرب أهلية وسعد الحريري يخرج عن صمته:” اتقوا الله في بلدنا”
شارك الموضوع:
يبدو أن لبنان تقف على شفا حرب أهلية جديدة بالإضافة للظروف الاقتصادية الكارثية التي تعاني منها الدولة، وقد ظهر ذلك جليا في الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة بيروت، اليوم الخميس 14 أكتوبر 2021.
وبحسب محللين وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية، يواجه لبنان شبح العودة للحرب الأهلية مجددًا. بعد الاشتباكات المسلحة التي شهدتها بيروت، وخلفت عددًا من القتلى والجرحى.
وكانت وسائل إعلام لبنانية أفادت، اليوم الخميس، بأن حالة من التوتر تسود حي الطيونة ببيروت إثر إطلاق نار ووقوع إصابات. وذلك بالقرب من وقفة احتجاجية نظمها أنصار “حزب الله” وحركة “أمل” للمطالبة بكف يد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.
سعد الحريري: اتقوا الله في لبنان
من جانبه علق رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، على اشتباكات بيروت، بقوله إنها تعيد الجميع إلى صور الحرب الأهلية البغيضة.
اقرأ أيضاً: 6 قتلى وأكثر من 30 مصابا في لبنان والجيش يعتقل 9 أشخاص بينهم سوري والأمم المتحدة تتدخل
وقال الحريري في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع “تويتر” رصدتها (وطن) إن “ما حصل اليوم في بيروت من مشاهد إطلاق نار وقذائف. وانتشار للمسلحين، أعادنا بالذاكرة لصور الحرب الأهلية البغيضة، وهو أمر مرفوض بكل المقاييس، ومستنكر ومدان بأشد التعابير والكلمات”.
صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الاتي:
ان ما حصل اليوم في #بيروت من مشاهد اطلاق نار وقذائف وانتشار للمسلحين اعادنا بالذاكرة لصور الحرب الاهلية البغيضة، هو امر مرفوض بكل المقاييس، ومستنكر ومدان بأشد التعابير والكلمات.
١/٤— Saad Hariri (@saadhariri) October 14, 2021
وتابع سعد الحريري بقوله “نتقدم بالتعازي لأهالي الضحايا الذين سقطوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ونناشد الجميع اعتماد الحوار. وسيلة لحل المشاكل ورفض الانجرار إلى الفتنة التي قد تجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه”.
اننا اذ نتقدم بالتعازي لاهالي الضحايا الذين سقطوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، نناشد الجميع اعتماد الحوار وسيلة لحل المشاكل ورفض الانجرار الى الفتنة التي قد تجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه.
٢/٤— Saad Hariri (@saadhariri) October 14, 2021
كما دعا سعد الحريري الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ اقصى الإجراءات والتدابير، لمنع كل أشكال إطلاق النار. وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الأهلي.
اننا ندعو الجيش والقوى الامنية الى اتخاذ اقصى الاجراءات والتدابير لمنع كل اشكال اطلاق النار، وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الاهلي.
٣/٤— Saad Hariri (@saadhariri) October 14, 2021
واختتم تغريداته بالقول: “لعل ما حصل اليوم على بشاعته يشكل صحوة ضمير للجميع بعدم اللعب بالسلم الأهلي، وإلى احترام الدستور وتطبيق. القوانين والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، التي هي حاضنة لجميع اللبنانيين، اتقوا الله في لبنان وأهله يكيفهم ما يعانونه من أزمات”.
لعل ما حصل اليوم على بشاعته يشكل صحوة ضمير للجميع بعدم اللعب بالسلم الاهلي والى احترام الدستور وتطبيق القوانين والحفاظ على الدولة ومؤسساتها التي هي حاضنة لجميع اللبنانيين.
اتقوا الله بلبنان واهله يكفيهم ما يعانون من أزمات.
٤/٤— Saad Hariri (@saadhariri) October 14, 2021
اشتباكات مسلحة في بيروت
وأعلن الجيش اللبناني، اليوم الخميس، إلقاء القبض على 9 أشخاص، بينهم سوري، على خلفية الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة بيروت.
واتهمت قيادتا “حزب الله” و”حركة أمل”، مجموعات من حزب “القوات اللبنانية” بممارسة عمليات القنص المباشر بهدف القتل المتعمد. في أحداث منطقة الطيونة في بيروت.
وقال الثنائي الشيعي في بيان مشترك، اليوم الخميس، إن “المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر العدل تعرضوا إلى اعتداء مسلح من قبل مجموعات. من حزب “القوات اللبنانية” التي انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد مما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى”.
ودعت القيادتان الجيش والقوى الأمنية إلى تحمل مسؤولياتهم في إعاده الأمور الى نصابها وتوقيف المتسببين بعمليات القتل والمعروفين بالأسماء والمحرضين.
حزب الله
ونفى غسان يارد، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية، اتهامات “حزب الله” وحركة أمل بشأن تورط حزب القوات في أحداث إطلاق النار. بمنطقة عين الرمانة والطيونة في بيروت.
وقال في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، مساء اليوم الخميس، إن تصريحات حزب الله وحركة أمل مجرد مغالطات. وتظاهراتهم لم تكن سلمية، وبعض المشاركين في التظاهرات دخلوا إلى الأحياء الداخلية لمنطقة عين الرمانة وعمدوا إلى تكسير السيارات والممتلكات الخاصة للبنانيين.
تدخل مطلوب
من جانبه قال عضو مجلس النواب اللبناني، قاسم هاشم إن ما حدث اليوم، هو اعتداء مجموعة منظمة استهدفت تحركا سلميًا. للاعتراض على أسلوب المحقق العدلي، ما تسبب في تلك الفوضى والاشتباكات.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، يبدو أن هناك من يتربص بالوطن واستقراره، فكان جاهزًا لهذا الاعتداء الذي يستهدف استقرار الوطن. ويفتح الباب على فتنة قد تذهب بالأخضر واليابس إذا لم يتدارك المعنيون خطورة ما حدث.
ويرى هاشم ضرورة تغليب لغة العقل والحكمة على مفرادات التقسيم والشرذمة، لتجنيب الوطن المزيد من التوتر والشحن. وبعث مناخًا هادئًا يوفر على لبنان واللبنانيين الكثير.
وتابع: “وهذا يتوقف على كيفية مواجهة ما حدث، واتخاذ أشد العقوبات والإجراءات بحق مرتكبين هذا الاعتداء والمحرضين عليه”.
انهيار كامل
بدوره قال الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن الانفلات الأمني والاشتباكات المسلحة التي شهدها لبنان اليوم. أمر متوقع في ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان على كافة المستويات.
وتابع أن الجديد هذه المرة أن هناك قاضيًا يتمتع بالمهنية والاستقلالية وهو الذي يتولى التحقيق في قضية مرفأ بيروت، حيث ذهب باتجاه الطبقة السياسية. وأصدر مذكرات توقيف بحق وزراء وسياسيين ومسؤولين بأحزاب كبيرة في لبنان على غير المعتاد، حيث كانت العادة أن تظل الجرائم بدون فاعل وملفاتها فارغة.
وأكد أن المعركة التي يقودها القاضي طارق البيطار اعتبرتها الأحزاب التي ينتمي إليها المدعى عليهم، بمثابة تجرؤ على السلطة. فهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون والمحاسبة.
وأضاف:البيطار يقود معركة قضائية شرسة، ولم تتمكن الطبقة السياسية المتهمة لا بالقانون أو الدستور أو كف اليد. أو بأية أساليب قانونية من إبعاد القاضي عن التحقيق.
وتابع: “الأحزاب المتهمة في تفجير مرفأ بيروت وضعت معادلة أمام لبنان إما الإطاحة بالمحقق في قضية المرفأ، أو الإطاحة بالسلم الأهلي والعودة. إلى الحرب الأهلية”، مضيفًا: “لكن من الصعب الوصول إلى حرب أهلية في لبنان لأنها بحاجة إلى تمويل كبير، والأحزاب فقدت الدول والقوى التي كانت تمولها بالمال والسلاح، لذلك الأحزاب السياسية في لبنان غير مستعدة للدخول في حرب أهلية”.
وأشار إلى أن الانفلات الأمني والاشتباكات المسلحة قد تتكرر من وقت لآخر، وذلك مع تلاشي القوى الأمنية والدولية. ومع استمرار إجرام الطبقة السياسية الحاكمة، على حد قوله.
وخرج المحامون وأصحاب القطاعات المهنية في “حركة أمل” و”حزب الله”، اليوم الخميس، للإعتصام أمام قصر العدل في بيروت. احتجاجاً على أداء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.
ميشال عود يحذر
وقال الرئيس اللبناني في كلمة متلفزة، اليوم الخميس إن “ما حدث اليوم غير مقبول والدولة تضمن حرية التعبير عن الرأي ولكن ليس بنصب المتاريس والمواقف التصعيدية”.
وأضاف: “لن نسمح بتكرار أحداث الطيونة تحت أي ظرف والقوى العسكرية والأمنية ستقوم بواجباتها وحماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي”.
قتلى وإصابات
وأعلنت جمعية الصليب الأحمر في لبنان، أن حصيلة ضحايا اشتباكات مسلحة في حي الطيونة بلغت 6 قتلى.
وذكرت جمعية الصليب الأحمر اللبناني عبر حسابها بموقع “تويتر” أن حصيلة ضحايا اشتباكات الطيونة ارتفعت إلى 6 قتلى وأكثر من 30 مصابا حتى الساعة.