من المعروف أن ممارسة الرياضة أمر جيد، حيث ثبت أنها تساعدك على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل. لكن إذا قمت بذلك قبل أقل من ساعتين من الذهاب إلى الفراش، فيمكن أن يسبب لك ذلك نتائج عكسية. وفي هذا السياق، أثبت الباحثون أن التمارين الرياضية تغير مراحل النوم.
وقالت مجلة “سابير فيفير” الاسبانية في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، أنه إذا استيقظت متعبا أو كنت تواجه مشكلة في النوم. فمن المحتمل أنك تقوم ببعض العادات، التي قد تؤثر بشكل سيئ على جودة نومك. ومن بين هذه العادات، ممارسة الرياضة.
وفي حين أنه من الصحيح أن التمارين المعتدلة والمنتظمة، تساعدك في النوم بعمق، إلا أن هناك توصية علمية بشأن الأوقات، التي يتوجب عليك ممارسة الرياضة على إثرها.
اقرأ أيضاً: 10 فوائد صحية لزيت إكليل الجبل للشعر .. دعونا نتعرف عليها
لقد تم تأكيد ذلك من خلال دراسة أجراها باحثون من جامعة كونكورديا في مونتريال، حيث قاموا بتحليل متى ولماذا تكون التمارين ضارة.
ما هي العوامل التي تؤثر على النوم
عمومًا، تعتبر التمارين الشاقة جدًا قبل النوم غير مناسبة. واستنادا على مقارنة الباحثون الى ما يصل إلى 15 دراسة سابقة، تبين الآتي:
خلص الباحثون، أنه لا يوجد شخصان متشابهان. وأوضح في هذا الشأن، البروفيسور إيمانويل فريمبونج، أحد مؤلفي الدراسة، “عندما قمنا بمقارنة الدراسات، وجدنا أن هناك نتائج مختلفة جدًا وتنوعت وفقًا لوقت إجراء التمرين ولياقة المشاركين”.
وبسبب هذه الاختلافات غير المتوقعة، فصل الباحثون النتائج إلى مجموعات، وفقًا لما إذا كان المشاركون نشيطين أو مستقرين، وما إذا كان التمرين معتدل النشاط أو شديد النشاط، وما إذا كان قد تم إجراء التمارين في ساعتين قبل النوم أو قبله.
قبل النوم بساعتين على الأقل
يقول الباحث فريمبونج: “يؤكد تحليلنا أنه إذا تم الانتهاء من التمرين قبل ساعتين من موعد النوم، فهناك فوائد للنوم”.
- ممارسة الرياضة قبل ساعتين أو أكثر يساعدك على النوم بشكل أسرع ويزيد من مدة النوم.
- عندما ينتهي التمرين قبل أقل من ساعتين من موعد النوم، يسبب هذا تأخير ساعات النوم بسبب الإجهاد كما لا يمكن للشخص النوم بشكل كاف.
في سياق متصل، لم تكن هناك اختلافات كبيرة من حيث الرجال أو النساء أو من حيث عمر المشاركين. ومع ذلك، كانت هناك العديد من الفروق الدقيقة في النتائج، اعتمادًا على نوع التمرين وطول الوقت الذي تمارس فيه الرياضة.
أفضل إذا استعملت الدراجة
بعد العديد من المقارنات والتحليلات، هذه هي النتائج الأكثر أهمية:
- إذا كان التمرين مكثفًا ولكن يتم إجراؤه في وقت مبكر بعد الظهر، فإن هذا سيساعدك على النوم بعمق و مبكرًا.
- إن التمرين المكثف لمدة 30 إلى 60 دقيقة بشكل عام كافٍ لتحسين النوم.
- حقق تمرين ركوب الدراجة، أفضل النتائج
المفتاح يكمن في مرحلة حركة العين السريعة
من جانبهم، وجد الباحثون أن ممارسة الرياضة في وقت متأخر تعيق الراحة، وتعزز مرحلة حركة العين السريعة. ترتبط هذه المرحلة من النوم باللحظة التي تحدث فيها الأحلام أيضًا.
يمكن أن يكون لوقت مرحلة النوم السريعة، تأثير سلبي على القدرات المعرفية، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن فترة مرحلة “REM”، أو الحركة السريعة للعين، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على القدرات المعرفية.
- ما تم ملاحظته في هذا التحليل هو أن التمرين المكثف والمتأخر كان له تأثيرات في مرحلة حركة العين السريعة.
ويخلص البروفيسور فريمبونج إلى أنه ” ينبغي ممارسة الرياضة صباحا ولكن مبكرًا وأن لا يتم تغيير الجدول الزمني كثيرًا”.
يجب أن نولي اهتماما لجدولنا الزمني
ذكر الباحثون أن هذه النصائح لا يمكن تطبيقها كنظام صارم أيضا، لأن العوامل الفردية والظروف تلعب دورًا أيضا في الأعمال الروتينية اليومية، حيث أن بعض الناس يفضلون النهار والبعض الآخر يحبون الليل. وهذا يعرف بالنمط الزمني.
من جهته، قال الباحث إن “الأشخاص الذين اعتادوا ممارسة الرياضة في النهار، قد يعانون من مشاكل في النوم إذا مارسوا الرياضة في وقت متأخر من الليل”.
اقرأ أيضاً: فوائد عصير الجزر المذهلة لمرضى السكري .. اكتشفها بنفسك
وتابع “عليك اتباع عادات النوم الجيدة، من أجل الحصول على قسط جيد من الراحة”.
كيف يكون ذلك؟
- ينبغي أن ننتبه لمدى ضرر شاشات الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة التلفزيون. وينبغي عدم استخدام هذه الأجهزة قبل النوم
- الاستحمام بعد التمرين وقبل النوم يساعد على الاسترخاء بشكل مريح جدا
- تجنب الوجبات الكبيرة التي تسبب صعوبة في الهضم في الليل
- لا تشرب الكثير من الماء قبل النوم. مما يجبرنا على الذهاب إلى الحمام في منتصف الليل. وهذا ما يجعل نومنا مستقطع.